مجلة صوت الفرات– عبد القادر عياش-

صدرت أول مجلة في دير الزور عام 1953 وهي مجلة (صوت الفرات) الثقافية الشهرية. صاحبها ورئيس تحريرها المحامي عبد القادر عياش.

 كانت مجلة (صوت الفرات) تصدر بالحجم الصغير وضمن (52) صفحة، وكانت متخصصة بالكتابة عن شؤون وادي الفرات لا تتجاوزها، وكان عبد القادر عياش (1911-1974) يكتب جميع بحوثها وتطبع على نفقته، وقد تعرضت للتوقف من قبل السلطات.

اهتمت المجلة في كافة أمور دير الزور ووادي الفرات من ثقافة وتراث وأولت الاهتمام بالدراسات العلمية لتطوير المنطقة اقتصاديا وعلميا كما اهتمت بكل المشاكل التي يعاني منها أهالي وادي الفرات إن كانت زراعية أو طبية أو تعليمية أو عمرانية.

ومن أبواب المجلة مثلا: (قضايا المحافظة)، و(في الاقتصاد الفراتي) و(شؤون فراتية) الخ..

ولم تهمل المجلة أخبار التعيينات الإدارية والإعلانات الحكومية والمناقصات وأخبار ايفاد الطلبة الديريين للدراسة في دمشق أو الخارج.

وقد صدر من هذه المجلة (348) عددا، وكانت تطبع في المطبعة السليميَّة، وكتب على غلاف العدد(183) الصادر في تشرين الأول سنة 1958 مركز الدراسات التاريخية والجغرافية بدير الزور- سورية.

وعبد القادر عياش ولد في دير الزور، وتلقى تعليمه الابتدائي بدير الزور والإعدادي بحمص، والثانوي في المعهد العلماني الفرنسي بدمشق، مجاز بالحقوق من معهد الحقوق بدمشق عام 1935، عين قاضيا عقاريا في حلب عام 1937، نقل إلى المعرة ومنها إلى دير الزور، وعين قاضيا مفسرا في دمشق ثم مديرا لمنطقة الباب ثم محام لقضايا الدولة ثم انصرف إلى المحاماة وتقاعد في نهاية عام 1970، أسس نادي البيت الثقافي في دير الزور وترأسه منذ تأسيسه عام  1944إلى عام 1948، وكان يحوي على مكتبة ومسرح وعلى متحف صغير للتقاليد الشعبية وتلقى فيه المحاضرات.

نشر مقالات في عدة دوريات محلية وعربية، أسس متحف دير الزور للتقاليد الشعبية في بيته واستقبل فيه زوار المدينة وذلك على نفقته الخاصة.

زار عبد القادر عياش مصر والعراق والكويت ولبنان والأردن وتركيا والاتحاد السوفييتي وبلدان أوروبا الشرقية وألمانيا الشرقية والغربية في ذلك الوقت.

كان عضوا في لجنة الفنون الشعبية في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بسورية وعضو اتحاد الكتاب العرب بسورية، ورئيس جمعية العاديات بدير الزور، ورئيس مركز الدراسات التاريخية والجغرافية بدير الزور.

نشر عبد القادر عياش (117) بحثا وكتيبا على نفقته حول وادي الفرات، وقد تراوح عدد صفحات كل بحث من هذه البحوث بين (20) صفحة و(200) صفحة، ولم تغفل هذه البحوث أي شاردة أو واردة عن وادي الفرات ومجموع صفحات هذه الأبحاث تصل إلى (2800) صفحة لو جمعت لخرجت ضمن عدة مجلدات تحوي كل ما يمس وادي الفرات من تاريخ وجغرافيا وثقافة وتراث، ونلاحظ ذلك من بعض عناوين هذه البحوث مثل (الخبز في دير الزور، التداوي المحلي، استقبال المولود في دير الزور، نباتات بادية الفرات، أبرز أماكن الآثار في الفرات، الزواج في دير الزور، سكان وادي الفرات، تقاليد الوفاة بدير الزور، المرأة في الفرات، حيوانات بادية الفرات، المعتقدات الشعبية في وادي الفرات، الأسرة في الفرات، المأكل واللباس، أمثال دير الزور، الترانيم الفراتية للأطفال، طيور بادية الفرات، مؤونة البيت بدير الزور، البيت في دير الزور، المقاهي والدواوين في دير الزور).

وكتب أبحاثاً عن الماء والقمر والملح والنار والمصيبة والحية والذئب والعصا في حياة وادي الفرات وكذلك شخصيات وادي الفرات ومدنه..الخ.. وغير ذلك من المواضيع الكثيرة.. وقد عمل عبد القادر عياش خلال حياته على مرجع علمي هام ومتخصص، وهو معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين.

وقد توفي عبد القادر عياش تاركا هذا المشروع على قصاصات من الورق المختلف الألوان والأحجام مكدسة في بعض العلب والصناديق الكرتونية.

وقد قدم ورثة عبد القادر عياش إلى دار الفكر مخطوط هذا المعجم وقامت دار الفكر بطبعه عام 1985، ومما جاء في مقدمة هذا المعجم مايلي:

( كان الأستاذ المحامي المرحوم عبد القادر عياش قد بدأ مشروعه الكبير- معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين- قبل وفاته بأمد غير قصير، ثم اختاره الله إلى جواره في الثامن من حزيران عام 1974، ومعجمه هذا لم يستوف نصيبه من التكميل والترتيب، ثم مضت ثماني سنوات وقرر أنجاله بعدها أن يظهر هذا المعجم إلى جمهرة الباحثين والمؤرخين رفدا للمكتبة العربية الخ..).

ويبقى استكمال هذا المعجم القيم الذي صدر دون أن يكمل مؤلفات ومؤلفين القرن العشرين حتى نهايته فقد توفي صاحبه عام 1974، وقد صدر في سورية في الربع الأخير من القرن الماضي عددا من المؤلفات والتي تزيد على مؤلفات ثلاثة أرباع القرن الماضي الأولى وكذلك المؤلفين الذين لم يعرفوا إلا في الربع الأخير من القرن الماضي.