«"ميادة حناوي" هي بحق سفيرة سورية إلى الوطن العربي والعالم، من خلال صوتها الجميل وأغنياتها البديعة، وإذا كانت المطربات الكبيرات بدأن صغيرات، ثم تدرجن صعوداً على سفوح الغناء باتجاه قمته، فإن "حناوي" بدأت مشوارها الفني فنانة كبيرة منذ أول أغنية لحنها لها "محمد الموجي"، ويكفي أن مكتشفها وراعيها الأول هو موسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب"».
هذا ما كتبه المؤرخ الموسيقي "أحمد بوبس" على بروشور الأمسية التكريمية لمطربة الجيل "ميادة الحناوي" التي أحيتها "أوركسترا طرب" بقيادة "ماجد سراي الدين" على مسرح دار الأوبرا.
يسعدني كما بدأت حياتي مع "أم كلثوم" أن أنهيها مع "ميادة الحناوي"
بدأت الأمسية جزأها الأول بعزف لمقطوعة "أكثر من الحب"، غنى بعدها المطرب "بيان رضا" أغنية "قصيدة أشواق" ألحان "رياض السنباطي"، ثم أطلت المطربة الشابة "نانسي زعبلاوي" فغنت "حبينا" للموسيقار "بليغ حمدي" و"جبت قلب منين" من ألحان الموسيقار "محمد الموجي"، فيما غنت المطربة "شهد برمدا" أغنيتي "الحب اللي كان" و"نعمة النسيان" ألحان "بليغ حمدي".
أما الجزء الثاني فغنت فيه المكرّمة "ميادة الحناوي" أغنيات "هي الليالي كده" ألحان الموسيقار "عمار الشريعي"، "يا غائباً" للموسيقار "محمد الموجي"، و"أنا بعشقك" و"فاتت سنة" كلمات وألحان "بليغ حمدي" محققة من خلالها تواصلاً جميلاً مع مستمعيها الذين صفقوا كثيراً وأطلقوا آهات الإعجاب التي جعلت "الحناوي" تجود بأدائها؛ الذي تميز بنقاء عربها الصوتية رغم تعبها من جراء البروفات؛ التي استمرت أربعة أيام ولساعات طويلة كما أخبرتنا صاحبة "نعمة النسيان".
وقالت "الحناوي" لموقع eSyria بعد التكريم: «إن الجمهور السوري ذواق للكلمة واللحن الأصيل، وهذا عامل مهم في نجاح أي أمسية». لافتةً إلى أن تفاعل الجمهور والأداء المميز للمطربين الشباب كان أمراً حاسماً في إضفاء ألق لهذا الحفل.
وعبرت مطربة الجيل عن سعادتها بالفكرة التي تعمل عليها دار الأسد في تكريم الفنانين، ووعدت بإحياء حفلات في المستقبل، خاصة بعدما سمعت عن نفاد البطاقات خلال يومين فقط وقبل أربعة أيام من موعد الحفلة.
فيما قالت الدكتورة "حنان قصاب حسن" مديرة دار الأسد للثقافة والفنون: «تقوم الدار بتكريم أعلام ورواد الحركة الثقافية والفنية في سورية بشكل مبتكر ومتميز، ويأتي ذلك ضمن دورها في إحياء الطرب الأصيل، هذا النمط الذي يناسب ذوق السوريين».؟
وأضافت: «إن هذا ما جعل البطاقات الألف والثلاثمئة تباع بسرعة، ولو كان هناك ثلاثة أضعاف البطاقات لحصل الأمر ذاته».
بدوره أوضح "ماجد سراي الدين" قائد "أوركسترا طرب" أن ما يميز "ميادة الحناوي" هو حضورها اللافت محلياً وعربياً، وأن تعاون "أوركسترا طرب" مع هذه القامة الفنية يقع ضمن وقوف هذه الفرقة كحارس أمين على أصالة الطرب العربي، ليبقى في أذهان الأجيال ويكون طابعاً مميزاً للشرق العربي.
من جهته قال الصحفي "باهل قدار": «من تابع هذه الأمسية يشعر بالنشوة، لاسيما في ظل موجة الأغاني الهابطة التي نسمعها باستمرار في وسائط النقل وفي أغلب الفضائيات، ولعل "الحناوي" من أواخر عمالقة الفن الجميل، لذلك ينبغي تسليط الضوء على هذا النمط الأصيل من الغناء بشكل أكبر، ومحاولة خلق تربة خصبة لفنانين من هذا النوع حتى لا ينقطع جيل العمالقة».
ومن الحضور بيّنت "رجاء عارف" جمال فكرة أن تغني الفنانة الكبيرة "ميادة الحناوي" أثناء تكريمها بعض أغنياتها إلى جانب مطربين شباب غنوا لها، وقالت: «إن ذلك يلعب دوراً كبيراً في التأكيد على عظمة الفنان المُكرَّم، ويجذب المستمعين للعودة إلى زمن الطرب الجميل، وما قدموه من إنجازات هامة على صعيد فن الغناء من أشعار وألحان وأداء صوتي».
ولا يسعنا أن نختم بأفضل مما قاله الموسيقار "رياض السنباطي" عن "ميادة الحناوي": «يسعدني كما بدأت حياتي مع "أم كلثوم" أن أنهيها مع "ميادة الحناوي"». وأعطاها لحن قصيدته "أشواق" ولحن لها رائعته "ساعة زمن".
"أوركسترا طرب" في سطور:
تشكلت في عام 2002 وكانت عبارة عن تخت موسيقي يضم ستة عازفين ويبلغ عدد أعضائها الحالي سبعين عضواً، بينهم عشرون منشداً ومنشدة مناصفة.
وتعزف الفرقة الأعمال التراثية من كافة القوالب الغنائية، كما شاركت في حفل افتتاح منتدى المرأة في قصر المؤتمرات الذي رعته السيدة الأولى 2003، وحفل استقبال ملك اسبانيا، وحفل استقبال رئيس وزارة جمهورية ماليزيا الذي رعته وزارة السياحة 2003 وحفل افتتاح دار الأسد للثقافة والفنون "الأوبرا" 2004، وكرمت عدداً من أعلام الموسيقا العربية مثل أمير البزق "محمد عبد الكريم" في نيسان 2006 والموسيقار "رياض السنباطي" بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على وفاته.
وكان للفرقة مشاركات دولية في مهرجان مسقط 2003، ومهرجان برشلونة العالمي 2004 وآخرها كان في مهرجان الموسيقا العربية في الأردن 2008.