«إن الدرس الاستراتيجي الذي اكتسبته حرب "غزة" يجب أن يكون موضع اهتمام الباحثين لتستخلص منه أمتنا الفقه خلال عقودٍ من التفكير التقليدي في خيار الاستسلام لإدارة العدو تحت معطيات الواقعية المزيفة وشعارات السلام، درس "غزة" ولبنان يبرهنان قدرتنا على قلب الطاولة على العدو وداعميه عبر ثقافة المقاومة وبناء "شرق أوسط" جديد جوهره المقاومة».
من هنا كانت مبادرة واجب، وجمعاً بين مشروع فكري شمل عصارة مفكر، ورؤية مستقبلية لجرحٍ لم يندمل في ذكراه الأولى، ومجاراة لسير الثقافة العالمية والسباق الثقافي في توثيق الأحداث ودلالاتها على أرض الواقع، جمعت في كتاب مؤلف من /415/ صفحة، يسلط الضوء "غزة" قبل، وأثناء، وما بعد الحرب، حمل عنوان "غزة الغزة.. نصر من رحم الألم" للدكتور "أكرم مكنا" الذي احتفل بتوقيع كتابه في مقر اتحاد الكتاب العرب في "دمشق" بتاريخ 13/1/2010.
عند اقتران "غزة" بالنصر يجب علينا قراءة النصر وكيفية قراءته، ركزت في الكتاب على وسائل الإعلام الغربية، وموقفها من الحرب، إضافةً لمواقف الشعوب والحكومات في العالم من هذه الحرب، ومعنى الانتصار في الإرادة والمقاومة بعد ارتكاب سلاسل من المجازر بحق الأبناء العزل واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً
للوقوف على موضوع الكتاب ومضمونه، كان لموقع eDamascus وقفة مع الباحث الدكتور "أكرم مكنا" فتحدث قائلاً: «عند اقتران "غزة" بالنصر يجب علينا قراءة النصر وكيفية قراءته، ركزت في الكتاب على وسائل الإعلام الغربية، وموقفها من الحرب، إضافةً لمواقف الشعوب والحكومات في العالم من هذه الحرب، ومعنى الانتصار في الإرادة والمقاومة بعد ارتكاب سلاسل من المجازر بحق الأبناء العزل واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً».
ثلاثة أقسام ضمها الكتاب بين طياته قال عنها "مكنا": «يضم الكتاب في طياته ثلاثة أقسام رئيسية تتفرع إلى عناوين ومحاور، القسم الأول يتناول العدوان على "غزة" وأحدثه منذ اللحظة الأولى، ويعرض القسم الثاني الواقع الإقليمي العربي وموقفه من العدوان، فيما يتناول القسم الثالث الموقف الدولي، يلي ذلك النتائج على الصعيد العربي والصهيوني والعالمي، ويلحق بالكتاب ملخص صور يصف الوحشية الصهيونية وأفظع المجازر التي ارتكبتها بحق الأطفال والإنسانية خلال عدوانها».
وعن ثقافة المفكر العربي ومعاصرته للواقع العربي من خلال معطيات الكتاب تحدث الدكتور "حسين جمعة" رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية: «الكتاب جامع للأفكار والمضامين التي تعبر عن موقف فكري ووطني، كتاب يصدر بعد عام واحد على العدوان بشمولية المعلومات ومعالجة أدق التفاصيل يبرهن على ثقة شعب وارتباطه بأرضه والالتزام بقضيته ويواكبها، ويتحدث عن جراحها بلا يأس وببث الروح المتفائلة، وبأن الألم سبيل ثبات، وأثبت كما أثبت الواقع أن الجرح ينتصر على السيف، عندما نقبض فيه على معانٍ عديدة وجدت لتقول أن الجهاد بالقلم كما السيف هما كل متلازم».
وتحدث الأستاذ "تحسين الحلبي" نائب رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين في سورية والباحث في الشؤون الصهيونية عن انطلاقة السباق الثقافي من خلال الكتاب مع الكيان المغتصب فقال: «نستنتج من الأحداث التي تمر بها قوى المقاومة في هذه الحرب الطاحنة، وربطها توثيقاً وتحليلاً واستنتاجاً، والأهداف التي غطتها، أننا أصبحنا قادرين ومنذ اليوم على مجاراة العدو في الحرب الثقافية، ثقافة المقاومة في طريقها إلى النصر، وهو أول كتاب يصدر بها الحجم وعدد الصفحات بعد عام يوثق كل ما حصل رغم عشرات الدراسات، متابعة مشروع "غزة العزة" من قبل الباحثين والكتاب سيعطي ثماره الثقافية، والعبرة بعدد الإصدارات ووصولها، وهو ما يعمد إليه المثقفون الصهاينة في توثيق كل حدث وتحويله إلى ثقافة لتضليل الرأي العام».
أما الدكتور "بسام أبو عبد الله" الأستاذ في كلية العلوم السياسية والباحث في مركز الشرق للدراسات فتحدث عن وجهة النظر الأكاديمية في الكتاب: «تمت المعالجة بأسلوب علمي عن طريق التحليل وربط السبب بالنتيجة، وأخذ المنحى التوثيقي الذي تبناه الباحث فكراً وممارسةً، وحصل من خلاله على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية في رسالته التي حملت عنوان "انتصار تموز التاريخي وتداعياته على المشروع الصهيوني الأمريكي"، وتأكيداً على ثقافة المقاومة كجزء من الصراع مع العدو».
يذكر أن الدكتور "أكرم مكنا" من مواليد "دمشق" /1964/ حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من بيلاروسيا، عضو اتحاد الكتاب العرب، ومدرس مادة الثقافة في كلية العلوم السياسية بجامعة "دمشق"، له العديد من المؤلفات نذكر منها "رؤية الأحداث"، "العرب والواقع الدولي الجديد"، "انتصار تموز وتداعياته على المشروع الصهيوني الأمريكي".