للرياضة والفن ارتباط شديد بالحضارة الإنسانية التي دونت مراحلها في ذاكرة الإنسان والجماد، هنا رفعت الفنانة السورية الشابة "لينا شماميان" الستار عن ملعب MTN بأدائها عدة مقطوعات فنية حاولت بها مشاركة مشجعي فرق كأس العالم في سورية ومشاركتهم تشجيع فريق "الجزائر" المشارك العربي الوحيد في المونديال.
موقع "eSyria" حضر الحفلة التي أقامتها MTN سورية بالتعاون مع محافظة دمشق للفنانة السورية "لينا شماميان"، وذلك ضمن مشروع موسيقا على الطريق على أرض مدينة المعرض القديم بدمشق، ومع هتافات الجمهور بدأت المغنية السورية "لينا" حفلتها بأغنية "على موج البحر" التراثية والتي لها جمهور ضخم حسب الحضور الذي التقيناه.
أنا أتيت لحضور الحفلة والمباراة مع والدي ووالدتي، وأنا سعيد جداً لأن ضمن الفعاليات المرافقة للمونديال حفلات لفنانين مثل "لينا"
في جناح العائلات الذي كان مكتظاً بالصغار والكبار التقينا الشابة "نارين حاج مصطفى" التي كانت تدندن خلف "لينا" أغنية "على موج البحر"، عن حضورها الحفلة مع عائلتها تقول: «إنني لست من متابعي المونديال، ولكن حضور "لينا شماميان" في حفلة شعبية لها أناقتها ورونقها الخاص ما دفعني لعدم التردد بالحضور، فأنا أتابع كل حفلات الفنانة الشابة التي عرفت بصوتها العذب وكلماتها التي ترتبط بالأصالة والتراث بشكل معاصر، فمعظم أغانيها هي ترجمة لتراثنا وتقاليدنا عبر الموسيقا المعاصرة التي تصاحب صوتها الجميل، إنني سعيدة بحضوري هذه الحفلة في ملعب MTN مع أفراد أسرتي».
«لمّا بدا يتثنّى، لمّا بدا يتثنّى، حِبي جمالو فتنّا، أمرٌ ما بلحظه أسرنا، غصنٌ ثنى حينَ مال، وَعدي ويا حيرتي، وَعدي ويا حيرتي، من لي رحيمٌ شكوتي، في الحبِ من لوعتي إلا مليكُ الجمال»، بهذه الكلمات بدأت المغنية السورية الشابة "لينا" ترتل كلماتها مدمجة مع أنغام آلة "الكمنجا" و"الساكسفون" وسط تشجيع الجمهور لها، هنا يقول السيد "منير أصفهاني" من الحضور: «إن الشركة الراعية لهذه الفعالية قامت بخطوة كبيرة باستضافة الفنانين السوريين في ملعب المونديال، فالموسيقا والغناء يعتبران بحد ذاتهما من الفنون الإنسانية ويوازيان الرياضة بنفس الأهمية، كما أن حضور "شماميان" الليلة بيننا يضيف بهجة خاصة لمتابعي الفن في سورية، فهي المغنية التي تطربنا بهواها الدمشقي وعشقها السوري بكلماتها المتعمقة في الأصالة والحضارة والمعجنة بتاريخ أرض حملت وولدت الفن مراراً».
«شآم أنتِ فتاتي وأمي، أكبر، حضنتِ صباي فهل فيك، فما أفعل كي أنال رضاكِ، وفيك بذرت صباي وأبشر، نداءً فهل من يزغرد ويعلي، لفرحة قلبٍ بجرح تخمر، فما أفعل كي أنال رضاك، أبشر وفيك بذرت صباي، شآم أنتِ فتاتي، وأمي، حضنت صباي فهل فيك أكبر، قبري ووعد الدهر فيا ليت، وفستان عرسي بفلكِ يعمر». حلّقت الهتافات في ساحة ملعب المونديال في مدينة المعارض القديمة لتزف "لينا" عروسة تدندن الهوا على مسرح الموسيقا وسط "دمشق"، هنا يقول الطفل "ماجد ابراهيم": «أنا أتيت لحضور الحفلة والمباراة مع والدي ووالدتي، وأنا سعيد جداً لأن ضمن الفعاليات المرافقة للمونديال حفلات لفنانين مثل "لينا"».
وبجانب "ماجد" التقينا السيدة "ماري جورجيت" لتقول: «إن صوت "لينا" الملائكي بمعاصرته يحتوي على طبقات فنية موسيقية لها حضورها المميز، كما أن الأغاني التي تقوم بأدائها لها رونقها الموسيقي والحضاري الواضح، فمثلاً أغنية "يا مسافرة" هي أكثر من أغنية رائعة تسحر الأنفاس وتعود بك إلى البحر مرة أخرى وتعبر عن تراث البحر والساحل، أما أغنية "حول يا غنام حول" فهي تخص مدينة "حماة"، وقدمت بأسلوب الأغنية التراثية التي لها حضورها المعاصر والرائع، وبذلك تحقق "لينا" المعادلة الإنسانية التي تبحر بين الأطياف الموجودة في بلدنا وحضارتنا».
أما مفاجأة الحفلة فانقسمت إلى قسمين الأول كان أغنية باللهجة الجزائرية مهداة إلى فريق "الجزائر" المشارك في مونديال كأس العالم 2010، حيث رفرفرت أعلام الفريق المذكور وسط ساحات دمشق وهي تشجع "الجزائر" في مواجهتها الكروية مع فريق "انكلترا"، والمفاجأة الثانية كانت أغنية جديدة من ألبوم "لينا" الجديد، وهي أغنية مقدمتها باللغة الكردية، ترجع جذورها إلى منطقة الجزيرة السورية كما قالت "لينا" للجمهور، بأغنية "ياردلهو"، حاولت الفنانة أن تقدم للجمهور نوعاً من الموسيقا المختلطة والمتعلقة بتراث وحضارة بلدنا سورية.
أنهت "لينا شماميان" حفلتها في ملعب MTN بأغنية "ياردلهو" لتبدأ شاشة العرض بنقل مباراة "الجزائر وانكلترا"، من خلف الكواليس وخلال لقائنا الفنانة "لينا شماميان" قالت: «إن الموسيقا والغناء وسط الأماكن والساحات الواسعة وبحضور حشد كبير من الجمهور له لذة خاصة، كما أن حضور "موسيقا على الطريق" في الساحات والأماكن غير المغلقة لها أهمية في تثقيف الجمهور السوري فنياً».
وعن الفريق المفضل للفنانة "لينا" تقول: «إنني أشجع فريق "كوريا" من منطلق أن "كوريا" بلد متطور في مجالات عديدة اقتصادية وصناعية وتجارية، وكما أنها متقدمة على صعيد كرة القدم، وأنا أرى أنني سعيدة لتشجيعي هذا الفريق».
أما عن الأغنية الجديدة التي غنتها "ياردلهو" فتقول: «هي أغنية من قرى "الرحى" بمنطقة الجزيرة السورية، إنها أغنية قريبة للهجة المحلية القريبة منا، واختياري لهذه الأغنية أتى من منطلق أن "ياردلهو" فيها تداخل موسيقي كردي من خلال اللحن واللهجة، وهي مصطلحات مشتركة بيننا، وتعبر عن التنوع الثقافي من خلال الكلمة والمقام الموسيقي المرتبط بتراثنا».