يعتبر الزجل واحداً من فنون الشعر العامي، ويقال إن أول من كتبه وأبدع فيه هو "ماجد بن قزمان". موقع "eSyria" بحث مكانة الزجل- كأحد أنواع الأدب- في "سورية"، والتقى عدداً من محبيه وكتابه للحديث عن أركانه وخصائصه.
الأديب "خالد بدور" من محبي "الزجل" ومتابعي الأمسيات الزجيلة، والذي بدأ بالقول: «يعتبر الزجل تعبيرا صادقا عن المشاعر الحقيقية للناس والأغلبية الكبيرة منهم تحب هذا النوع من الشعر المحكي لأنه ليس كل الناس يتقنون اللغة العربية الفصحى والتفعيلة، واعتقد أن جمهور الزجل هو أكثر من جمهور الشعر العادي؛ والسبب في ذلك أنه يمكن من خلال "الزجل" إيصال ما يراد من أفكار بلغة بسيطة للمثقفين ولعامة الناس».
لشعراء الزجل ألقاب منها "أمير الزجل، الصقر الجارح، ملك العتابا، نسر الهوارة"، وللزجل أوزان "الرجز، الوافر، البسيط، المتدارك"
استطاع "شعر الزجل" أن يحوز مكانة مرموقة في الأمسيات الأدبية في "سورية"، وعن هذه المكانة تحدث السيد "سمير الطويل" من مدينة "التل": «الزجل" يتواجد في الجلسات الشعبية وسهرات الناس، حيث يجلس الناس ويستمعون للزجال وهو يتغنى بالوطن والضيعة والجمال فتهتز لكلماته الأجسام وتطرب له القلوب والآذان».
الأستاذ "ياسر المالح" تحدث عن "الزجل" بالقول: «الزجل نمط من الشعر، يحمل ملامح بيئته، ويُنظَّم بالطريقة السهلة الممتعة، وبمفردات اللهجة المحكية السائدة، فله وزن بالدرجة الأولى، يليها المضمون والصورة الشعرية.. أما مضامينه فإضافة إلى الحب والعاطفة فهو يتناول الأحداث الوطنية والسياسية الجارية، وبالعموم يُعتبر الإنسان والقيم الإنسانية من أساسياته».
«الزجل في سورية فن وتراث حاضر منذ آلاف السنين برع فيه مجموعة من الأدباء والناظمين للشعر منهم "سلامة الأغواني، معن دندشي، رفعت العاقل، فؤاد حيدر، مصطفى الحاج، محجوب حيبا وغيرهم "»، بهذه الكلمات بدأ الشاعر "محجوب حيبا" أحد شعراء الزجل حديثه عن "الزجل" في سورية، وأضاف بقوله: «للزجل أنواع منها "القصيد" غناء بدوي يردده رحالة الصحراء، و"الهجين" يقال ضمن العشائر والأفخاذ والقبائل في أفراحها وأتراحها، "المعنّى" ينتشر في "وادي النضارة، وقرى جبل الشيخ، وسلسلة القلمون"، و"القرادي" في مناطق الساحل السوري.
كما نظم "حماد الجاسم" من "عشيرة الجبور" و"عبد الله الفاضل" من "عشيرة عنزة"؛ "العتابا" التي لمعت في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية لسورية والقلمون، واشتهرت تدمر وريف دمشق بـ"الشروقي" وهو القصيد البدوي ذي اللحن الحزين، و"الموشح" كان لأهل حلب وتغنت "الهوارة والدلعونا" بأعراس بعض المحافظات السورية كل حسب لهجته.
"القوما، الدوبيت، الأبوذيه، القريض، الميمر" وجدت في أغلب المحافظات السورية بينما انتشرت "المواليات والكان كان" في البادية».
وحول بداية الزجل في سورية تحدث الشاعر "حيبا" بالقول: «وجد في سورية "زجالون" منذ عام /1840/ حيث ظهر في القلمون أربع شعراء شكلوا جوقة غناء زجلي وهم "يوسف رعد"، "محمد قاسم ياسمينة" من صيدنايا، "قاسم سوسق" من رنكوس، "عثمان طه" من حفير الفوقا، وقد استمرت هذه الجوقة لمدة نصف قرن، تشارك الناس بأفراحهم وأتراحهم.
وفي عام /1963/ تشكلت جوقة زجلية غنائية من "جورج، عبد الله، سليم خبازة ومتري رعد" أقامت عددا من الحفلات الزجلية للتلفزيون العربي السوري خلال برنامج استمر ثلاثين عاما.
ظهر بعد ذلك العديد من شعراء الزجل والعتابا والقصيد منهم "أبو علي رسلان وغالب مراد وأبوعلي سكاف، عبدو مرعي" في حلبون و"حاتم وغانم عبد الكريم" في معربا وبعض الشعراء في رنكوس ومعلولا وتل منين.
وفي عام /1945/ تأسست "جمعية الزجل الشعبي"، والتي ضمت "حكمت محسن وسامي الكسم ورفعت العاقل، وثابت المحتسب، وأحمد مصطفى أيوب"، كان مقرها بناء العابد في دمشق وترأسها "الشاعر علي دياب" واستمرت إلى /1947/.
/1971/ تم تأسيس جمعية مؤلفي الزجل ترأسها "رفعت العاقل" مؤسسوها هم أعضاء "جمعية الزجل الشعبي" وانضم إليهم "غسان المعري وفؤاد حيدر"، وبرز في الجمعية عدد من الشعراء الذين نهضوا بفن الزجل منهم "أسامة السمرا، محمد دالاتي، ميشيل الزين، فاطمة غيبور، رحاب خداج وغيرهم، وأنا كنت واحداً منهم».
وختم الشاعر "حيبا" حديثه بالقول: «لشعراء الزجل ألقاب منها "أمير الزجل، الصقر الجارح، ملك العتابا، نسر الهوارة"، وللزجل أوزان "الرجز، الوافر، البسيط، المتدارك"».