صحافة متخصصة- مجلة الثقافة الموسيقية

إعداد الدكتور مهيار الملوحي

لعل الكثيرين منا لا يعرفون أن من تاريخ الصحافة المتخصصة في سورية مجلة (الثقافة الموسيقية) التي صدرت في دمشق في أول نيسان عام (1935)، ولم يرد ذكر هذه المجلة إلا في سطر واحد في الكتاب القيم لجوزيف الياس (تطور الصحافة السورية في مئة عام- 1865-1965) الجزء الثاني في الصفحة (566) فقد جاء فيه: ((الثقافة الموسيقية أصدرها محمد محفوظ في أول نيسان عام 1935 ويبدو أنها لم تستمر طويلا)) إلى هنا انتهى...

صدرت مجلة (الثقافة الموسيقية) في دمشق في نيسان عام 1935، وهي من المجلات المتخصصة في ذلك الوقت، والتي تعنى بشؤون هذا الفن، وجاء في افتتاحيتها أنها (أثر موسيقي يبحث عن دقائق فن الموسيقا وتعاليمه، ويتضمن أبدع وأطرب القطع الموسيقية من بشارف وسماعيات وادوار وموشحات ومنولوجات.. لأشهر أساتذة الفن وضع وجمع الأستاذ الموسيقار محمد فؤاد محفوظ)، وكان محمد فؤاد محفوظ صاحبها ومؤسسها ورئيس تحريرها، وفي الداخل كان صاحبها يكتب بعد الافتتاحية (بقلم محمد فؤاد محفوظ الإدلبي– معلم موسيقا وعود).

كانت هذه المجلة متميزة من حيث الشكل والمضمون، فقد صدرت بالحجم الكبير(23,5×31) سم، وذات ورق أبيض مصقول مع غلاف أنيق وطباعة راقية ومتميزة عن المجلات في ذلك الوقت، ومن أربعين صفحة دون الغلاف الأول والأخير، وكانت تطبع في المطبعة الحديثة في دمشق، وجاء أن مكتبها في الشهداء بدمشق، زقاق بندق رقم (23)، وقد كتب على غلافها، العدد الأول، وهي مجلة شهرية سنتها 12 عددا.

كانت مجلة الثقافة الموسيقية مجلة علمية تبحث في جميع فنون الموسيقا ويتضح ذلك من أبوابها المتميزة مثل: (الموسيقا والعود وتاريخهما) و(الأصوات وكيفية إدراكها) و(العود أوضاعه وأوتاره) و(كيفية تنظيم الأوتار) و(تاريخ العلامة الموسيقية) و(آراء وأفكار) الخ...

وفي كل عدد كانت زاوية عن الجراح أو عمر البطش وغيرهم مع صورهم ونبذة عن حياتهم وانتاجهم الفني، وجميع مقالات وأبحاث المجلة علمية وهامة، وبها عددا لابأس به من القطع الموسيقية مع الاشارة الى كلماتها والإشارة الى نوعها من دور أو موشح أو سماعي أو بشرف أو رست الخ ومع سلالمها الموسيقية والإشارة إلى أصحابها مثل (طانيوس أفندي) و(عاصم بك) وغيرهم.

بقي أن نعرف أن محمد محفوظ الذي عرف بمحمد فؤاد محفوظ المعري أو بمحمد فؤاد محفوظ الإدلبي الذي ولد في معرة النعمان سنة 1900 وتوفي في دمشق سنة 1972، هو ابن محفوظ بن الشيخ صالح حيدر وأصل هذه الأسرة من ادلب الواقعة في الجنوب الغربي من مدينة حلب، كان والده منتسبا إلى الطريقة القادرية طلي الصوت، عليماً بأصول الإيقاع، وتعرف في حلب على عمر البطش وطيفور ونوري الملاح وغيرهم وأخذ من فنونهم الكثير وعمل في مسرح عمر البطش.

انتقل إلى دمشق وأسس في منزله مدرسة لتعليم العزف على آلة العود، وأسس عدة نواد موسيقية كان المدير الفني لها، وأسس نقابة الموسيقيين واختير رئيسا لها لمدة سنتين، وعندما أسست دار الإذاعة السورية بدمشق عهد اليه بتشكيل الفرع الموسيقي فيها، ثم عين أستاذا لتدريس العود في المعهد الموسيقي الشرقي التابع لوزارة المعارف.

له من المؤلفات:

1-    الأغاني الشعبية عبر التاريخ، دمشق- دار العروبة، 206صفحة، كتب مقدمته الأستاذ نسيب الاختيار.

2-    تعلم آلة العود، أربعة أجزاء:

      الجزء الأول 100 صفحة، 1962.

      الجزء الثاني 100صفحة، مطبعة البرهاني1963.

      الجزء الثالث100صفحة، مطبعة الثبات1964.

      الجزء الرابع 100، مطبعة الثبات1966.