فرقة "بيت الفنون للتراث".. الأصالة حلبية.. والفن عربي

 

الجمعة 26 تشرين الثاني 2010

تنطلق حاجات الإنسان من كونه يحتاج إلى غذاء غير الغذاء الذي اعتدنا عليه، إنه غذاء المعرفة والثقافة الذي يجعل دوره كإنسان فعالاً في المجتمع بكل أبعاده، ولكون الموسيقا هي لغة تفهمها كل المجتمعات، لذا كانت الحاجة إلى الموسيقا الشرقية الرائعة لتكون غذاءً روحياً يضفي للنفس صفاءها وسموها.

موقع eSyriaوتعريفاً بفرقة "بيت الفنون للتراث" المولودة في مدينة "حلب" التقى الأستاذ "محمد حداد" أحد مؤسسي هذه الفرقة متعاوناً مع شقيقه "أحمد" لنتعرف أكثر على هذه الفرقة التي جالت الكثير من البلدان حاملة معها أصالة "حلب"، وفن "العرب".

فلماذا كان التأسيس ومتى؟، سؤال يجيب عليه الأستاذ "حداد" فيقول: «بدأ تأسيس الفرقة في العام 1997 من عناصر هم أساتذة متخصصون ومخضرمون في هذا المجال، وهم من خيرة الموسيقيين والمطربين، وكذلك الراقصين».

وللراغب في دخول هذه الفرقة عليه أن يجتاز اختبار القبول الذي يجريه أساتذة مختصون في كل لون كالموسيقا، الغناء، والرقص.

ويتحدث الأستاذ "محمد حداد" عن الألوان التي تقدمها فرقته، فيقول: «ليس التراث والفلكلور السوري هو ما نقدمه، بل نقدم "الأدوار المصرية" وبعضاً من الأغاني المغاربية أي من بلدان "المغرب العربي" فقد قدمنا فاصلاً دينياً عن "البهلولية"، أضف إلى ذلك تقديمنا للتراث الشعبي والفني الخاص بمدينة "حلب" كـ"لعبة السيف والترس" ورقصة "المولوية" التي أسسها "جلال الدين الرومي"».

وعن المشاركات الداخلية والخارجية لفرقة "بيت الفنون للتراث" يقول مؤسسها: «أولاً لا بد من ذكر أن الفرقة أصبحت منذ العام 2008 تحت إشراف وزارة الثقافة، لذا فإن أغلب المشاركات الخارجية جاءت عن طريق الوزارة، وقد قدمنا عروضاً عدة في عدد من الدول منها: تركيا في مهرجان مدينة "أورفة"، وعدد من الحفلات الخاصة في العاصمة اللبنانية "بيروت"، وشاركنا في الأسبوع الثقافي السوري في المغرب 2009 – ومشاركات في قطر- البحرين- الجزائر- اليمن- الأردن ، وكان لنا مشاركتان في الهند من خلال مهرجان "مالابرام" الذي يقام في مدينة "كيرلا" جنوبي الهند».

وقد قدمت الفرقة أعمالاً ذات الطابع الصعب، وهنا يقول: «كنا موضع ترحيب أينما حللنا، وقد حققنا نجاحات جيدة، بل أكثر من ذلك».

وتعمل الفرقة على المزج بين أكثر من ثقافة، أو أكثر من موروث، وهنا يقول: «نقدم التراث  

وأحياناً نعمل على مزج ثقافتين وأقصد هنا الطرب الحلبي الأصيل والدور المصري المميز، وأغلب الألحان التي نقدمها من تأليف الشيخ "عمر بطش" وتقتصر مهمتنا على إضفاء لمسات، مع توليفة موسيقية تناسب واقع الموسيقا في الوقت الراهن، خاصة بعد دخول آلات موسيقية حديثة على التخت الشرقي كـ"التشيلو- الكمان- البنغز" وهذا الأخير تم التعديل عليه ليتلاءم مع الموسيقا الشرقية».

تتألف الفرقة من 45 عضواً مقسمين إلى مجموعات يرأس كل منها الأميز، وهذا ينطبق على الموسيقيين أيضاً.

ولأن لكل عمل هدف ما يضعه أصحابه نصب أعينهم، فإن أهداف فرقة "بيت الفنون للتراث"، وحسب ما يقول الأستاذ "محمد حداد": «العمل على المستوى الفني للتراث الفني العربي القديم والأصيل والرائع، وتقديم الموشحات القديمة التي بدأت تغيب عن آذان المستمعين، كذلك الحفاظ على الأناشيد الصوفية والمدائح ووضعها في قالب موسيقي جميل بحيث تشد المستمع وترفعه إلى السماء، وتجعله يحلق في الفضاء الروحي، ومن أهداف الفرقة أيضاً العمل على تقديم الفلكلور الحلبي من "قدود" وأغانٍ راقصة، وكذلك تقديم أجمل الأدوار من أرقى ما يتضمنه التراث الغنائي العربي».

ويضيف: «كما وتسعى الفرقة دائماً على تطوير التراث الصوفي والموسيقي، وإضافة لمسات فنية مع الحفاظ على الأساس اللحني للموشحات والأغاني المستمدة من التراث العربي».

يذكر أن الأستاذ "محمد حداد" مدرس "رقص السماح" في "معهد حلب الموسيقي".