كإحدى مظاهر تنامي الحركة التشكيلية السورية نجد ازدياد دور العرض وبالتوازي زخم المعارض الفردية والجماعية تلك الأخيرة صاحبة الفضل في تطوير تذوق الجمهور للغة التشكيلية؛ وهو ما ينعكس إيجاباً على عطاء الفنانين ويولد لهم حافزاً مصدره آثار أعمالهم على مسيرة النضج الثقافي والفني في المجتمع.
من هنا تجوهرت فكرة إقامة معرض "شم النسيم" الذي ثبت خطاه بإقامة دورته الثانية ليقدم فرصة هامة لمتابعي حركة الفن والمهتمين به من خلال حضورهم معرضاً يضمّ نماذج عن تجربة سبعة عشر تشكيلياً سورياً توحدهم روح عاشقة للفن وسنوات خبرة طويلة من بناء التكوين، اللون وأبحاث عن قيمة الموضوع وجمالياته.
المعرض يتضمن دعوة للمحافظة على طبيعة وربيع "دمشق" المرتبط بفننا وحياتنا وألوننا، حيث تقوم الفكرة على وجود معرض موسمي يقدم سنوياً، ليكون من إحدى التظاهرات المهمة كالتي تقام في عدد من الدول حول العالم، وبالتأكيد فنانونا المشاركون في "شمّ النسيم" لهم بصمة مهمة في الحركة التشكيلية السورية، ولكل منهم أسلوبه ومدرسته التشكيلية الخاصة
موقع "eSyria" حضر افتتاح معرض "شم النسيم" المقام في صالة "فري هاند" للفنون، الذي عرض أعمالاً شغلت بتقنيات متنوعة ومختلفة صيغت بأساليب تتراوح بين التعبيرية، الواقعية، التجريدية والفن المعاصر لتبوح الألوان بأسرار وأحاسيس من خلال لوحات كبيرة، ومتوسطة وصغيرة الحجم شكلتها ريش مبدعين سوريين.
من المشاركين التقينا الفنان التشكيلي "عدنان حميدة" أستاذ في كلية الفنون الجميلة، وحدثنا عن المعرض لكونه من مؤسسي فكرة إقامة "شمّ النسيم"- كما حدثنا- يقول: «خلقنا فكرة إقامة معرض سنوي يدعى "شمّ النسيم" منذ ما يزيد على العامين، ذلك إيماناً منا بدور الفنان ثقافياً وفنياً في تطوير الحركة التشكيلية في وطنه من خلال معارض ترتقي بالقيمة المقدمة، وهنا نجد أننا أمام أسماء تنتمي إلى أجيال مختلفة متباعدة زمنياً ومدرسياً، تجمعهم الحداثة بمفهوم المحافظة على خصوصية كل فنان في عمله، فلم يكن على أعمالهم الإبداعية شرط للاشتراك بالمعرض سوى نوعية العمل الجيد الذي يتمايز صداه الفني بين هذه الأعمال الرفيعة المستوى».
المعارض الجماعية عموماً تمنح قراء التشكيل فرصة جيدة للاطلاع على تجارب متعددة تحمل كل منها روحاً مختلفة، كما تسعى لخلق جسور تواصلٍ عريضة بين المتلقي والفنان ضمن محافل فنية إحداها "شم النسيم" السنوي الذي التقينا من حضوره الممثل المسرحي "محمود خليلي" وحدثنا عن أهمية هذه التظاهرة الفنية: «"شم النسيم" من التجارب المهمة في الحركة التشكيلية لكونه جمع بين أسماء فنانين مهمين في سورية ما يجعله عرضاً استثنائياً فليس بالأمر السهل أن نلتقي بتجربة جماعية مشتركة لفنانين مهمين كهؤلاء في معرض واحد، ذلك بسبب وجود الأنا الداخلية لدى الفنان عندما يصل إلى مراحل متقدمة، وأنا أجد أن رسالة هذا المعرض تكمن هنا في جوهر الروح التي جمعتهم لتأسيس حالة إيجابية تبحث عن الأفضل وتضعنا أمام حالة اجتماعية وثقافية تستحق الاهتمام».
مدارس واتجاهات فنية عديدة اجتمعت في معرض "شم النسيم" لتعبر عن المكنون الثقافي الفني الذي نمتلكه، وعن الرغبة في التواصل مع القارئ، هنا يقول الأستاذ "أحمد قطيط" مدير صالة "فري هاند": «المعرض يتضمن دعوة للمحافظة على طبيعة وربيع "دمشق" المرتبط بفننا وحياتنا وألوننا، حيث تقوم الفكرة على وجود معرض موسمي يقدم سنوياً، ليكون من إحدى التظاهرات المهمة كالتي تقام في عدد من الدول حول العالم، وبالتأكيد فنانونا المشاركون في "شمّ النسيم" لهم بصمة مهمة في الحركة التشكيلية السورية، ولكل منهم أسلوبه ومدرسته التشكيلية الخاصة».
من الجدير بالذكر أن معرض "شم النسيم" الذي أقيم في صالة "فري هاند" للفنون شارك به سبعة عشر فناناً وهم: "ادوار شهدا، إسماعيل نصرة، أحمد نشأت الزعبي، أحمد يازجي، إلينا خليل، باسل أيوبي، باسم دحدوح، شفيق اشتي، عدنان حميدة، علي خليل، علي مقوص، غسان نعنع، فارس قره بيت، محمد الوهيبي، نبيل السمان، نزار صابور، يوسف البوشي".