"إبراهيم كدر".. عندما تتكلم الناي

"إبراهيم كدر".. عندما تتكلم الناي

همام كدر

2008/05/25                

تتميز "الناي" عن بقية الآلات الموسيقية أنها ذات طابع خصوصي يجعل من العازف عليها عرابا للروح من خلال نَفَسه الذي يخرج من أعمق طبقات الإحساس.

وهي ليست آلة روحانية صرفة بل تحتاج لتقنيات كثيرة على مستوى أصابع اليدين وحركات الفم ولذلك أحيانا ولإخراج نغمة واحدة فقط يحتاج المتدرب لشهور طويلة من المحاولات والتدريب.

"إبراهيم كدر" عازف الناي الشاب الذي التقيناه ليكون وجها من حمص قال لنا عن بداياته: «نشأت في عائلة تحب الموسيقا والبداية كانت مع الأصدقاء لكن كعازف إيقاع، ومن ثم اتجهت إلى الناي في سن العشرين وتلقيت أول الدروس عليها عام (2000) من الأستاذ "خلوق وفائي"،  وأخبرني حينها أنني قد أصبح عازفا جيدا لو تعبت على نفسي».

بداية عام 2002، وبعد نجاحه في الثانوية العامة قرر "إبراهيم" الالتحاق بالمعهد العالي للموسيقا بدمشق لدراسة الناي بشكل أكاديمي وشجعه على ذلك الفنان "سمير عماري"، وعن هذه الفترة من حياته يقول إبراهيم: «كنت في دمشق وحضرت حفلة موسيقية للأستاذ "مسلم رحال" أستاذي الحالي وطرحت عليه فكرة دخولي المعهد العالي، وبعد سنة تحضيرية ودروس خاصة على يديه قُبلت في المعهد ونجحت في جميع سنواته حتى وصلت الآن إلى التخرج، لكن في السنة الثانية تلقيت دروسا على "الكوله" وهي آلة منسوخة عن الناي تُخرج أصواتا مختلفة كما اطلعت على جميع الآلات النفخية الموجودة في المعهد وذلك لامتلاك مختلف أساليب العزف».

وعن رأيه في منهاج المعهد تابع: «للأسف لا يوجد منهاج حقيقي واضح لآلة الناي لذلك نحن نعتمد بالدرجة الأولى على الاجتهاد الشخصي وخبرات الأستاذ " مسلّم" الذي يعد ظاهرة عربية فريدة في العزف على الناي لأنه أخرجها من وضعها التقليدي وأعطاها آفاقا أوسع وألوانا صوتية جديدة، لأن أهم  مقومات عزف الناي الجيد هو النفس والأصابع وسماع الموسيقا، وهذا ما نحاول دراسته والعمل الشخصي عليه».

"إبراهيم"ورغم سنه المبكر عزف مع فرق عديدة من المعهد وسافر إلى مختلف دول الخليج العربي لتقديم برامج موسيقية، كما تلقى دروساً من عازفين أتراك في اسطنبول. وعن نشاطاته الموسيقية يقول :«عزفت مع الأوركسترا العربية للموسيقا في افتتاح دار الأوبرا  إلى جانب العديد من المغنين والمغنيات مثل "لينا شماميان" ، و"ليندا بيطار" ، وقمت بتسجيلات عديدة مع الفنان "رعد خلق". كما أني عضو مؤسس في فرقة "ذكريات" ذات الطابع الموسيقي الخاص والتي تمثل مشروعنا الموسيقي أنا وبعض الأصدقاء في مدينة حمص».

أخيرا يتحدث "إبراهيم" عن العزف على الناي ويضيف: «العزف على هذه الآلة ينمي لديك الإحساس ويدخلك في حالات جديدة تكون فيها قريباً من مشاعر الناس كما يمنحك الإحساس بالنشوة أثناء العزف أو الانتهاء من قطعة صعبة، وبعد سنوات من العزف تصبح الناي مصدر سعادة للعازف وعندما يغيب عنها يشعر بالتعاسة لأنها تصبح جزءا من شخصيته بشكل عام وليست آلة للعزف فقط».