احتفاء بدمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 وبرعاية الدكتور (رياض نعسان آغا) وزير الثقافة ينظم مركز تريم للعمارة والتراث في الأربعاء الأول من كل شهر
محاضرة في قاعة المحاضرات الرئيسية في مكتبة الأسد الوطنية لتصب في البوتقة العربية للثقافة والعمارة والتراث.
ومحاضرة الأربعاء الأول من شهر حزيران الجاري كانت أمسية حضرت فيها السياسة والثقافة والفلسفة إلى جانب الدين والتاريخ ممثلة بالمحاضر وزير الثقافة االذي تحدث لنخبة كبيرة من المثقفين حضروا إلى مكتبة الأسد للاستماع إلى محاضرته والتي كانت تحت عنوان (الحوار)،حوار امتد أكثر من ساعتين بين الوزير و السيدة المهندسة (ريم عبد الغني) رئيسة المركز شارك في الحوار جمهور من الشباب والمهتمين بقضايا النهضة الثقافية العالمية.
وسائل الحوار لا وسائل الدمار
بدأ الوزير نعسان آغا حديثه بأهمية دور الحوار بين الأمم والشعوب لإغناء الثقافة العالمية موضحا" أن ما نحتاج إليه في هذه المرحلة الهامة هو الحوار فالبشرية اليوم كلها تتطلع إلى الحوار لكن هناك رؤى مختلفة لهذا الحوار وهذا اتضح من خلال مشاركتي في الحوار الاورومتوسطي الذي عقد في أثينا مؤخرا ً وحضره وزراء الثقافة الأوروبيون ووزراء الثقافة العرب من المتوسط، فلم يقدم أي وزير تعريفا ً للحوار فكان طرحي مفاجئة للكثير من الوزراء حين قلت كيف يمكن أن نعزز الحوار وهناك أساطيل وبوارج حربية في البحر المتوسط وهناك أطفال يموتون في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي الجائر، كيف يمكن أن نقول إن هذا البحر هو بحر سلام وهناك ظلم وعدوان يومي في فلسطين العربية المحتلة".
الحوار كما يؤكد المحاضر المثقف لا يكون بالسلاح والقتل بل يكون بالمحبة والسلام ،لهذا يقول د. نعسان آغا " طلبت من نظرائي الوزراء أن يرسلوا لنا الكتب القيمة والأشرطة الموسيقية والسينمائية،لا البوارج وحاملات الطائرات، فنحن بحاجة إلى وسائل الحوار لا وسائل الدمار وهذه هو موقف سورية في رؤيتها للحوار".
أمام هذا المشهد يرى وزير الثقافة أننا في حالة تستدعي التفكير بالمستقبل والتركيز على الحوار لنصل إلى نتائج تفيدنا جميعا ً.
ومع تفاعل الحضور مع أفكاره ومواقفه حتى وصل الأمر إلى التصفيق لمرات عدة، تبّحر د. نعسان آغا في الفلسفة والتاريخ والعلوم والفيزياء وإسهام العرب الواسع في الثقافة حيث قدم عشرات الأمثلة عن شخصيات عربية لها دور في خدمة البشرية، وكان الهدف من هذه النقطة كما أوضح المحاضر هو تشجيع جيل الشباب على الدراسة ومعرفة تراثنا الغني والحفاظ على هذا التراث الذي بدأ يتعرض للتشويه
والإقصاء.
وجبة ثقافية حوارية دسمة قدمها الدكتور رياض نعسان آغا في أمسية مركز تريم الثقافي،حسب وصف الكثير من الحاضرين، انتهت بتقديم درع المركز للمحاضر نظرا ً لاهتمامه الكبير بالثقافة وتشجيع المثقفين الذين يعرفونه في مختلف الحقول متميزا ً في رفع لواء الثقافة والتاريخ والسياسة وغير ذلك.
عبد الغني : نحاول الحفاظ على هويتنا وتراثنا وعمارتنا
المهندسة (ريم عبد الغني)رئيسة المركز فتحدثت في تصريح خاص لموقع eSyria عن المركز وأهمية مشروع (أربعاء تريم الثقافي) مؤكدة "أن المشروع يهدف إلى الحفاظ على الهوية التي أخذت معالمها تتغير تحت وطأة الضغوطات المختلفة باسم "العولمة" و"الحداثة والمعاصرة" و"التكنولوجيا" وغيرها، وهنا تتجلى مسؤولية المعماريين والمخططين التاريخية في هذه المرحلة في تكريس عمارة عربية حديثة تستمد قيمها ومزاياها من روح العمارة العربية الأصيلة والاستفادة في الوقت نفسه من تسهيلات التكنولوجيا العصرية".
وتؤكد السيدة (عبد الغني) أن المركز يحاول منذ انطلاقته قبل أربعة أعوام توسيع نشاطاته للقيام بهذه المهمة الوطنية الكبيرة بالتعاون مع جهات أخرى مختصة لتكون النتائج سريعة وكبيرة.
كما أن المركز يستقطب نخبة مختارة من المختصين في شتى مجالات الثقافة العربية ضمن إطار العلاقة الحيوية لهذه المجالات بالتراث والهوية العربية وأهمية الحفاظ عليها وضمن طرح فكري يناقش الإشكاليات المطروحة، ويتميز بوضوح الرؤيا والجرأة والجدية.
وعن معنى اسم المركز (تريم ) تؤكد المهندسة (عبد الغني ) أن (تريم) هي اسم مدينة يمنية وهناك علاقات قوية بين المركز في دمشق والمركز في اليمن.
لمحة عن المركز
مركز تريم للعمارة والتراث مؤسسة غير حكومية مركزها دمشق أسستها المهندسة ريم عبد الغني في كانون الثاني من العام 2004 يعني بالتراث والعمارة في العالم العربي من خلال التوثيق والدراسة والنشر والإنتاج الفني وتبادل الخبرات مع المؤسسات والمراكز المماثلة في العالم.