تسعة عشر صحفياً سورياً جمعتهم أيام خمس بالمركز الثقافي الألماني "غوته"، حيث أقيمت ورشة عمل تدريبية حول الصحافة الثقافية، فكان الطموح نحو الأفضل والغيرة على سوية الإعلام المحلي دافعاً أساسياً للشباب السوري الصحفي للبحث والتمعن في كل تفصيلة كتابية جديدة قدمها إليهم مدرب الورشة الإعلامي اللبناني "ناظم السيد".
موقع "eSyria" خلال متابعته فعاليات الورشة التي أقيمت في الفترة ما بين 15- 20/12/ 2009 التقى "يوهانا كيلر" منسقة برامج المركز الثقافي الألماني "غوته" فحدثتنا قائلة: «بدأنا بتنسيق برامج ورش عمل للصحفيين منذ عام 2008، وهذه الورشة الخامسة التي نقيمها في المعهد، أما انطلاقة الفكرة كانت من رؤيتنا لوجود نقص في تغطية النشاطات الثقافية بسبب ضعف المؤهلات ضمن مجال الصحافة الثقافية بشكل خاص، فرغبنا تقديم المساعدة لتقوية هذه المؤهلات وإيجاد نوع من التشبيك بين الصحفيين، الأمر الذي يعود علينا بالفائدة أيضاً كمعهد "غوته" لتغطية نشاطاتنا المستقبلية».
بالتأكيد لن تكون الأيام الخمسة التي قضيناها خلال ورشة العمل قادرة على خلق ما لم تتمكن كليات الإعلام والعلوم الإنسانية عامة خلال أربع سنوات من الدراسة على تحقيقه، والهدف هو تحريض هؤلاء الأشخاص على الكتابة والاحتراف كما التفكير، التأمل، التواضع والثقة، ثم تكون المسؤولية على عاتق كل فرد بالمتابعة
تتابع "يوهانا كيلر" حديثها معنا: «خلال تواجدي مع المشاركين لاحظت اهتمامهم الكبير بكل محاور الدورة، إضافة إلى أنهم نشيطون وغالبيتهم من الإعلاميين الملتزمين، أما الأمر المميز الذي أراه خاصاً بسورية هو سهولة التشبيك بين السوريين؛ فخلال كل ورشة نلاحظ أن المشاركين لا يعرفون بعضهم مسبقاً لكن خلال الدقائق الأولى من اجتماعهم يخلقون جواً من التآلف بينهم؛ فيبدون وكأنهم على معرفة قديمة».
كما تحدثنا إلى مدرب الورشة الإعلامي اللبناني "ناظم السيد" مراسل الصفحة الثقافية في جريدة "القدس العربي"- "بيروت": «الكتابة الثقافية تتضمن الخبر الصحفي، التغطية الصحفية، النقد الصحفي "نقد الشعر، الرواية، السينما والمسرح"، التحقيق الصحفي ومقال الرأي. وقد رأيت منذ اليوم الأول للورشة - بعيداً عن فكرة التقييم - أنه من المشاركين التسعة عشر حوالي اثني عشر محترفاً بالكتابة الصحفية، ولديهم إلمام جيد وتجربة جيدة في المجال الصحفي، كما أن تجربتهم تختلف من شخص لآخر، فمنهم من يهتم بالنقد أو التغطية، ومنهم من يمارس الكتابة للدراما. بشكل عام المشاركون يتصفون بأهم ما يتحلى به الصحفي وهو الحماس، كما أنهم مقبلون، يحبون مهنتهم، وبالتأكيد سنجد منهم من لم يحسم خياراته بالاستمرار في مجال عمله هذا، لكن على الأقل 70%من الموجودين يحبون هذه المهنة».
