ضمن فعاليات جمعية هواة الفلك السورية ألقى الدكتور طالب عمران محاضرة بعنوان (الحياة خارج الأرض ) وذلك في المركز الثقافي بكفرسوسة.
ورغم هطول الأمطار و برودة الطقس جذب هذا الموضوع عددا من الشباب الذين لم نعتد أن نراهم في محاضرات تخص الشباب فعلا.
ومع خيال العقل سافر بنا عمران في رحلة للوراء أطلعنا خلالها كيف بدأت الحياة على الأرض قبل ملياري سنة، وتطورها إبان ظهور الإنسان والعقل البشري الذي أعطاه الله المعرفة الكونية وعلمها لأول خلقه آدم وهذه المعرفة واسعة، حيث انتقلت إلينا عبر الجينات ونحن نحاول تذكرها ومنها نصل للمعرفة المتكاملة وأضاف عمران: إن تذكر هذه المعرفة لا يعني أننا لا ننتج معرفة، بل نحن على أساس تلك المعرفة نخلق معرفة أوسع وأشمل.
وتابع أن كل شيء يأتي من الماء وتساءل بداية هل هناك نسخ من عوالم أخرى غير الأرض، وذهب بالحاضرين إلى مجموعة الكواكب الشمسية واستعرض بنية كل كوكب على حدا حيث قسم هذه الكواكب إلى نوعين داخلية وخارجية ومنها خرج إلى أن ليس هناك حياة إلا على الأرض، منبها إلى أن هناك نظريات تقول أن كوكب المريخ قد يكون مرت عليه حياة كالأرض من خلال الصورة الملتقطة عام 1986 التي عرضت صورة وجه مريخي طوله كيلو متر وستمائة متر، وعند إدخال هذه الصور إلى الحاسوب أظهرت على بعد 16كم من الوجه تنظيمات لمدينة عمرها ثلاثة ملايين سنة وقد اندحرت.
واعتبر عمران أن هذه المعلومات ضخمت والإنسان يحاول اختلاق مثل هذه الأشياء كالصحون الطائرة التي زارت الأرض أو المخلوقات الفضائية، وصاغ هذه التوهمات عبر فنتازية برع الأمريكان في صنعها عبر أفلامهم مبررين استحواذهم على السلاح النووي لمواجهة تلك المخلوقات.
ثم طرح المحاضر عدة استفسارات من بينها هل الحياة خارج الأرض نسخة عن العضوية، حيث قال: ما نحس به مرئي وغير مرئي ونحن لا نعرف إلا العشر عن المادة الحية والباقي خفي صعب على العلماء دراسته ومن الممكن أن تكون المخلوقات الفضائية من بين هذه المخلوقات الخفية.
ورجع عمران ليطلب منا التفكير عبر الخيال لنستطيع أن نقبل فكرة وجود أربعمائة ألف كوكب شبيه بالأرض عبر هذه المجرات الواسعة، وافترض جدلا أن يكون عشرها عليه حياة، مبرراً ذلك بأن عملية التكرار مشروعة.
وشرح بعدها الانفجار الذي رصد عام 1986 والناتج عن نجم يبعد عنا مئة وستة وثمانين سنة ضوئية وقال أننا لا نستطيع رصد كل نقطة في الكون بسبب بعد المسافات، وأوجد بعد ذلك الحل في اختراق هذه النسبية لنصل إلى هذه النجوم وهو الخيال الذي ينقلنا إليها عن طريق التصور لنسترجع الماضي ونستشف المستقبل الذي يقول لنا أن الغلاف الجوي يتأثر بالتلوث وهذا التلوث سيؤدي لأشكال جديدة من الحياة فضلا عن مشاكل الاحتباس الحراري التي ستغير مناخ العالم في عام 2035 وستهشم الغلاف الجوي.
وقبل نهاية المحاضرة سأل عمران الحاضرين لماذا لا يكون هناك لقاء بيننا وبين الفضائيين و لخص أشكال اللقاء بثلاثة الأول أن نرى أطباقهم من بعيد والثاني أن نعرف ما بداخلها والثالث أن يكون هناك لقاء وجها لوجه، ونفى أن يكونوا مستعمرين جازما أن تلك الكائنات تسبقنا بكثير وتستطيع أن تختفي عنا ووصولها إلينا حتى يوضح مدى تطورها العلمي، ومن الممكن أن يكون شكلها قريبا من الشكل البشري لأنه هو الشكل المتكامل لحياة العاقل.
وختم الدكتور طالب محاضرته بطلب للأهالي أن ينموا القراءة لدى أطفالهم كي لا يكونوا أناس رقميين دون عاطفة بسبب انجذابهم للتلفاز الفضائيات المبتذلة والتي تشوه عقولهم، مع مرور الزمن سيمحون جزءاً كبيراً من تاريخهم والكتاب هو الأمان للمستقبل.
وفي لقاء مع الأستاذ محمد العصيري رئيس جمعية هواة الفلك قال: إن جمعية هواة الفلك جمعية شابة تتوجه للشباب الذين يهتمون بعلم الفلك كهواية، حيث يخرجون في العطل لرصد السماء والنجوم والقمر، ونحن مقبلون على خسوف قمري في 21 شباط في دمشق.
وحول سبب حضوره المحاضرة قال الشاب حسين محمد: في مدرستي كثيراً ما أذكر الكائنات الفضائية وأحلم كيف تكونه حتى أنهم يلقبونني بالانسان الفضائي لأني أتخيل كثيرا كيف يكون هذا الكون وأحكي لهم عنه وعن ما يوجد فيه من عوالم وحتى حياة، وأنا أحضر محاضرات الجمعية بشكل دوري ولكن لهذه المحاضرة نكهة مختلفة لدي، وأرغب دائما في أن أخذ معلومة لأقنع الناس بوجود الكائنات الفضائية، وسأتابع في العلوم الكونية لأحقق ما أريد.
يذكر أن جمعية هواة الفلك السورية دخلت العام الثاني من نشاطها حيث انطلقت في31/8/ 2005 وتلعب دورا في استقطاب الشباب للدخول في علم الفلك والفضاء، حيث استقبلت في أواخر 2007 جمعية هيباركوس الايطالية لهواة الفلك والتي يرأسها البروفسور مورزيو تشيري أحد أعضاء وكالة الفضاء الأوربية.