مجلة الهدف –عبد الحسيب الشيخ سعيد-

اعداد الدكتور مهيار الملوحي

صدرت مجلة (الهدف) في حماة في 25/6/1955 وكانت مجلة أسبوعية سياسية تقدمية، وكان صاحبها ورئيس تحريرها مرهف الشيخ سعيد (1930-2005) ومدير إدارتها منهال الشيخ سعيد. وكانت المجلة من القياس الكبير (30.22) وضمن (38) صفحة وملونة الغلاف.

وجاء أنها جريدة يومية سياسية تقدمية تصدر مرة في الأسبوع على شكل مجلة مؤقتاَ، ولكنها استمرت في الصدور كمجلة حتى عام 1958 عندما أغلقت بعد قيام الوحدة السورية المصرية مع باقي الجرائد والمجلات.

كانت مجلة الهدف تصدر عن دار الإصلاح لصاحبها عبد الحسيب الشيخ سعيد (1893-1961) وهو الذي أصدر جريدة (الهدف) في حماة في 18/3/1919. وكانت جريدة جدية هزلية غايتها خدمة الأمة والوطن، تصدر أسبوعيا صباح كل ثلاثاء، وقد توقفت في بداية الانتداب الفرنسي عندما قسمت سورية إلى عدة دويلات، حين أصدر غورو(1867- 1946) في 3/12/1920 قرارا بجعل دولة دمشق دولة مستقلة وتبعت كل من حمص وحماة لها، وعين حقي العظم رئيسا للحكومة ولقب بحاكم دولة دمشق، وسمح بموجبه بإصدار الصحف فقط في عاصمة كل دويلة.

ولد عبد الحسيب الشيخ سعيد في حماة، وتلقى علومه الأولية فيها، ودرس في دار المعلمين العثمانية، وهو من أعضاء الكتلة الوطنية، وكان صاحب دار الإصلاح ومطبعتها، وله عدة مؤلفات، أهمها ثورة حماة على الطغيان الفرنسي، وقد طبع الجزء الأول في حماة عام 1945.

كتب عبد الحسيب الشيخ سعيد افتتاحية العدد (69) من مجلة (الهدف) الصادر يوم السبت في 20 نيسان سنة 1957 بمناسبة عيد الجلاء، وبعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وجاء تحت المقالة (وان جنحوا للسلم فاجنح لها) مايلي:

((هذه القاعدة المنطقية للحياة التي يطلبها المنصفون من عقلاء الإنسانية. يمر الإنسان في هذه الدنيا مرورا قصيرا جدا بالنسبة إلى عمر الدنيا، فلماذا تقضي عليه الحروب فتقطع من عمره القصير جانبا.. وتجعل حياته جحيما مستديما! إنها أطماع الناس، بعضهم ببعض، وطغيان القوي واستبداده بالضعيف.. ليزيد في قوة نفسه.. وليزيد في ضعف غيره..

يصدر هذا العدد وسورية في عيدها الحادي عشر لجلاء الاستعمار العسكري عن بلادها، وفي هذه الذكرى استعراض عسكري كبير.

ونحن، وسائر إخواننا وأبنائنا وأحفادنا، من ذكور وإناث نطرب الطرب البالغ، ونهلل التهليل العظيم كلما شهدنا مشهدا عسكريا من مشاهد التقدم في جيشنا المظفر، فهل نحن أنصار سلام، أم نحن أنصار حرب؟

والجواب على ذلك بسيط جدا: هو في (السلم المسلح) فالاستعمار الأوربي والأمريكي وطغاته غدوا مسعورين أي سعر.. ومشهدهم في المهاجمة الوحشية لمصر ظاهرة من ظواهر اضطرابهم وخوفهم على ما بأيديهم من الإسلاب..

واذن فلا بد من القوة العادلة للقضاء على القوى الظالمة، ولا وصول إلى السلام العام إلا بعد الانتصار على طغاة الاستعمار الذين ملؤوا الدنيا صراخا بحبهم للتمدن الإنساني.. وهم ألد أعداء

التمدن الإنساني..

إن جلجلة سلاحنا العسكري هي البوق المؤذن بالقضاء على الاستعمار الغربي في بلاد العرب، وعلى الصهيونية التي اخترعها مؤخرا لتثبيت أقدامه في بلاد العرب.

والعرب أمة عظيمة، في بقاع ذات موقع عالمي في خارطة الدنيا، ولهذه الأمة رسالة انسانية بدأتها في قرون مضت من الزمن فكشفت عن البشرية ألوانا من العذاب.

وهي اليوم تعود لتحمل رسالتها وتكشف عن البشرية ألوانا أخرى من عذاب الاستعمار، متعاونة مع كافة القوى الإنسانية العاملة لخير الإنسانية)).