تبدو الأشياء من حولنا في كثير من الأحيان اعتيادية وغير لافتة للنظر، لكنها عندما تقدم بعين فنانٍ تعمق بحب كل ما حوله وقد التقطتها عدسته بحالة عشقية، عندها ستكون أصغر التفاصيل مدهشة تسحر النظر.
موقع "eSyria" بتاريخ 8/12/2009 حضر حفل افتتاح معرض التصوير الضوئي للفنان "بشار العظمة" في المركز الثقافي الألماني "غوته" الذي عرض مخزون سنين من مزيج انفعالاته وحالاته الشعورية تحت اسم "رؤيتي الشخصية" والتي قرر للمرة الأولى إشهارها علناً لكل من شاء، وخلال حضورنا التقينا الفنان السوري الأستاذ "خالد تاجا" حيث قال عن لوحات "العظمة": «كل عمل فني يعكس وجهة نظر صاحبه واليوم نحن أمام عناصر مختلفة مأخوذة من حولنا لكنها بعين الأستاذ "بشار" كما يراها ويتفاعل معها، ومن يعرف هذا الفنان عن قرب سيعرف من خلال لوحاته ومشاهده أنه يقدم ذاته، أما من لا يعرفه ستمكنه هذه الصور من التعرف إليه، وهو باختصار شخص غاية في اللطف والنبل، كما أنه دائم التفاؤل ومتفاعل مع كل ما حوله، محب للناس، الطبيعة وكل شيء، فبالتأكيد ستكون لوحاته انعكاساً نقياً لانسجامه مع المحيط».
لسنوات كانت لنا أحاديث وأحاديث حول ضرورة إقامة معرض شخصي لصوره المختارة، خرجت اليوم هذه الصور من سباتها لتلتقي وتتفاعل على جدران هذه الصالة مع الجمهور
الفنان التشكيلي "غياث الأخرس" عبر عن "رؤيتي الشخصية" لصور "العظم" في الكلمة التي قدمها بمناسبة المعرض حيث قال: «"بشار العظمة" يحمل خليطاً متجانساً شفافاً من التفاعل بين عينيه، ثقافته، حبه لبلده بجغرافيتها ومناخاتها التي يألفها جيداً، ورؤيته التشكيلية، عبر تفاعل كل ذلك في ذهنه وصولاً إلى الصورة التي يلتقطها، في صوره يبحث عن كلمة شاعرية محبة تلتقي مع تراكم العلاقة البصرية والمنظر، الجدار، العادي من الأشياء والطبيعة، وأثناء عملية التواطؤ هذه مع الآلة تلتقي هاتان العينان للخروج برؤيته الشخصية إلى الصورة الملتقطة».
ويتابع: «لسنوات كانت لنا أحاديث وأحاديث حول ضرورة إقامة معرض شخصي لصوره المختارة، خرجت اليوم هذه الصور من سباتها لتلتقي وتتفاعل على جدران هذه الصالة مع الجمهور».
كما كانت للموسيقي "كنان العظمة" كلمة بمناسبة المعرض الأول لوالده: «لا أستطيع أن أكتب عن "رؤية شخصية" وأنا الذي كنت حاضراً في العديد من اللحظات التي التقطتها آلة التصوير، كما أني لن أكتب عمن كان وفياً لرؤيته الشخصية كل هذه السنين لدرجة منعته شخصية هذه البصيرة من مشاركتها الجمهور، لكن ما أستطيع قوله هو أني أرى في هذه الصور فلسفة في الحياة قائمة على حب المحيط واللحظة والحواس، وقد كان لي الحظ أن أشهد ذلك عن كثب، سعيد أنا يا أبي أن أكتب لك هذه السطور لمعرضك الأول وقد طال انتظاره، وأطمئنك بأني لن أطلب منك بعد الآن "العزف" للضيوف».