"طويس" مزيج من الأصالة والابتكار

الاثنين 04 تموز 2011

 

في كل مرة تقدم فرقة "طويس" الموسيقية على مسارح "دمشق" أمسية تحاول المزج بين الأصالة والابتكار، تلك هي الملامح الأولى التي رسمها مؤسس الفرقة "عصام الرافع

ولعل اسم الفرقة الذي أعطاه لها "طويس" أول مغني في العصر الإسلامي يرجع أصله إلى المدينة المنورة في الجزيرة العربية، واشتهر بجمال الصوت وقوة الابتكار فهو أول من أدخل الإيقاع على الغناء في القرن السابع الميلادي، هذا الاسم لعب دوراً في تشكيل هوية الفرقة الأصيلة حين التزم أعضائها بتقديم موسيقا تعبّر عنهم

وبحسب مؤسس الفرقة "عصام رافع": «اخترنا اسم "طويس" لأنه مرتبط بروح الابتكار والتجديد والجرأة، وهذا ما تسعى فرقتنا لتحقيقه بمشروعها الموسيقي»

موقع eDamascus التقى ببعض أعضاء فرقة "طويس" وتعرف منهم على ملامح مشروعهم الموسيقي، وعن نوع الموسيقا التي يقدمونها قال "عصام رافع": «نحن نبحث في جذور الموسيقا التقليدية الشرقية، ونعمل على تقديمها بأناقة دون أي تعديل على شكلها التقليدي أو نغير في خصوصية اللحن الواحد للموسيقا الشرقية، لكننا نعزف هذه الموسيقا بطريقة معاصرة»

ويرى قائد الفرقة أن المُستمع هو القادر على تحديد ما يميّز "طويس" عن سواها من الفرق التي تقدم القطع الشرقية: «السميّعة والجمهور يعرفون النكهة التي تُميز كل فرقة عن سواها، لا أتحدث هنا عن أفضل أو أسوأ بل عن الاختلاف في كل فرقة، المتلقي حصراً يحدد ما يحب، وما تعطيه الفرقة من أحاسيس»

ويؤكد "رافع" أنه رغم تنوع أساليب  

العازفين بين التركي والإيراني وغيرهما، إلا أن الفرقة تحاول تقديم الموسيقا السورية: «بعد سنوات العمل الطويلة نحاول أن نقدم شيء صادق من القلب حتى نخرج ببصمة تميزنا»

ويقول أن الفرقة تركّز على تقديم كل عازف لهويته وطابعه الموسيقي: «لأن نوعية القطع المكتوبة تتحمل هذا التقديم للعازفين، فهناك أشياء ترتجل على المسرح وهذا يعود أيضاً حالة مزاج العازف والمتعة الجماعية»

لكن من ناحية أخرى يؤكد قائد الفرقة أن العازفين لابد أن يظهروا بنَفس وكتلة واحدة مع إظهار التفاصيل التي تخص كل عازف. وحول إمكانية ظهور بعض المغنيين في الفرقة قال إن ذلك حدث في حفلات سابقة وهو لون وارد دائماً في الحفلات: «لكن الفرقة تركز على الموسيقا الآلية وكذلك أنا أعمل في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية على هذا التوازن ليظهر العمل الأنيق والراقي»

أما عازف القانون "فراس شهرستان" فيقول: «التجديد الذي نضفيه على الألحان الشرقية يتمحور حول تقنية العزف وصوت الآلة، فالعزف بطريقة سريعة أو التلاعب في سرعات أداء القطع الموسيقية أمر غير مألوف في الموسيقا التقليدية العربية، وهذا ما نجتهد في تطويره».

التجديد في أداء فرقة "طويس" للموسيقا الشرقية طال أيضاً ابتكار الآلات فالعازف "مسلم رحال" الأستاذ في المعهد العالي للموسيقا بدمشق يعزف مع  

الفرقة على آلة "الناي" الخاصة به والتي قام هو بتصنيعها، وعنها تحدث: «أطلقت على هذه الآلة اسم "ناي/باص"، وهي من ابتكاري وتصنيعي، ولم أجد لها مثيلاً لدى التأكد من المصادر التاريخية الموسيقية، وهي بالإضافة إلى مزاياها الموسيقية مريحة بالنسبة لعازفي "الناي" الذين يعرفون بأصحاب الرقاب الملتوية، حيث يمكن العزف على هذه الآلة بالوضعية الطبيعية»

كذلك الأمر بالنسبة لعازف الإيقاع "بادي رافع" الذي اخترع طبلته الهندية الخاصة وهي عبارة عن جرّة فخارية بمواصفات خاصة قام بتصنيعها لتؤدي نفس إيقاعات الطبلة الهندية

أقامت الفرقة منذ تأسيسها عدداً من الحفلات داخل وخارج سورية "ألمانيا، الكويت، فرنسا"، حيث قدمت عملاً مشتركاً مع عازف "الأوكورديون" الألماني الشهير"مانفريد لوشتر"، كما كان لها عمل مشترك مع فرقة "باروك" الفرنسية وأصدرت معها البوماً حمل اسم الرحالة الأوروبي "بلغرينو"، وألبوم مع فرقة "الأنوار" الفرنسية بقيادة "جان كريستون فريش

وأحيت الفرقة حفل في مهرجان الموسيقى الروحية في "قصر العظم" ضمن فعاليات "دمشق عاصمة الثقافة العربية" 2008

أصدرت الفرقة أول أسطوانة لها بعنوان "إنسان" حَوَت ثماني مقطوعات موسيقية تنقسم بين كلاسيكيات مستعادة من التراث الشرقي القديم والحديث، إضافةً إلى مؤلفات جديدة "لعصام رافع"

وكان الفنان "عصام رافع" قد أسس الفرقة عام /2004/ وهي تتألف  

بصورة أساسية من: "عصام رافع /عود، فراس شهرستان/ قانون، مسلم رحّال/ ناي، راغب جبيل/ إيقاع" و قد حل كلاً من "محمد نامق/تشيلو، وبادي رافع/ إيقاع" كما أنها تستقبل في كل حفل بعض الضيوف من الموسيقيين و المغنيين في سورية