إن تزاوج الموسيقا مع الفنون الأخرى نابع من إيمان شديد بعمق الانتماء إلى الإنسانية، حيث للموسيقا ارتباط وثيق بروح الإنسان، ومن هنا احتفل أهل "الملاجة" في ليلة قروية مع فرقة "الحوار" السورية التي أحيت حفلة خاصة ضمن فعاليات مهرجان "السنديان الثقافي"، حيث قدمت الفرقة مقطوعات موسيقية جديدة مرحبة بجمهور "السنديان".
موقع "eSyria" بتاريخ 5/8/2010 حضر الحفلة الموسيقية التي أحيتها فرقة "الحوار" السورية بقيادة الموسيقار السوري "كنان العظمة".
الموسيقا غذاء للروح وبها نستطيع خلق سور من التواصل والحوار مع كل العالم، وهنا تكمن أهمية الموسيقا التي تقدمها فرقة "الحوار" السورية التي أدهشتنا بجديدها، فمعظم العازفين في الفرقة لهم شهرة موسيقية كبيرة وواسعة، كما أن للموسيقار السوري "كنان العظمة" بصمة واضحة في الفرقة الذي أصبح له جمهور واسع
خلال جولتنا في الحفلة التقينا بعدد من الحضور ليحدثوننا عن رأيهم بالحفلة الموسيقية التي أقيمت في الهواء الطلق، عن ذلك يقول الكاتب والشاعر السوري "عادل محمود": «إن كل مهرجان يقام في أي مكان له أهمية ثقافية اجتماعية كبيرة، فالشعر، الموسيقا والتشكيل وسيط يجمع بين الناس، وإن كل مهرجان في البداية أشبه بعرس ويكبر قليلاً فقليلاً، ومهرجان "السنديان" استطاع أن ينجح في ذلك ليصبح له خصوصية، فقد بدأ بجملة أولى من الشاعر "محمد عمران" وأصبح في فيما بعد مهرجان القرية ومن ثم مهرجان المنطقة بشكل عام، إنه من أهم المهرجانات في سوري؛ وربما ذلك يعود إلى الإصرار على إقامته بإمكانيات بسيطة إضافة إلى تفاعل أهل المنطقة وبنيتهم الثقافية المهمة والقوية».
عن فرقة "الحوار" يقول: «إنني أرى أهمية قصوى لتقديم وجبات من الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة، فالجمهور يجب أن يتطور ويتقدم، حيث الموسيقا التي قدمتها فرقة "الحوار" السورية لها طابع معاصر مهم، وهنا يكمن دور الجمهور الذي يتابع هذه الموسيقا بالتفاعل معها وإعطاء الأهمية لها، إن الفرقة قدمت مقطوعات موسيقية لها طابعها الخاص والفريد والذي أصبح لدى الجمهور السوري ثقافة كبيرة عنها، كانت أمسية جميلة وخاصة بتقديمها وسط مسرح في الهواء الطلق».
"آرابيسك" كانت أولى المعزوفات التي قدمتها "الحوار"، بها حلّق الجمهور في سماء "الملاجة" التي اكتظت بالمهور من كافة المحافظات السورية لتحضر الموسيقى في الهواء الطلق، هنا تقول "سنا عبد القادر" طالبة في الصف العاشر من قرية "الملاجة": «الموسيقا غذاء للروح وبها نستطيع خلق سور من التواصل والحوار مع كل العالم، وهنا تكمن أهمية الموسيقا التي تقدمها فرقة "الحوار" السورية التي أدهشتنا بجديدها، فمعظم العازفين في الفرقة لهم شهرة موسيقية كبيرة وواسعة، كما أن للموسيقار السوري "كنان العظمة" بصمة واضحة في الفرقة الذي أصبح له جمهور واسع».
"كونشا كافاك، لفيروز، رام الله" مقطوعات موسيقية خلقت جواً من التفاعل الذهني بين الجمهور، ففي ذلك الوادي وعلى مسرح "السنديان" كان ثمة موسيقا فقط، نعم فقط موسيقا تزف نفسها للحضور متذوقي الإبداع والحياة، هنا تقول "ديما أورشو" مغنية في الفرقة: «اليوم سنقدم قطع موسيقية جديدة لم تعزف في أي مكان آخر، سنعزفها في هذا المهرجان الجميل الذي يرتبط بالطبيعة والحضارة، ففكرة المهرجان مذهلة وعظيمة إنه مهرجان تعريفي بالمكان وبالحضارة السورية وتواصلها مع الحضارات الأخرى، وهي فرصة واقعية لمجموعة من المبدعين، إنها المشاركة الأولى لنا في المهرجان وأعتقد أن الحفل سيكون جميلاً لطبيعة وأهمية المكان».
أما الممثلة "أمل عمران" فتقول: «إن جو المنطقة يساعد على استقبال جمال الكلمات والموسيقى، فالمكان يوحي لنا بالكثير من الإبداع والجمال، كما أن التنظيم وخصوصيته يجلب أسماء كبيرة ومهمة من الشعراء والموسيقيين والتشكيليين ويساعد على تكثيف حالة الإبداع هنا، بالإضافة إلى مصداقية أهل المنطقة والمشرفين على المهرجان، "السنديان" له أهمية إبداعية ثقافية مهم، ومن أجل كل ذلك يجب أن يكون هناك دعم من قبل الدولة والجهات المختصة لتطوير المهرجان ثقافياً وفنياً وإبداعياً، فخلال حضورنا لحفلة "الحوار" السورية استطعنا أن نلمح معنى التذوق لدى الجمهور، هذا الجمهور الذي كان موسيقياً بامتياز، في حين كانت موسيقا "الحوار" أشبه بأسطورة خيالية رفرفت بين أشجار السنديان"».
في نهاية الحفل التقينا بالموسيقار "كنان العظمة" الذي أعاد المقطوعة الأخيرة مرة ثانية للجمهور حسب طلبهم، وهنا يقول: «مشروع مساهمتنا بفعاليات المهرجان فكرة سابقة، وبتواجدنا اليوم في "الملاجة" الحب والحياة سنقدم أربعة قطع موسيقية جديدة وهي فرصة مهمة بأن نقدم هذه القطع لأول مرة في "السنديان"، فالمكان يجذب الموسيقي والتشكيلي وحتى الشاعر إلى المزيد من الإبداع وخاصة لأهليته واستقلاليته، كما أن الجمهور يمتاز بخصوصيته الفريدة التي تدفعك إلى حب المكان والفعاليات المرافقة بمزيد من الإبداع، إضافة إلى أن إقامة نشاط بمثل هذه الأهمية في "الملاجة" القرية التي تبعد عن المدينة هي من الحالات الاجتماعية الثقافية النادرة التي يجب أن نشجعها، إنني أحلم أن يكون لنا حفلة أخرى في قرية أخرى لننشر هذه الفكرة من "الملاجة" إلى المناطق الأخرى».
الجدير بالذكر أن فرقة "الحوار" السورية قدمت /9/ مقطوعات موسيقية بقيادة "كنان العظمة" الكلارينيت، "ديما أورشو" غناء، "خالد عمران" غيتار، "عمر المصفي" درامز، إضافة إلى ضيف الفرقة "الألماني "مانفرد لويشتر" على الأوكرديون.