آثر الفنان التشكيلي "زهير حسيب" أن يعزز تجربته الفنية عبر محاولة الاستمرار فيما بدأه منذ خمس سنوات من حيث التركيز على الأبعاد الإنسانية للوحاته مع محاولته إضافة لمسات جديدة على الجانب التقني للوحة، كما أنه حافظ على حضور بيئته الشرقية كعلامة فارقة تميز شغله الذي يمزج فيه بين تقنيات متعددة.
ويقول التشكيلي "زهير حسيب": «إن العمل الفني يعتمد على الجذب البصري من خلال التقنية في البداية ثم يأتي المضمون وعناصر العمل الأخرى».
إن العمل الفني يعتمد على الجذب البصري من خلال التقنية في البداية ثم يأتي المضمون وعناصر العمل الأخرى
ورغم أنه يستقي رموزه الفنية من ذاكرته التي تشتمل على نهر طفولته والضوء الأول وليالي الحصاد إلا أنه يحافظ على أسلوب فني معاصر، ويوضح "حسيب" أن لوحاته موجهة للإنسان أينما كان بما تملكه من خط سري وخفي يلامس قلب المشاهد مهما كانت ثقافته، وهذا يتحقق بالعمل بنور القلب والعقل، وقال: «تنتهي اللوحة عند الفنان بنداء خفي تأتيه من اللوحة».
ويرى الفنان التشكيلي "إبراهيم حميد" أن الفنان "زهير حسيب" يتابع تجربته الفنية في هذا المعرض عبر بحثه عن المرأة والشخصية الجزراوية من خلال تزاوجها مع الزخرف الخاص بتلك المنطقة التي نشأ فيها، لافتاً إلى أن "حسيب" معروف بقدرته على إدارة التكوين الفني وتحريك الشخصيات على سطح اللوحة بشكل مسرحي مليء بالحزن والتأمل مع تركيزه على الضوء والشمس في حياة الإنسان الفلاح.
بينما يرى التشكيلي "أكسم طلاع" أن أعمال "حسيب" لها تميزها على الساحة التشكيلية السورية، فهو مصور بالدرجة الأولى وابن بيئته التي ينقلها بأمانة عبر عمله الفني من خلال تفاصيله التراثية والمكانية وبشخوصه مكرساً المرأة كحارس أزلي للوجود الإنساني. أما الفنان "محمد وهيبي" بيّن أن هذا الفنان الجزراوي يعبر عن الأفكار التي تلح على ذاكرته، وأن هذا المعرض هو نتاج تطور تلك الأفكار عبر معالجتها بتقنية خاصة من خلال الخامات المتعددة التي يتعامل معها بحس لطيف ومنسجم مع ذاتية الموضوع، سيما أنه يعتمد على قيمة الإنسان ضمن المكان، ومن هنا تأتي قيمة الضوء في لوحاته.
ومن جانبها ترى "سارة سلمان"- من الحضور- أن هذا المعرض يمتلك خصوصية عالية وأن التقنية التي تمزج بين الأبيض والأسود مع ألوان تتفاوت بين الأحمر الناري والأزرق البارد أعطت اللوحات خاصية مميزة فيها الكثير من العاطفة.