ضمن فعاليات مهرجان "بصرى" الدولي للفنون الشعبية، ومن عبق التاريخ والتراث والحضارة، قدمت ثلاث فرق شعبية راقصة أعمالها على مسرح قصر العظم بدمشق بتاريخ 24/8/2008، حيث اتسم الحضور بالطابع الشعبي المتنوع بين الدمشقي والسائح العربي والأجنبي.
موقع "eSyria" حًضر الحفل وسئل الآنسة "لما سالم" رئيسة دائرة الدراسات والتخطيط في مديرية المسارح والموسيقا- من مشرفي مهرجان بصرى الدولي للفنون الشعبية في قصر العظم، عن الفرق التي ستشارك بأعمالها في هذا اليوم فقالت: «في أول الحفل قدمت فرقة "توبيل" التركية للفنون الشعبية فقرتها الغنائية الراقصة، ثم عرضت الفرقة القومية العراقية للفنون الشعبية، أوبريتها بمناسبة افتتاح الأسبوع الثقافي العراقي بدمشق، وفي النهاية قدمت فرقة نادي التراث الإماراتية فقرتها الحربية».
أنا معجب بالفنون الشعبية الراقصة المقدمة على مسرح قصر العظم، فأتمنى أن تستمر هذه الحفلات لما فيها من متعة وجمالية ومجانية في الحضور
وبالنسبة للحضور أضافت: «رغم الأمطار الصيفية الوفيرة التي منّ الله علينا بها، إلا أن الحضور اتسم بالطابع الشعبي، وهذا يعود إلى أن الدعوة عامة، وإلى حب الناس لهذه الفنون التي تمثل تاريخنا وحضارتنا، وأرى أنه إذا توافر الإعلان بشكلٍ أكثر فعالية فسيحضر المتلقون بأعداد كبيرة لأن هذه الفرق تقدم حفلات وفقرات فنية رائعة وممتعة تنسجم مع حضارتنا الإنسانية».
ثم التقينا السيد "فؤاد ذنون" مدير الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية- مصمم ومخرج لوحاتها الفنية ورقصاتها الشعبية، والذي قال: «تأسست هذه الفرقة سنة 1971، وتهدف إلى نشر وتعميق الفنون الشعبية العراقية وتوفير المتعة للمتلقي بأسلوب رفيع وهادف، فقدمنا رقصات ولوحات فلكلورية تمثل مختلف مناطق العراق بجميع قومياته وأقلياته، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، من خلال تشكيل أوبريت غنائي مدته /20/ دقيقة أدخلنا فيه مختلف الأنماط الغنائية والرقصات التراثية والأزياء الشعبية لأبناء العراق، وأطلقنا على هذا الأوبريت اسم المصالحة الوطنية بين أفراد الشعب العراقي بالداخل والخارج، وتضمّن دبكة عربية، وهي لوحة فلكلورية تراثية تشمل منطقة الوسط والغرب في العراق وهذه اللوحةيقدمهاالرجال في المناسبات والأعياد والأعراس، كماتضمّن اللوحة "البصراوية"، وهي لوحة فلكلورية تراثية تؤدى من قبل الرجال والنساء وتعتمد على الإيقاعات والموسيقا الجنوبية، وتقدم في المناسبات والأعياد والصيد في مدينة "البصرة"، أما الدبكة الكردية، فهي لوحة تقدم في المناسبات وأعياد "النيروز" وتعتمد على جمال الطبيعة، بالإضافة إلى أننا نقدم لوحة صور بغدادية يغنيها الرجال والنساء تقدم الغناء العراقي الأصيل».
وعن العلاقات الثقافية بين أبناء الشعبين السوري والعراقي قال: «نحن شعب واحد ونمتلك ثقافة واحدة، فالعراق بلد ثقافة يمتلك حضارة إنسانية عميقة منذ مطلع التاريخ إلى يومنا هذا، ودمشق هي أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ الإنساني، وإذا امتزجت الثقافة السورية مع الثقافة العراقية تصنع لوحة فنية رائعة تعبر عن عمق العلاقة وأصالتها بين الشعبين».
ومن دولة الإمارات العربية المتحدة التقينا الأستاذ "عتيق الفلاسي" رئيس الوفد الإماراتي، الذي تحدث عن مشاركتهم بفعاليات المهرجان قائلاً: «شاركنا في مهرجان "بصرى" بعرض فقرة تراثية متكاملة تضم كل ما يخص الحياة البدوية القديمة بجميع فئاتها وبيوتها الموجودة في دولة الإمارات، وفي قصر العظم شاركنا بالرقصة الحربية و"اليولة"، وتأتي هذه المشاركة بمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية في هذا العام لتعبر عن الحب والوفاء من الشعب الإماراتي إلى الشعب السوري الشقيق».
ومن الحضور الشاب "طارق شلبي" الذي قال: «أنا معجب بالفنون الشعبية الراقصة المقدمة على مسرح قصر العظم، فأتمنى أن تستمر هذه الحفلات لما فيها من متعة وجمالية ومجانية في الحضور».