منذ بدء الحضارة السورية والفن مازال حياً يعزف لنا مقطوعات موسيقية تعبر عن عمق تلك الحضارة التي مزجت بصوت فنانين ومبدعين لهم بصمة في حياتنا، هنا نرى أصداء تلك الفنون تزين حدائق "دمشق" وشوارعها إلى يومنا هذا من خلال موسيقيين يعبرون عن الحياة بالموسيقا والفن.
موقع "eSyria" بتاريخ 2/7/2010 حضر آخر حفلات مونديال 2010 لكأس العالم على أرض مدينة المعارض القديمة، الحفلة التي امتازت بقطعها الموسيقية الخاصة والمونديالية.
لقد أدهشنا "شادي" بأسلوبه المونديالي الجميل، فتميزه كان بغناء قطع فنية رسخت في ذاكرتنا، إنها تجربة مهمة وحفلة رائعة تضاف إلى الرصيد الموسيقي السوري المميز بمقاماته وموسيقيه، فهنا يكمن الحياة وهنا يبقى النبض ملهماً بها، كيف لا وبمرورنا بالشوارع والحدائق الدمشقية نسمع دندنة موسيقية تحلق بك للحظات إلى عالم الفن والموسيقا
"بلا هروجة، عرب الشرقية" قطعتان موسيقيتان عزفتا بأسلوب موسيقي وبإيقاعات وتوزيع "فتت لعبت"، الفرقة التي أدهشت الجمهور بألحانها وتوزيعها الجديد، عن ذلك تحدثنا الآنسة "نورا أمرشين" من الحضور: «"فتت لعبت" نجحت بخلق بصمة جديدة لها بين الفرق السورية الشابة، فمن الجميل أن نشاهد ونسمع التراث الموسيقي يتم توزيعه بطرق عالمية جديدة وبتوزيع سوري خاص، كما أن معظم العازفين في الفرقة مثل "هانيبال سعد، نارك عباجيان وخالد عمران" لهم أذن موسيقية بارعة تجعل الأوتار الموسيقية تعزف بالأحاسيس وترحل بك إلى عالم من السعادة والحياة».
"عايشة وحدها بلاك، وبلا حبك يا ولد، حاجة تحكي عن هواك، ضحكت عليك البنات"، هذه الكلمات لم تغن بصوت "زياد الرحباني" وإنما كانت بصوت "ليندا بيطار" الموسيقية السورية صاحبة الحنجرة الفيروزية التي أدهشت الجمهور بطربها، من الحضور التقينا بالسيدة "أمل عارف"، عن رأيها تقول: «إن الساحة الموسيقية في سورية تشهد هذه الأيام ازدحاماً موسيقياً شديداً، وذلك إشارة إلى أن الفن في سورية مازال حياً، ومازالت مقاماتنا المتعلقة بالأرض والحياة تزف فرقاً موسيقية جديدة لتعزف لنا الحب بأساليب بارعة ومدهشة، لم أفاجأ بصوت "ليندا بيطار" لأنها عُرِفت منذ بداياتها بصوتها الفيروزي العبق، أما "نور عرقسوسي" التي لونت الحفلة بحنجرتها اللاتينية فمزجت بين إبداع السوريين وصوتها الرنان، وكل ذلك يعود إلى القائمين على فكرة نشر الموسيقا في شوارعنا وبين أزقة مدينتنا الجميلة، هنا أشكر مشروع "موسيقا على الطريق" وجميع القائمين على المشروع الموسيقي، وإلى المزيد من الإبداع والحياة».
رغم خسارة فريق "البرازيل" ذات الجمهور الواسع في "دمشق" كانت أرض المدينة مزينة بالأعلام والهتافات للموسيقيين، حيث تحول ذلك الفرح والابتهاج إلى باقة من الأغاني الجديدة التي قدمها العازفان "طارق خلقي وخالد عمران" بأسلوبهما الساخر، وحولا ملعب MTN إلى ملعب فني صاخب يضج بالحياة، هنا يقول المهندس "جعفر عبد المجيد" من الحضور: «إنني سعيد جداً برؤية موسيقيين شباب يعزفون الحياة بأسلوبهم الخاص، ورغم عدم متابعتي سابقاً للموسيقيين "خالد وطارق" إلا أنهما كانا بارعين بتقديمهما لمقطوعات فنية على طريقتهما الساخرة، كما أن الأجواء كانت رائعة وتعبر عن مدى اهتمام الجمهور السوري بشيبه وشبابه للموسيقا والفن، أتمنى من الجهات الراعية المزيد من العناية بهؤلاء الموسيقيين براعم الموسيقا السورية ونبضها».
من الموسيقا الساخرة إلى الموسيقي "شادي علي" الذي قدم نبضه الفني للجمهور، هذا النبض الذي دندن قطعا فنية مونديالية لبرامج الأطفال، وأولها كانت "أبطال الملاعب" الأغنية التي اعتدنا أن نسمعها ونتابعها عبر شاشات التلفزة السورية، عن ذلك يقول السيد "لؤي علي" من الحضور: «لقد أدهشنا "شادي" بأسلوبه المونديالي الجميل، فتميزه كان بغناء قطع فنية رسخت في ذاكرتنا، إنها تجربة مهمة وحفلة رائعة تضاف إلى الرصيد الموسيقي السوري المميز بمقاماته وموسيقيه، فهنا يكمن الحياة وهنا يبقى النبض ملهماً بها، كيف لا وبمرورنا بالشوارع والحدائق الدمشقية نسمع دندنة موسيقية تحلق بك للحظات إلى عالم الفن والموسيقا».
من خلف الكواليس التقينا الموسيقي "هانيبال سعد" الذي حدثنا عن فرقة "فتت لعبت" فقال: «"فتت لعبت" بدأت عام 2005 واستمرت بحفلاتها إلى اليوم لتقدم أنواعا جديدة من الموسيقا ذات الطابع الحديث، نحاول مزج الأغاني التي يعرفها الجمهور مع احتراف أفضل العازفين الموجودين بالمعهد الموسيقي، إننا نخرج وكأننا في رحلة ونستمتع بموسيقانا؛ وبنفس الوقت أصبحت الفرقة تقدم شيئاً خاصاً بها بطريقة حديثة، لقد شاركنا بكل المهرجانات السورية مثل مهرجان "الملاجة" لمدة خمس سنوات، ومهرجان "القلعة والوادي" لمدة أربعة أعوام، كما كنا نعمل بطابع شرقي وجاز؛ لكن مع مرور الوقت أخذت الفرقة طابعا خاصا بها وأصبحنا نبحث عما يناسب موسيقانا، عزفنا قطعاً من كل العالم من "الشرقي، أرمينيا، إيران، أذربيجان، تركيا، سورية، العراق"».
أما عن التعاون مع مشروع "موسيقا على الطريق" وإقامة حفلة خاصة بمونديال كأس العالم 2010 على أرض مدينة المعارض فيقول "هانيبال": «بمناسبة التعاون مع مشروع "موسيقا على الطريق" قمنا بتنفيذ برنامج خاص بمونديال 2010، هذا البرنامج الذي يحتوي على قطع موسيقية لها طابعها المونديالي، وفي حفلتنا اليوم استضفنا كل من الفنانين "ليندا بيطار، نور عرقسوسي، ربال الخضري، شادي علي"، إنها فرصة جديدة للتواصل مع الجمهور الموسيقي وسط أجواء شعبية تحفزهم للولوج إلى عالم الموسيقا الغني بالأحاسيس والمشاعر».