رموز حيوانية، بيوت طينية وعناصر واقعية مختزلة ظهرت على سطح لوحات "سلام أحمد"، حيث يحاول الفنان في لوحاته أن يعبر عن تلك الذاكرة الطفولية المتعلقة بالبيئة التي عاش فيها؛ فمزج بين الخيال والواقع ليرحل بنا إلى "عفرين" الطبيعة، والعناصر الريفية مختلفةً بطريقة تشكيلية محترفة، إضافة إلى أنه تطرق في بعض لوحاته لاستخدام الأقمشة الريفية المزركشة بألوان الربيع مستخدماً "كولاجات" تكررت في عدة لوحات.
موقع "eSyria" بتاريخ 2/2/2010 حضر افتتاح معرض الفنان "سلام أحمد" في صالة "عشتار" التشكيلية؛ الذي ضم مايقارب /28/ عملاً تراوح بين الأسلوب التعبيري والواقعي الذي يشير إلى ريشته العفوية في جلب عناصر من ذاكرته الطفولية والريفية.
إن استحضار الأقمشة الريفية الملونة بألوان الطبيعة فكرة ذكية تدل على خصوبة اللون عند الفنان، فهو بتقنيته هذه حاول أن ينقلنا بطريقة أخرى إلى المشهد الريفي الملون بعفويته وجماله، هي تجربة مميزة وناجحة وتعبّر عن ريشة لونية خصبة لها قيمتها التشكيلية العميقة
هنا يقول الفنان التشكيلي "خالد العاني" عن رأيه بلوحات "سلام": «المعرض له وقع خاص وجميل في عين كل من يشاهده، في بعض اللوحات استخدم "سلام" الكولاج بطريقة مميزة؛ فقام باستخدام ورق الجرائد وخامات القماش المختارة بتقنية عالية وبتمكن تشكيلي جميل، "سلام" في هذا المعرض عمل على مسألة اللون بذكاء إلى حد أنك لا تميز إن كان هذا اللون "أكريليك" أو "زيت" وكل ذلك يدل على النضج اللوني الذي وصل إليه. أما بالنسبة للمواضيع المستخدمة فهي تتعلق بالطبيعة التي عاش فيها الفنان الريف والمدينة بألوان دافئة وباردة لها دلالتها التشكيلية التعبيرية والواقعية».
شخوص وعناصر ريفية استخدمت بتقنية تشكيلية دقيقة، هنا يقول الفنان "سلام أحمد" عن أعماله المقدمة: «الإبداع الفني في أساسه يعتمد على الخيال، وأنا خيالي خصب جداً، فأحاول من خلال هذا الخيال أن أتحول إلى عالم الكائنات الأسطورية بطريقة واقعية محوّرة. بشكل عام الإنسان يتأثر بذاكرته البصرية وطفولته؛ ومجموعة الكائنات المستخدمة في اللوحة هي من بيئة الجبل "عفرين" التي ولدت فيها ومدينة "الرقة" التي عشت فيها بعضاً من الوقت، كما تطرقت إلى استخدام المناديل والأقمشة النسائية الملونة بشكل كولاجات ملونة بألوان جبلية، فكل الألوان أعتبرها من أساس اللوحة وهي التي تتحكم بنجاح اللوحة».
الريف وعناصر أخرى سكنت لوحات "سلام" لتشكل اللون مع تقنيات تشكيلية خصبة، خلال لقاءنا الفنان التشكيلي "زهير حسيب" قال: «استحضر "سلام" في لوحاته تقنيات وعناصر جميلة من بيئة الريف، لكنني هنا أريد أن أشير إلى أنه كان عليه أن يبسط من العناصر التي استخدمها بكثرة في لوحاته. معظم لوحاته ناجحة بامتياز فيها حداثة جميلة وتعبير واقعي جيد، أعجبت بعدة لوحات؛ منها تلك التي استخدم فيها الألوان الطبيعية النابعة من ذاكرته الريفية "عفرين" المنطقة الغنية بخضرة أشجار الزيتون. وبالإجمال "سلام" لديه عناصر خاصة ويمتلك حس غرافيكي ولون مميز».
أما التشكيلي "عصام درويش" مدير صالة "عشتار"، فيقول: «"سلام" اعتمد في معرضه هذا على استحضار العناصر الواقعية باختزالها ليصنع تكويناً خاصاً به، كما وظف عناصر من بيئة القرية من خلال علاقة الحيوان بالإنسان، ووصف الريف وذاكرته الطفولية بطريقة تشكيلية موفقة، إضافة لألوانه الصريحة والتي تعزز القيمة التشكيلية والعناصر التعبيرية داخل لوحته، أما نوعية الأقمشة المستخدمة ككولاجات فرفعت من قيمة اللوحة الفنية. لم يعتمد على أية مدرسة فنية أكاديمية وبذلك بصم على لوحاته بصمة تخص ريشته».
استخدام الأقمشة وورق الجرائد بطريقة تشكيلية ككولاجات عبّرت عن المخزون اللوني المتراكم في فكر "سلام"، وعن ذلك يقول الأستاذ "جميل عارف": «إن استحضار الأقمشة الريفية الملونة بألوان الطبيعة فكرة ذكية تدل على خصوبة اللون عند الفنان، فهو بتقنيته هذه حاول أن ينقلنا بطريقة أخرى إلى المشهد الريفي الملون بعفويته وجماله، هي تجربة مميزة وناجحة وتعبّر عن ريشة لونية خصبة لها قيمتها التشكيلية العميقة».
من الجدير بالذكر أن الفنان "سلام أحمد" من مواليد عفرين عام 1970 حاز على شهادة "الفلسفة" من جامعة "دمشق"، ودرس الفن دراسة خاصة وأقام خمسة معارض فردية داخل سورية وله عدة مشاركات في معارض جماعية. كما أ المعرض يسمر لغاية 12/2/2010 من هذا الشهر.