صحفي وصحافة- شكري العسلي

إعداد الدكتور مهيار الملوحي

أصدر شكري العسلي جريدة (قبس) في دمشق في 19/3/1912، وكان صاحبها ومديرها المسؤول، وكانت جريدة يومية سياسية اجتماعية اقتصادية عمرانية وكانت تصدر يوم الثلاثاء من كل أسبوع بشكل مؤقت وجاءت ضمن أربع صفحات من القطع المتوسط، وقد أصدرها شكري العسلي بعد أن أغلقت السلطات العثمانية جريدة (المقتبس) لصاحبها محمد كرد علي (1876-1953) وكان محمد كرد علي قد أصدرها في دمشق في 17/12/1908 وكان شكري العسلي من جملة محرريها مع أحمد كرد علي (1884-1927) وقد صرح شكري العسلي في العدد الأول من جريدة (قبس) أنها صدرت لتكون بديلة من جريدة (المقتبس) التي تم اغلاقها من قبل السلطات العثمانية.

وقد جاء في افتتاحية العدد الأول بقلم شكري العسلي تحت عنوان "الفوضى" ما يلي:

"أصبحت ترى الفوضى منتشرة في أنحاء المملكة، يستبدون في الانتخابات نواب اتحاديين أذلاء ينقادون إلى طلعت وجاويد، يسبحون بحمدهم ويخضعون لأوامرهم، وترى الموظفين أصبحوا في خوف من الوعد والوعيد الخ.....".

ولم تستمر جريدة (قبس) طويلا بسبب معارضتها للسلطات ولذلك عطلت بعد مضي عام على صدورها.

عاد شكري العسلي إلى اصدار الجريدة باسم (القبس) في 30/9/1913 وذلك بعد أن ألغي امتياز جريدته الأولى (قبس)، وقد كان صاحبها ومديرها المسؤول، وتولى رئاسة تحريرها محمد كرد علي، وكانت جريدة يومية سياسية اقتصادية اجتماعية، وقد جاءت ضمن أربع صفحات، وكان يحرر فيها أيضا أحمد كرد علي.

ومما جاء في افتتاحية العدد الأول بقلم شكري العسلي ما يلي:

"إن أحسن مميزات الإدارة الدستورية حرية الكلام وحرية الاجتماع وحرية التعليم وحرية المطبوعات، ولذلك كان أكثر الناس فرحا بالدستور الطبقة المتعلمة التي كانت أشد يأسا على الأمة والوطن، يوم كان أغلب الناس في سياستهم لا هم لهم إلا نيل رضى الموظفين ودريهمات يسرقونها من فقراء الأمة".

وهو يشير إلى المنتفعين من العهد الحميدي- نسبة للسلطان عبد الحميد.

وصرح شكري العسلي في هذه الافتتاحية أيضا عن الغاية من اصدار هذه الجريدة عندما كتب:

"فهذا الذي دعانا إلى تأسيس هذه الجريدة لتقف أمام المستبدين المتطفلين على الحرية، ولتذكر المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته..".

وقد سارت هذه الجريدة على نفس منهجها السابق في معارضتها للسلطة والتصدي لمواقفها وافصاحها عن الميول الاستقلالية والنزعات القومية، حتى إنها أغلقت نهائيا في 29/11/1914 ولوحق صاحبها شكري العسلي وأعدم فيما بعد مع الأحرار على يد أحمد جمال باشا عام 1916.

ولد شكري العسلي في دمشق عام 1868، وتلقى علومه الأولية فيها وفي الأستانة، ونال الإجازة في الحقوق، وعمل في مجلس النواب العثماني، وعين مفتشا ملكيا لولاية حلب ولواء دير الزور.

كتب شكري العسلي دراسة حول القضاء والنواب، ودراسة حول الخراج في الإسلام، وصدرت له رواية (فجائع البائسين) عام 1907، ورواية (نتائج الإهمال) عام 1913، ورواية (المأمون العباسي) عام 1914.

عندما أصدر كل من عادل كرد علي ونجيب الريس جريدة (القبس) في 1/9/1928 والتي اشتهرت فيما بعد كتب فوق عنوانها (مؤسس القبس الشهيد شكري العسلي سنة 1913).