يتابع "السيد": «بعيداً عن باب المجاملة أحب الشعب السوري، حيث تربطني علاقات طيبة بأفراد سوريين، كما أحب التواصل مع هذا الشعب الذي يتميز بالطيبة والثقافة، أما عن هذه التجربة فهي جديدة ومهمة، وممتعة كتجربة شخصية، وبقدر ما أحاول أن أقدم خبرتي لهؤلاء الشباب سأكون مستفيداً بالمقابل من خبرتهم وتجربتهم، فأنا أختبر جملتي، أفكاري، آرائي، والنظرة التي أطل منها على العمل الصحفي معهم، لأنهم أشخاص يمتلكون القدرة الكافية للتقييم والنقد، كما إن رؤيتهم من الممكن أن تكون شبابية معاصرة أكثر من رؤيتي».
ينهي "ناظم السيد" حديثه معنا فيقول: «بالتأكيد لن تكون الأيام الخمسة التي قضيناها خلال ورشة العمل قادرة على خلق ما لم تتمكن كليات الإعلام والعلوم الإنسانية عامة خلال أربع سنوات من الدراسة على تحقيقه، والهدف هو تحريض هؤلاء الأشخاص على الكتابة والاحتراف كما التفكير، التأمل، التواضع والثقة، ثم تكون المسؤولية على عاتق كل فرد بالمتابعة ».
من المشاركين بالورشة التقينا الزميل "شيار خليل" من موقع "مدونة وطن" الالكتروني. وعن أهمية ورشات العمل الإعلامية التدريبية حدثنا: «جلَّ ما نحن بحاجته خلال الفترة الراهنة من مرحلتنا العمرية هو التدريب العملي لتتكامل خبرتنا النظرية المكتسبة خلال الدراسة الأكاديمية مع التطبيق العملي لها، إضافة إلى أهمية بناء علاقات مع زملائنا من الصحفيين السوريين، والتعرف عن قرب إلى جانب آخر من الإعلام العربي عن طريق الإعلامي اللبناني "ناظم السيد". كانت لهذه الورشة فوائد عديدة؛ منها التعرف على كيفية صناعة تحقيق صحفي، مقالة رأي ومقالة نقد. كما سنحت الدورة لنا في أن نختبر خبراتنا الأولية لنطورها في المستقبل».
أما "رنا زيد" مراسلة صفحة منوعات في جريدة "الحياة" اللبنانية قالت: «تسلمت الدعوة للمشاركة من منسقة معهد غوته "يوهانا" كما أني تحمست للمشاركة بالورشة باعتبار أن الأستاذ "ناظم السيد" المعروف على مستوى الصحافة اللبنانية والعربية هو مدرب الورشة، ومن جانب آخر أعتقد أن الحوار أهم نقطة في هذه الورشة، والشيء الوحيد القادر على صقل مهارات الصحفي، كما أرى أن الصحفي الشاب بحاجة لأن ينظم خبراته الصحفية، وهنا سيتحقق ذلك بالاستفادة العملية من خلال المعلومة الصحيحة أي بخبرة "ناظم السيد" الإعلامية؛ كالطريقة الأصح لكتابة الخبر والتعامل مع بعض المشاكل التقنية بالكتابة إضافة إلى الأخطاء اللغوية الشائعة، ومعظم الموجودين هدفهم من المشاركة تطوير أنفسهم لذا أعتقد أننا سنتطور على عدة أصعدة؛ أولها الشعور بالثقة من معلوماتنا الصحفية الدقيقة، وبالمقابل تفادي المعلومات الخاطئة».
سوريون يؤمنون بنبل رسالتهم ويبحثون عن تتمة أدواتهم لتكون الرسالة يوماً على أتم وجه، وهنا تقول "عليا الربيع" مراسلة صحيفة "الأوان" الكويتية: «بحكم تواصلي الدائم مع المركز الثقافي الألماني علمت بالورشة وشاركت بها، كما أني مهتمة بالشأن الثقافي وأجد أننا بحاجة ماسة لوجود ورشات عمل تزيد من ثقافتنا وتخلق تنوعاً جديداً بأسلوبنا الصحفي نتيجة الاحتكاك والتعرف على خبرات جديدة مختلفة عن المعتاد بالنسبة لنا، لذا نأمل أن تكون الورشة والفائدة بالمستوى الذي نطمح إليه».