دائرية، مصنوعة من الخشب، وتحوي على ثقوب معدنية في أسفلها، رخيصة الثمن، ويدوية الصناعة، نجدها في أغلب المنازل، وفي كل أفران الخبز، وأشغال البناء... "المناخل" أو مفرد "غربال"، والتي يستخدمها المرء من أجل "نخل" الطحين، والبرغل، وغيرها من الحبوب الغذائية، إضافة إلى استخدامها في "غربلة" التراب الخشن المستخدم في البناء.
وللحديث عن هذه المناخل وكيفية صناعتها موقع eSyria بتاريخ 16/4/2009، التقى السيد "محمد سيوفي" صاحب محل في "باب الجابية" لتصنيع "المناخل" والذي قال: «ورثت هذه الحرفة عن أبي رحمه الله، وعلى يديه تعلمت أصولها وقواعدها منذ أن كنت طفلاً من عام 1967، وفي القديم كانت صناعة المناخل تختلف عن الوضع الحالي إذ كانت تصنع من "جلد البقر" والشبك يصنع من خيوط القطن، أما اليوم فالمنخل يصنع من خشب "الكزبارينا"، و"الصفصاف"، والشبك من المعدن الصيني المستورد، وبعد تطور الصناعات بشكل عام وظهور مادة البلاستيك، أصبحت المناخل مصنوعة من البلاستيك، لذلك قل بيعنا للمناخل القديمة "الخشبية"».
المنخل يستخدم فقط من اجل تنقية (نخل) الطحين، و"الغربال" (ذو ثقوب أكبر من المنخل لكنه نفس الشكل) يستخدم لتنقية الحبوب مثل القمح، الشعير، العدس، كما يستخدمه عمال البناء في نخل الرمل والمواد الأخرى الداخلة في أشغال البناء
وعن استخداماتها أضاف: «المنخل يستخدم فقط من اجل تنقية (نخل) الطحين، و"الغربال" (ذو ثقوب أكبر من المنخل لكنه نفس الشكل) يستخدم لتنقية الحبوب مثل القمح، الشعير، العدس، كما يستخدمه عمال البناء في نخل الرمل والمواد الأخرى الداخلة في أشغال البناء».
وبالنسبة للزبائن الذين يشترون هذه المناخل أضاف: «من يشتري هذه المناخل قل عددهم اليوم بسبب وجود منخل البلاستك، إضافة إلى التطور الصناعي الكبير على مستوى الآلة، ما جعل أغلب الحبوب الغذائية جاهزة للاستهلاك، أما الآن فأغلب الزبائن يأتون من الريف لشراء عدة الغربلة التي تستخدم في موسم الحصاد (الشهر السادس والسابع من كل عام)، وفي فصل الصيف يكثر طلبه من قبل العاملين في مجال البناء».
قياسات "المناخل والغرابيل" حديث مطول أخبرنا خلال أن «هناك عدة قياسات محددة "للمناخل والغرابيل"، إذ يتم اعتماد القياس وفقا ً "للتيل" المعدني (السلك المعدني المشبوك أو ما يعرف بالشبك الذي يثبّت في أسفلها)، فهي تبدأ من "التيل" ذو الثقوب الضيقة متدرجاً نحو الواسعة، وتبعاً لذلك هناك أربعة قياسات وهي: "المنخل"، و"الغربال"، و"الصوانيت"، و"العبّارة"، فالمنخل الذي يستخدم للطحين، أما القياس الأنعم فيستخدم لتصفية الحليب إضافة إلى تنقية المواد الكيماوية مثل الدهانات، و"الغربال الخشن" يستخدم لتقية البرغل والعدس والحبوب، أما "الصوانيت" (غربال أكثر خشونه من سابقه) فتستخدم لغربلة المحاصيل ذات الحبات الكبيرة مثل الحمص، وأخيراً "العبّارة" (الأكثر خشونه) تستعمل لتنقية "السكاكر"، "حبات الزيتون"، و"البحص" الذي يدخل في أعمال البناء».
ومن الزبائن السيد "وائل الرفاعي" العامل في البناء والذي قال: « نشتري "الغربال" بحكم مهنتنا التي تتطلب وجود "العدة"، ومنها المنخل الذي نستخدمه في نخل "الرمل"، وذلك من اجل "التليّس" الناعم (الروبة الناعمة)، وإن الاستخدام المتكرر للمنخل يتلفه، لذلك آتي إلى هنا من أجل شرا ء منخل جديد لأنه مهم وضروري في عملنا».
أما السائح الأردني "مروان أبو ستيتة" فقال: «أثناء جولتي في "دمشق" القديمة فوجئت بوجود هذا المحل القديم الذي يصنع المنخل الخشبية، حيث ذكرني بأيام الماضي الجميل عندما كانت جدتي رحمها الله تجلس مستخدمتاً هذا المنخل في تنقية الطحين، لذلك قررت شراء منخلاً والاحتفاظ به في بيتي كجزءً من ذاكرتي الماضية وذكريات الأيام الجميلة».