الخيل العربي الأصيل يرقد في ذاكرتنا، ويبث في قلوبنا حباً أزلياً، رغم أن الخيول الأصيلة لم يعد يمتطيها ويتعرف إلى خصوصية تربيتها إلا القلة القليلة، وفي صالة "السيد" للفنون يقام حالياً معرض الفنان التشكيلي "عبد الناصر الشعّال" الذي قدم مجموعة من أعماله عن الخيول وكان معرضه الثالث ضمن هذه السلسلة.
موقع eSyria خلال زيارته صالة "السيد" للفنون حيث يقام معرض الفنان "الشعّال" الذي عمل بواقعية تامة في إظهار شكل العنصر مع تبسيط المساحات اللونية في الخلفية رغبة منه بدمج هذا العنصر الأصيل بإخراج معاصر للشكل، مدققاً على أهم تفاصيل الخيول العربية كنعومة الوجه، العيون الكبيرة والقوام الجميل، دون أن ينسى الزينة التي لا يخفف من قيمتها أي مقتنٍ لخيل أصيل، كما حاول أن يعكس حالات نفسية مختلفة وضحت ملامحها من عيني الفرس واختلاف إضاءة اللون، وبالرغم من أنه لم يصور إلا الخيل الأبيض والبني إلا أن كل لوحة كانت تمثل روحاً مختلفة، وإحساساً جديداً.
تقنيات العمل والأسلوب رائعان، فهناك عمل واقعي مرفق بالحداثة ذلك بالجمع بين التقنية، اللون، الموضوع وطريقة إخراج اللوحة، كما كان لاختيار لوحاته أهمية نابعة من موروثنا الثقافي السوري الكبير وهو اختيار جدير بالتقدير
من زوار المعرض التقينا الأستاذة "سهلة فراكي" مهندسة ديكور وعن رأيها حول الأعمال حدثتنا: «موضوع المعرض عنصر تراثي قديم لكنه ظهر بإخراج معاصر، ذلك بسبب الخلفيات التي قام باختيارها الفنان، فأنا لمست مزج القديم مع الجديد بطريقة جميلة، كما أن الإضاءة في اللون منحت اللوحات جمالية رائعة، وكل لوحة كانت مستقلة بتقديمها عن الأخرى رغم وحدة الموضوع، وهذا الأمر كان واضحاً من خلال نظرة عين كل خيل الأمر الذي عكس انطباعات نفسية مختلفة».
أما "رنا السبكي" مهندسة ديكور، والتي كانت تمعن النظر في تفاصيل كل لوحة وتستفسر من الفنان عن بعضها الآخر قالت: «عمل "عبد الناصر" على تفاصيل جديدة غنية بالقيم الجمالية، كما أنه وضّح تفاصيل الخيل العربي حسب المقاييس المعروفة وأظهرها بطريقته الفنية الخاصة، والخيل العربي من الخيول المميزة في العالم ومحاولة إظهارها فنياً هي خطوة في غاية الأهمية».
من زاوية أخرى في صالة "السيد" التقينا الأستاذة "لبنى أرسلان" مدرسة رسم حيث قالت: «تقنيات العمل والأسلوب رائعان، فهناك عمل واقعي مرفق بالحداثة ذلك بالجمع بين التقنية، اللون، الموضوع وطريقة إخراج اللوحة، كما كان لاختيار لوحاته أهمية نابعة من موروثنا الثقافي السوري الكبير وهو اختيار جدير بالتقدير».
كما التقينا الفنانة "إلهام باكير" صاحبة غاليري "السيد": «الفنان "عبد الناصر" مميز بتقنيات البورتريه، وهو يعمل بإحساس عالي القيمة، فكل لوحة من لوحاته تعكس انطباعاً خاصاً ومختلفاً عن الآخر، وبالتأكيد لحب الفكرة دور كبير في إنجاح العمل، وهو في لوحاته مع الخيول نجح بإظهار تفاصيل كثيرة ودقيقة بروح وحساسية عاليتين».
ومن الجدير بالذكر أن المعرض يستمر حتى الثامن من شهر كانون الأول 2009.