قدم السيد (بابلو مارتين أسويرو) مدير معهد "ثربانتس" في دمشق (الثقافي الإسباني) محاضرة تحت عنوان "رحالة ناطقون بالإسبانية في دمشق"، من مساء يوم الاثنين الواقع في 23/06/2008.
تكلم فيها السيد (أسويرو) عن زيارة الرحالة الإسبان لسورية عموماً ودمشق خصوصاً ليتعريفوا على معالم الشرق و العلاقة الطيبة بين سكانه.
وأضاف: انقسم الرحالة الإسبان الذين جاؤوا إلى سورية إلى قسمين منهم الرسمي (الدبلوماسي) ومنهم غير الرسمي (السائح العادي)، ومن أبرز ما أثار انتباههم تشابه لباس المرأة السورية والإسبانية آنذاك، وتشابه الطراز المعماري بين البلدين الذي انتقل مع الحكم الإسلامي للأندلس، هؤلاء الرحالة وثقوا بالصور والكتب ما رأوه من جمال يميز سورية ويبرزها عن باقي بقاع الأرض.
وعن العلاقات بين سورية وإسبانيا تحدث موقع (eSyria) مع السيد (بشار مسعد) عضو لجنة اللغة الآرامية في معلولا، والذي تحدث عن ذلك بقوله: إن العلاقة بين سورية وإسبانيا متميزة في كافة المجالات وعلى جميع المستويات فالإسبان يقومون بتقديم نشاطاتٍ ثقافية يومية تعبر عن هذه العلاقة، ومن خلال المحاضرة التي قدمها السيد (أسويرو) والتي ذكر فيها أن الرحالة الإسبان لم يقتصر تطلعهم على الثقافة الدينية والتاريخية لمجتمعاتنا العربية بل امتد ذلك إلى التعريف بالثقافات المختلفة التي تواجدت في المنطقة من خلال تسليط الضوء على الثقافات التي تعاقبت عليها.
وعن التعاون الثقافي بين سورية وإسبانيا أضاف: لهذا التعاون التأثير الكبير على منطقة معلولا من خلال ما قدمته السفارة الإسبانية ومعهد "ثربانتس" من دعم وتشجيع للغة الآرامية بتقديم محاضرات عن هذه اللغة من قبل باحثين إسبان، ويعمل المركز الثقافي الإسباني في دمشق على تخصيص مدرس للغة الإسبانية في معلولا بالإضافة إلى تدريس اللغة الآرامية لكل من السياح الإسبان الراغبين في ذلك، وسوف يتم تدريسها في المركز التابع لجامعة دمشق ضمن معلولا، هذا يدل على تكامل التعاون الثقافي بين إسبانيا وسورية.
وأضاف: أثبتت المحاضرة تأثر كل السياح الإسبان الذين أتوا إلى سورية بالحضارة العربية والإسلامية فالوثائق التي عُرضت في المحاضرة تتكلم عن الثقافة المشتركة والتعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في سورية، فهذا يشجعنا بالانفتاح على الآخر، وعلينا أن نستفيد من تجربة الإسبان الساعية لنشر ثقافتهم، فمن خلال هذه التجربة يمكننا أن نقوم بترجمة حضارتنا لكل ثقافات ولغات العالم حتى يفهمها ويقبلها الآخر، " فقبل حوار الحضارات يجب العمل على ترجمة هذه الحضارات ".
ومن الحضور الدكتور (محمد أبو حرب) عميد كلية العلوم السابق في جامعة دمشق والذي تحدث لنا عن المحاضرة بقوله: المحاضرة غنية من ناحية الوثائق والصور التي عُرضت والتي تجسد مدينة دمشق والعلاقات السورية- الإسبانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبداية القرن العشرين، فمن هنا ركزت المحاضرة على شرح تأثر الرحالة الإسبان بالطقوس الدينية الإسلامية والمسيحية الموجودة في المنطقة، وأعتقد أن هذه المحاضرات تصب في خانة التوثيق والتبادل الثقافي بين البلدين.
أما الدكتور (عفيف البهنسي) باحث ومهتم بفلسفة الجمال وتاريخ الفن والعمارة فتحدث عن العلاقات السورية- الإسبانية بقوله: أنا مهتم بتقوية العلاقات بين سورية وإسبانيا من خلال مشاركتي في لقاء إسباني-سوري يتكلم عن مرحلة انتقال (عبد الرحمن الداخل) من بلاد الشام إلى قرطبة، وأتابع نشاطات المعهد الإسباني التي تؤكد أهمية الحوار الثقافي بين الشرق والغرب والذي ينفي فكرة الصراع الثقافي والحضاري بين الشعوب.
ومن الحضور أيضاً المدرسة (فايزة المصري) المتابعة للأنشطة الثقافية في مدينة دمشق، والتي تحدثت عن اهتمامها بمحاضرات كهذه بقولها: هذه المحاضرة توضح لنا أهمية حضارتنا العربية والإسلامية من خلال اهتمام الرحالة الإسبان بالشرق عموما وبسورية خصوصاً فكانت مدينة دمشق وحضارتها موجودة في أغلب ما كتبه وجسده هؤلاء الرحالة في أعمالهم الفكرية والأدبية.