تشهد "دمشق" مجموعة من الأعمال التطوعية المتنوعة والتي يقوم بها متطوعو "برنامج التبادل العالمي" «Global Xchange» في دورته الثالثة، والتي تهدف إلى تعريف الشباب المتطوع في البرنامج بخمسة مفاهيم أساسية.
الشباب والشابات المشاركون ببرنامج «G.X»- كما يطلق عليه اختصاراً- توزعوا في دمشق بشكل ثنائي للعمل ضمن عدد من المؤسسات التطوعية في "دمشق"، وشاركوا في فعاليات متنوعة.
كانت تجربة ناجحة بالنسبة إلينا وخاصة أننا تعرفنا على بعض أنواع نباتات التي تصلح للزراعة في "دمشق"، وآلية العناية بها داخل المتحف
موقع "eSyria" التقى "صبا شارستان" إحدى المشاركات في دورة "دمشق- نيوكاسل" والتي تحدثت عن أهداف هذا البرنامج بقولها:
«يهدف هذا البرنامج الذي يقام بالتعاون مع "المجلس الثقافي البريطاني"، إلى تأكيد مبادئ "التعددية في العالم"، و"الفقر واللامساوة"، و"التطوع"، و"تطور المجتمع"، و"العمل الاجتماعي"، من خلال المشاركة والعمل بشكل تطوعي في مؤسسات وفاعليات متنوعة، فيعمل كل شاب أو شابة من سورية مع نظيره من المملكة المتحدة ثلاثة أشهر في "دمشق" وثلاثة أشهر في "نيوكاسل".
وهذه المشاركات تساعدنا على معرفة المدينة- التي نقضي برنامجنا فيها- ومعرفة الأنشطة الاجتماعية والتطوعية التي تنشط فيها، ولعل زيارتنا إلى "متحف قصر العظم" جعلتنا نرى هذا المعلم التاريخي والثقافي بشكل مختلف والنشاط الذي قمنا به؛ وهو زراعة "الأحواض الترابية" الموجودة فيه عرفتنا حجم الجهود الكبيرة التي تراعاه حتى يجد الزائر المتحف بحلته الجميلة المعروف بها».
شباب برنامج «G.X» قاموا بتنظيف الأحواض الترابية وزرعوا /300/ شتلة خضراء بهدف تجميل الفسحات السماوية الموجودة في أقسامه الثلاثة، وعن هذا النشاط تحدثت الآنسة "ميساء ابراهيم" مديرة متحف "قصر العظم" لموقع "eSyria" عن أهمية هذه النشاطات في ربط المواطن بالمعلم التاريخي الموجود في بيئته وتنمية إحساسه بالمسؤولية وحفاظه عليه، وتابعت حديثها قائلة:
«هذه المرة الأولى التي يكون فيها النشاط التطوعي يستهدف الأحواض الترابية الموجودة في القصر، والعناية بالنباتات الموجودة فيها، فجميع الأنشطة السابقة كانت تستهدف تنظيف غرف القصر والعناية بموجودات المتحف، وأغلب المتطوعين الذين يستهدفون القصر كانوا من المهتمين بالآثار أو من طلاب المعهد التابع "لمديرية آثار دمشق"، وقد تجد أحياناً انواعاً أخرى للتطوع الفردي في القصر، فعندما قمنا بعملية الترميم مثلاً، قدمت بعض الجهات التي تعاقدنا معها حسومات كبيرة والسبب أن العمل مرتبط "بدمشق" والحفاظ على معالمها التاريخية.
القصر استفاد من هذا النشاط حيث أصبحت الحديقة نظيفة، وزينت أحواضه بغراس جديدة، ومن جانبٍ آخر المتطوعون تعرفوا أكثر على القصر، واكتسبوا بعض المعارف عن آلية العناية به، وهذا يعد أحد أهدافنا كإدارة لهذا المتحف الوطني».
السيد "إياد القبيطري" المشرف على برنامج «G.X» بين سورية والمملكة المتحدة أكد أن هذا البرنامج يركز ليس فقط على القيام بالأنشطة التطوعية ولكنه يهدف إلى خلق عمل تطوعي ذي استمرارية، وأكمل قائلاً: «شعار البرنامج هذا العام هو "التنمية بالتركيز على الصحة والبيئة"، ومن وحي هذا الشعار قمنا بزراعة مساحات خضراء في عدد من الأماكن التي نعتقد أننا قادرون على الحفاظ عليها.
فقصدنا مثلاً هذا العام أحواض "متحف القصر العظم" والخطوة التالية هي حديقة "متحف الوطني"، وهذه الأماكن التي استقبلت الغراس ستكون مكاناً آمناً نوعاً ما وبيئة تحافظ على هذا العمل البيئي التطوعي».
وعن سبب اختيار "قصر العظم" أجاب "القبيطري": «كان لاختيارنا هذا المكان المشبع بالتاريخ والجمال عدة أسباب، فالمؤسسات التي يعمل المتطوعون السوريون والبريطانيون فيها خلال برنامج «G.X» تكون في الغالب بحاجة إلى احتكاك مباشر مع الناس وبشكل فردي تقريباً، فكل متطوع يعمل وفق طريقته داخل المؤسسة الموجود فيها، وجاء برنامج "زراعة الغراس" في مكان تاريخي يعج بالقيم الجمالية المريحة للنفس، كنوع من التغيير ولإخراج الشباب المشاركين من العمل الفردي إلى عمل يحتاج إلى مشاركتهم كفريق واحد ومتكامل وفي وقت واحد.
كما أن القصر أتاح لنا الدخول في يوم عطلته "الثلاثاء" ما أتاح للمتطوعين التعرف بشكل واسع على القصر وعلى أقسامه العديدة».
"دانيل بيدوس" إحدى المتطوعات من مدينة "لندن" انكليزية، تحدثت عن تجربة غلاس نباتات في "متحف قصر العظم" بقولها: «كانت تجربة ناجحة بالنسبة إلينا وخاصة أننا تعرفنا على بعض أنواع نباتات التي تصلح للزراعة في "دمشق"، وآلية العناية بها داخل المتحف».
يذكر أن برنامج "التبادل العالمي" «Global Xchange» يقيم دورته الثالثة في مدينتي "دمشق- نيوكاسل"، ويضم ستة عشر شاباً وشابة مناصفة من سورية والمملكة المتحدة، ويقوم على أن يشترك المتطوعون ضمن المؤسسات والفعاليات الاجتماعية في كلا البلدين، ما من شأنه تعريفهم بمبادئ التطوع والتعددية في العالم، والتعرف على أشكال وآليات التطوع في المدن التي يقصدونها.