تحت عنوان معاً نحو مجتمع السلم والعلم قامت دار الثقافة و التراث و مركز الناقد الثقافي بتكريم الدكتور علي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب السابق ضمن نشاطها المسمى ( مهرجان الثقافة الخضراء ) الذي يقام بالمركز الثقافي في المزة بين تاريخي 09 / 06 / 2008 – 21 / 06 / 2008.
وبكلمة افتتاحية للأستاذ (حسن حميد) عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الكتاب العرب، تحدث عن شخصية الدكتور (علي عقلة عرسان) بما تحمله من مناقب معتصماً ببيت شعر للمتنبي بقوله:
"طي صدرٍ مكرمنا نفسٌ كبيرةٌ طلوب"/ "لابد من أن تتعب لأجلها الأجساد"
إنها أشبه بآنية صينية حذقتها يد مسها الله بنعمائه، كيفما أتيتها أسمعتك رنيناً تطرب له النفس، ومكرمنا كيفما أتيته رأيته شاعراً ومسرحياً وقاصاً، ودارساً وروائياً ورحالة، وصاحب خطاب ورأيٍ وموقف ومكانة، فهو إداري ونقابي ومشرع صاحب صولات وجولات.
وتحدث الأستاذ (حميد) عن مواقف الدكتور عرسان خلال الفترة التي رافقت الأحداث المؤثرة في المنطقة كمثقف وروائي و أديب وشاعر.
واستذكر الأستاذ حميد أن الدكتور (علي عقلة عرسان) كان اسماً وكتاباً وموقفاً في كل بيت فلسطيني ولا يزال .
وختم حميد كلمته بقوله: اعترف، أن لي والداً نسباً أوقف حياته من أجل البلاد الجليلة واعترف أن لي والداً في الثقافة و المعرفة رباني وصبر عليَّ وأخذ بيدي وهو الكبير (علي عقلة عرسان) الذي يعيش ويكابد ويصابر من أجل البلاد الجليلة، فمباركة يد التكريم، ومبارك رجل التكريم أيضاً.
وعن اعتزاز الدكتور (علي عقلة عرسان) بالسيف المقدم له كعربون فخر وتكريم قال: أشكركم على هذا السيف و هذا الرمز الذي نعتز به جميعاً فهو يجمع تاريخ دمشق بتاريخ أمتها العربية والإسلامية ويجمع بين العروبة والنضال.
وأضاف: أن الكلمة موقف ورسالة وسلوك، فإذا كانت هناك كلمة مغرية وسلوك مضاد سقط بينهما الرجل وحامل الكلمة فحينما نستذكر حديث الرسول الكريم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وقول القائلين بالصحيح (الدين المعاملة) فإننا نجمع بين القيم التي يرتادها الإنسان والسلوك الذي ينهجه في الحياة فلا يوجد فجوة أو هوة بين الإيمان و السلوك، فينبغي أن يجسد الإيمان السلوكَ وينعكس السلوك في الأداء الجماعي.
وبدوره تحدث (عرسان) عن المشروع الصهيوني الذي يستهدف ثقافتنا وحضارتنا وعقيدتنا من خلال استعراض محطات التاريخ، وأضاف: هذا المشروع مدعوم من الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر أنموذجا مهما من التعصب و الفكر العدائي، من هنا أقول: فعلى المثقفين والأدباء والمفكرين العرب أن يتوحدوا رأياً وسلوكاً في وجه هذا الغزو الواضح لثقافتنا وعليهم أن يكونوا حاضرين في كل ساحات الكفاح على كافة المستويات الثقافية والسياسية والاجتماعية من أجل تحرير الأرض وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه المسلوبة.
(eSyria) التقت الدكتور (عرسان) وسألناه عن التكريم فقال: إن كل ما كان من مرارات الزمن تغسله كروم القلوب الطيبة وتغسله الكلمات التي نبتت في منبت طيب تعطي ثمارها اليانعة من أيدي أشخاص سقوا قلوبهم رحيق غار الوطن وشموخه.
ثم التقينا الأستاذ (خضر شحرور) مدير دار التراث وسألناه عن هذه الدار وهدفها فعرض لنا: نركز في دار التراث على رسالة القراءة لأننا أمتها فالقراءة لا تقتصر على منهج وعنوان بل يجب أن تكون وسيلة لتحقيق الإبداع العلمي والفكري من خلال نشر هذه الثقافة في كل أرجاء الأرض، من هنا كان لزاماً علينا أن نكرم الأشخاص الذين يمثلون ثقافتنا العربية في صمودهم وتشبثهم بمبادئهم السامية.
وعن مهرجان الثقافة الخضراء التقينا السيد (علاء الدين آل رشي) مدير مركز الناقد الثقافي وسألناه عن هدف هذا المهرجان أجاب: نحاول في هذا المهرجان أن ننشر ثقافة التسامح كهدف، يراد من خلالها الحفاظ على غصن الزيتون وعدم دوس الورود، فنحن نريد أن نؤسس لمجتمع السلم والعلم بأطيافه المتعددة وفق ثقافة الكل يربح وثقافة التوافق لا الإكراه.
وإن الإسهامات الثقافية الأدبية منها والفكرية التي أرساها الدكتور (علي عقلة عرسان) استوجبت منّا تكريمه والوقوف عند مبادئه وميزاته التي أكد عليه سلوكه خلال كتاباته الثقافية والفكرية الغنية.