بدا كمتحف للفن المعاصر إلا أنه بفروع كثيرة، قابل للتنقل وحمل عنوان "تيارات الحداثة في التشكيل السوري"، جاء بعد سنين طويلة من العمل الصحفي والكتابة النقدية بذلها الصحافي "أديب مخزوم" ليقدم كتابه المتحفي التوثيقي للحركة التشكيلية السورية بدءاً من مؤسسي هذه الحركة وصولاً إلى الفنانين المعاصرين ليومنا.
حيث تضمن الكتاب نصوصاً نقدية كان قد خطها "مخزوم" خلال أكثر من عقدين من الزمن أثناء تتبعه للتيارات الفنية والتحولات التي شهدتها تلك الفترة الزمنية، ودوّنها من خلال المقالات، الأبحاث والدراسات النقدية والتحليلية، كما يحتوي الكتاب على 1728 صورة ملونة للوحات الفنية والمنحوتات ضمن ما يزيد على 500 صفحة.
أعتقد أننا لم نشهد إلى تاريخ اليوم كتاباً يجمع أرشيفاً كتابياً مع كتالوج للأعمال بهذا الحجم والأهمية، كما أنه حصيلة سنوات طويلة ومتعبة أعلم جيداً كم بلغ لذلك "أديب" من الجهد الذي يستحق كل التقدير والاحترام
موقع eSyria بتاريخ 5/1/2010 حضر حفل توقيع "أديب مخزوم" لكتابه "تيارات الحداثة في التشكيل السوري" وجاء في الصفحات الأولى منه: «عرفت هذا الباحث منذ سنوات، وقرأت له، وفهمت أنه يقف على مرتفع يستطيع مراقبة مسارات الفنانين من حيث التميز الجمالي ويساعد على رسم بوابات الولوج إلى القرن الحادي والعشرين في هدوء وروية، دون السماح لنفسه بأي شاردة عاطفية تستطيع السماح للوهم أن يتدخل في القيم العلمية لفاعلية الفن في حياة الشعوب وحضارتها».
هذا ما قاله الفنان التشكيلي الراحل د."فاتح المدرس" في نيسان 1998 عن "مخزوم" الذي نشر بدوره هذه الكلمات وبانحناءات قلم "المدرس" كما دوّنها منذ أكثر من عقد زمني.
وخلال لقائنا الدكتور "علي القيم" معاون وزير الثقافة حدثنا: «أستطيع القول إن الكتاب هو جهد خلاق لناقد تشكيلي سوري مهم إضافة لجهد مشجع للفن التشكيلي الذي قام بطباعة الكتاب والإنفاق عليه ليكون بهذه الحلة المتميزة، إنه كتاب توثيقي ملون ضخم طبع بعناية فائقة كي يعبر عن مدى تطور وحداثة هذا الفن التشكيلي بدءاً من الرواد وانتهاء بالفنانين المعاصرين لأيامنا، فهو يؤرخ لمرحلة طويلة من الفن لمدة تتجاوز المئة عام، وهو تأكيد على أن هذا الفن يحتل مكانة كبيرة في مجتمعنا السوري».
الفنان التشكيلي "علي سليمان" يقول: «هذه التظاهرة فاجأتني حقاً، فتوقيع كتاب بهذا الحجم يشمل عدداً هائلاً من المعلومات عن عددٍ هائل من الفنانين أمر غاية في الأهمية كما لاحظت أنه شامل ولا يتحيز لأحد دون الآخر، وهي نقطة أساسية بالنسبة لطباعة الكتب التي تعمل على توثيق مراحل معينة من الفن التشكيلي، فالفنان كالطفل يجرح إن لم يأخذ حقه لذا على الوثائق أن تكون منصفة لكل الموجودين بمنطقية، وهذا المؤلف كما أثبتت الأيام عنه صادق تماماً، جدي ومتابع، المعطيات التي مكنته من الوصول لتقديم هذه الحقائق التي كتبها، فأنا أعتقد أن هذه الجدية والإخلاص في العمل يؤديان إلى هذا الكتاب المتميز لرصد مرحلة مهمة».
أما خلال لقائنا الفنانة التشكيلية د."عتاب حريب" فحدثتنا: «الكتاب شامل لمستويات وشرائح وأساليب مختلفة إضافة إلى جودة الطباعة والورق، لذا أرغب أن أشكر كل من بذل الجهد لإنجاز هذا الكتاب الذي انتظرناه مطولاً كي يوثق الحركة التشكيلية بشكل موضوعي وعادل. "أديب مخزوم" على معرفة تامة بأعمال الفنانين نتيجة عمله ومتابعته الدؤوبة، فهو فنان، ناقد ومتابع دائم للحركة الفنية لذا كتاباته ومتابعته لا غبار عليها نهائياً ومن حوالي الثلاثة عقود يتابع الحركة التشكيلية بجدية وحب خالصين فبات النقد التشكيلي يمثل حياته الثانية بالتوازي».
الكتاب صدر عن الناشر المهندس المعماري "باسم حلواني" وحدثنا عند لقائنا به: «"أديب مخزوم" كان حلمه إنجاز هذا الكتاب خلال مسيرته الطويلة بالعمل الفني والنقدي وبعد صداقتي التي يزيد عمرها على اثني عشر عاماً حاولت أن أساعده بتحقيق حلمه هذا، ومن جانب آخر الساحة الفنية تفتقر هذا النوع من الكتب من حيث الشمولية واحتوائها النقد الفني فحاولنا أن نغطي أكبر عدد ممكن من الفنانين ليكون الهدف بالنهاية إغناء المكتبة العربية، والسورية خاصة كما نتمنى أن نشهد خطوات جديدة تسعى لنشر الثقافة حول الفن السوري خارج سورية».
الفنان التشكيلي "عصام حمدي" يقول: «زرت "مخزوم" من حوالي العقدين في قريته "ميعار شاكر" وتعرفت حينها على مكتبته الضخمة الشاملة لتاريخ الفن السوري والعالمي، إنه شخص يعمل بطريقة نقدية شمولية لأنه ناقد حقيقي متمكن من أدواته، فهو لا يكتفي بالسطح الخارجي للوحة بل يقرأ روحها متمعناً في ما هو وراء اللون ووراء الخط والتكوين، ممتلكاً قدرة دائمة على اختراق السطح الأول للعمل الفني ليتوصل إلى جوهر أهمية هذا العمل».
يضيف: «أعتقد أننا لم نشهد إلى تاريخ اليوم كتاباً يجمع أرشيفاً كتابياً مع كتالوج للأعمال بهذا الحجم والأهمية، كما أنه حصيلة سنوات طويلة ومتعبة أعلم جيداً كم بلغ لذلك "أديب" من الجهد الذي يستحق كل التقدير والاحترام».