"مالك قرقوط".. المسرح يجب أن يعتمد على التجديد وروح الشباب

رهان حبيب- السويداء
يحدثنا "مالك قرقوط" الحاصل على جائزة مهرجان الشباب العربي في مصر لنصه المسرحي "حديث للفراغ"، وجائزة الشارقة للإبداع العربي  لنص "ليس إلاوهماً"عن حلم مسرحي درامي رسم ملامحه الأولى وعن علاقة شابة كونها بنهم كبير للتجربة، وكانت بوادرها مشروع "تكوين" وتجارب شبابية محط الاهتمام.

"المفكرة الثقافية" التقت الفنان "قرقوط" بتاريخ 12/10/2014 وكان الحوار التالي:

*يميل الشباب للأدب بنزوع للحياة الخارجة عن قواعد الواقع المملة، فهل كان خيارك للمسرح وفق هذه الفكرة؟

*في بداية عملي بالمسرح كممثل كنت أرغب في طرح الكثير من الأفكار والقضايا التي نعيشها وتلامس أرواحنا، ولكن لم تكن خبرتي كافيه لكي أكتب نصا مسرحيا وأن أطرح أفكاري، وكان التخوف من تقبل هذه الأفكار من قبل الجمهور، الى أن وصلت للمرحلة التي أصبحت خبرتي نوعا ما كافية  فتجرأت لكتابة نص مسرحي ابتعد فيه عن الواقع  وأعمل لطرحه  بطريقة مختلفة عما هو عليه، فبدأت بكتابة المسرح بأسلوبي الخاص   حيث كان الاعتمادي الأساس على الأسلوب الأدبي رغم مخالفة البعض كي أكتب بأسلوب واقعي مباشر، لكني لم أوافق رأيهم لأني أرى أننا أصبحنا نفتقد كثيراً للغة المسرحية الراقية التي أوجدت لغة بصرية  لا تحمل أي لغة معبرة للوصول الى الجمهور، وأعتقد أني كنت   موفقا حيث كسرت التقليد في كتابة النص المسرحي  للخلوص لحالة مسرحية أكثر إبداعاً.

*ماذا يمكن للمسرح أن يقدم للشباب؟

**المسرح أبو الفنون وما يقدمه للشباب الكثير، ويقال إن علاقة الشباب بالمسرح يشوبها الكثير من القصور، وهي في أغلب الأحيان ليست علاقة صحية لأن الشباب لا يمتلك الثقافة الأساسية، ولا الوعي الكافي بالمسرح، ولا الدور المنوط به وما يمكن أن يقدمه للمجتمع من خدمة وتنمية، ومن خلال تجربتي أضيف أن القائمين على المسرح من أفراد ومؤسسات لا يهتمون بالقدر الكافي لتقديم الفرص المناسبة للشباب لفهمه والتفاعل معه بشكل خلاق، ولا يسعون لاستغلال الطاقات التعبيرية والإبداعية التي تتوافر لدى الشباب بشكل يخدم المجتمع ويطور المسرح،

 ومن جهتي فإنني مقتنع أن  قدرة الشباب على  طرح أفكار جديدة وخلق روح وحياة جديدة شبابية هي ما نحتاج اليه، لأن المسرح يجب أن يعتمد على التجديد وروح الشباب لأنهم  العصب لكل شيء في الحياة، لكن مع الأسف هناك تهميش لدورهم رغم امتلاكهم لأفكار رائعة،  وأعتقد أن لاوجود للمسرح في غياب الشباب، الذين يجب أن يلقوا الدعم والتأطير اللازمين من المؤسسات الرسمية والخصوصية والجامعات بمسؤوليتها التامة.

*عملت على فكرة التحاور مع الواقع رغم سوداوية الطرح، فهل أبقيت على هذه التجربة أم هناك تحولات قدمتها لك الخبرة؟

**ربما،  لكن كان هناك فسحة أمل قدمتها من خلال الطرح وأعتقد أنها كانت تصل بشكل أو بآخر للجمهور، ومع الخبرة والممارسة والاطلاع على التجارب حاولت الابتعاد قليلا عن هذه السوداوية، وهذا ما أحاول أن أوجده في كتابتي للمسرح رغم قناعتي أن ذلك ليس عاملا سلبياً بالمطلق ولكن هو نوع أو طريقة في الطرح لإيصال فكرة ما  .

* كيف تقيم التجارب المسرحية السريعة الانتشار ؟

**هناك تجارب مسرحية تستحق الاحترام وهناك تجارب أخرى أعتقد أنها أساءت للمسرح من ناحية النص والإخراج والأداء لأن حالة الفوضى التي يعيشها المسرح في هذه الفترة كبيرة،ونعلم جميعاً أن الخبرة ليست بعدد السنوات بل هي بالتجربة والممارسة والاطلاع على التجارب الأخرى لكي نستطيع أن نطور أنفسنا أولا ونطور مسرحنا ثانيا.

 في الآونة الأخيرة أصبح المسرح أشبه بملعب، وأصبح البعض يتعامل معه  كوسيلة لكسب الرزق وليس على أنه فن يجب أن يُحترم،  وهؤلاء  هم الذين يعملون على تشويه المسرح وتشويه الذائقة الفنية للجمهور، وكما ذكرت هناك تجارب تستحق الاحترام ولكنها قليلة نوعا ما وينقصها الكثير من الخبرة.  

*هل نسمع رأيك في عمل "سأخون نفسي" الذي أثار نقاشا كثيرا؟

** أنا سعيد لأن العمل لاقى الكثير من الإعجاب والتقدير وكان  مميزا من وجه نظر الكثيرين، وقد تم عرضة في محافظة "السويداء" وفي محافظة "اللاذقية"، وهو يتحدث عن فكرة عرض ممثلين الأول يقدم نصه بشكل مباشر للجمهور، والممثل الثاني هو أفكار الممثل الأول التي تنهار رويدا  رويداً بعد أن يئست من قدرتها على اختيار نمط حياتها، ليصبح صاحبها مسيّراً نحو الخطيئة نتيجة ظروف مختلفة، وهذا الشخص يحاول الهرب من الواقع وتقمص شخصيات مختلفة، لكن ضميره يقف أمامه بالمرصاد ليعيده الي واقعه وكم من أشخاص خانوا أنفسهم وهم لا يدركون هذا.

حاليا أقوم بتحضير لعمل مسرحي جديد أتمنى أن أوفق فيه طبعا بمساعدة مجموعة من الشباب الموهوبين، وقد بدأت منذ عدة سنوات بمشروع اسمه  "تكوين"، وهذا المشروع اعتماده الاساسي على شباب يحاول أن يثبت فكرة الدعم وعدم الاحتكار للمسرح  حتى نصل الى ما نصبو اليه.

يذكر أن:

"مالك قرقوط" حاصل على عدة جوائز بتأليف النص المسرحي في مسابقات ومهرجانات بسورية، وحاصل على جائزة مهرجان الشباب العربي مصر 2008،   وجائزة الشارقة للإبداع العربي 2009  

الأعمال المسرحية الي قام بتأليفها و إخراجها:
على "مقعد الانتظار"، "الكأس الأخير"، "رسالة متأخرة"،  "آخر الليل"، "غابة الشطار" وهي مسرحية أطفال ضمن نادي مسرح الطفل الذي كلف به لمدة عامين 2008-2009
شارك في عدة أعمال مسرحية كممثل في مسرح الطفل والمسرح القومي
شارك في عدة أعمال تلفزيونية وسينمائية وأعمال دوبلاج وإذاعة
اتبع عدة ورشات في مجال الإخراج المسرحي والسينما وهو من مواليد 1984