تمتاز الحركة التشكيلية السورية بعمقها الفلسفي والفني في هذا المجال، فمازالت مدارس الفن السورية التي أسسها "الكيالي والمدرس" وآخرون تنبع فناً تعبيرياً، تجريدياً وواقعياً لها بصمة خاصة بالفنان السوري الذي يحلق على المساحات الواسعة من اللوحة ليشتغل عليها كل نمطاً فنياً يرغب به.
موقع "eSyria" حضر خلال حضوره معرض "اللوحة الصغيرة" لنخبة من الفنانين السوريين والعرب في غاليري "كامل" للفنون التقى عدداً من الحضور للتحدث عن أهمية اللوحة الصغيرة التي يجسد عليها الفنان أفكاره وأحاسيسه، من بين الحضور التقينا الطالب "محمد علاء الدين" وعن رأيه يقول: «لا شك أن المشاركين لديهم بصمة خاصة وقوية في الحركة التشكيلية السورية، إلا أن حميمية الموضوع الذي جمعهم وهو "اللوحة الصغيرة" لها مكانة وبصمة خاصة، فالفنان هو صاحب الريشة الحرة التي تعمل على المساحات الكبيرة ذات العمق الأكبر، ولكن خلال تحوله للعمل على اللوحات الصغيرة نلاحظ مدى أهمية المكان بالنسبة للفنان ومدى تأثير المكان على أفكاره وألوانه، إنه معرض وفكرة جيدة، وخاصة أنه من بين المشاركين أنثى وحيدة وفنان وحيد من جيل الشباب».
هناك تنوع خاص بالمعرض، حيث العمل الصغير له حميمية خاصة بالقلب والقارئ، كما أن العمل المشترك الذي اشترك فيه جميع الفنانين كان ناجحاً بامتياز، إنني أعمل على الحالات الإنسانية بشكل عام، فدائماً تجد أعمالي فيها حالة تعبيرية تعبر عن الحالات الإنسانية القريبة من القارئ
نادرة هي محاولات الفنانين السوريين المعروفين على الساحة في عرض أعمالهم بنمط اللوحة الصغيرة، فغالباً تلاحظ في المعارض الفنية التي باتت يومية أن الفنان يسعى للهروب إلى المساحة الكبيرة التي يستطيع أن يعبر فيها عن أحاسيسه بوضوح، هنا وعن المعرض تحدثنا السيدة "منى فلموني" من الحضور: «إن موضوع المعرض له أهمية خاصة بالفنانين وهي خطوة ناجحة للعمل على نطاق ضيق يختبر فيها الفنان ريشته وأفكاره، وهنا نلاحظ أن هذه الأسماء الكبيرة في الحركة التشكيلية السورية نجحت حتى في العمل عل لوحة مشتركة لكل منهم بصمته الخاصة عليها، إنها من التجارب المميزة والتي تعبر عن التنوع الفني لدينا».
يعمل "عصام درويش" منذ فترة قريبة على أهمية الرموز والعناصر الطبيعية التي تعبر عن انزوائه في زاوية خاصة تعبر عن العزلة النفسية التي يعيشها، هنا وعن مشاركته يقول: «هي مناسبة جميلة أن تجمع أصدقاء وفنانين سوريين وعرباً ضمن معرض مشترك، حيث اشتغل قسم منهم على أعمال جديدة والبعض قدم أعمالاً قديمة لهم، أما بالنسبة لي فقدمت أعمال جديدة اشتغلت عليها بمناسبة المعرض، وهي تتحدث عن الطبيعية الشخصية أو النفسية، فأحياناً اللوحات تصل بالمشاهد إلى طبيعة "عصام درويش"، والإيحاء النفسي للطبيعة، خاصة عندما نرى أشجار وحيدة ترمز إلى العزلة أو ماهنالك من مفردات تدل على الوحدة، هو معرض متعدد وفيه تنوع كبير، إضافة إلى شخصيات فنية وناضجة».
قد يكون "آزاد حمي" من الفنانين الشباب الذين طرحوا فكرة جديدة في لوحاته، ذلك من خلال عمله على سطح اللوحة بأسلوب فلسفي إنساني يجسد فكرة الصراع بين "الديّكة"، يتحدث فيها عن اختلاف نسب الشر والخير، وعن التغييرات الصراعات القائمة بين دول العالم إضافة إلى هيمنة الدول القوية على الدول الضعيفة، هنا وعن مشاركته يحدثنا "أزاد" قائلاً: «أنا سعيد لأنني أشارك مع فنانين تم اختيارهم لي من جيل الشباب لأشاركهم في معرض خاص له أهمية خاصة بالفنانين. إنني أعمل منذ ثلاثة أعوام على موضوع الصراع من خلال "الديّكة" التي أعرضها على سطح اللوحة بطرق مختلفة، وبما أنني ابن البيئة الريفية، فتأثري بالديّكة وصراعهم اليومي كبير جداً، فهي تعتبر جزءاً من ثقافة الشعوب، حيث أحاول أن استخدم في لوحاتي مواد مختلفة من الاكرليك، إضافة الرمادي والألوان الترابية التي تعبر عن الطبيعة الريفية التي مازالت متأثراً بها».
أما الفنان "حمود شنتوت" من المشاركين في معرض "اللوحة الصغيرة" فيقول عن مشاركته: «الحميمية التي يتميز بها هذا المعرض هي الأعمال ذات القياسات الصغيرة، وأنا اعتقد هنا أن عمل الفنان على أحجام صغيرة تمنحه متعة كبيرة، لقد قدمت عدة لوحات فيها كائن اعتبره محور الكون، وقد جسدت ذلك بخلفية فارغة وواسعة، أي استخدام عناصر قليلة بنسب محدودة، وهي تعكس مضامين إنسانية معينة، أما العمل الأصغر فقد استخدمت فيه نفس التكنيك لمعالجة الإنسان والطبيعة الصامتة، فهناك طريقة فريدة أعمل فيها من خلال استخدام بودرة وألوان وأتربة خاصة تخلق هذه الأعمال الفنية».
الأنثى كانت مشاركة بالمعرض من خلال حالات إنسانية نقشت بطريقة نحتية اشتغلت عليها الفنانة "عروبة ديب"، وعن مشاركتها تقول: «هناك تنوع خاص بالمعرض، حيث العمل الصغير له حميمية خاصة بالقلب والقارئ، كما أن العمل المشترك الذي اشترك فيه جميع الفنانين كان ناجحاً بامتياز، إنني أعمل على الحالات الإنسانية بشكل عام، فدائماً تجد أعمالي فيها حالة تعبيرية تعبر عن الحالات الإنسانية القريبة من القارئ».