قصائد دينية وأناشيد صوفية غير معروفة الأصل جسدتها مغنية الأوبرا السورية الفنانة "نعمى عمران" بحنجرتها الشرقية على مسرح دار الأوبرا خلال فعاليات مهرجان "ما زالت المرأة تغني".
موقع "eSyria" بتاريخ 3/10/2010 حضر رابع حفلات تظاهرة "ما زالت المرأة تغني" في الأسد للثقافة والفنون التي أحيتها المغنية السورية "نعمى عمران" بمشاركة فرقة "أورنينا" للموسيقا العربية بقيادة الموسيقار "محمد قدري دلال" على مسرح الدار.
محاولة "نعمى عمران" بإنشاد "أوراد" كانت استثنائية بكل معنى الكلمة، فحنجرتها كانت سيدة الموقف، من خلالها طرحت الإبداع بشكله الموسيقي الفني الخاص، فالهوى لم يكن من خلال الكلمة فقط، بل كانت رغبة المغنية بعشق أغانيها وكلماتها، كانت حفلة جميلة شرّفت مسرح الدار وأدهشتنا بحضور المبدعة والمغنية السورية "نعمى عمران"
خلال جولتنا في الأمسية التقينا بالسيد "جلال الأحمدي" من الحضور ليحدثنا عن رأيه بالحفلة، فيقول: «حنجرة "نعمى عمران" تمتاز بقوتها وعمقها الفني المعروف، فخلال هذه الحفلة استطاعت أن تخلق جواً أوبرالياً جميلاً بجلبها لقصائد شعرية مجهولة بجانب غناءها بطريقة فنية أوبرالية مميزة فتلك الموشحات والارتجالات هي من الفنون المميزة التي لا يستطيع كل فنان أن يؤديها، أما هي فقد نجحت بقفزاتها الموسيقية مع الفرقة الموسيقية في أن تغني ذلك المشهد الفني الخاص الذي دوّن بجملة "ما زالت المرأة تغني"».
قدمت "نعمى عمران" المغنية السورية مجموعة من القصائد والأناشيد الصوفية المجهولة المصدر من قبلنا، حيث اختارت قدود وموشحات مختلفة لمؤلفين لا نعرفهم، وبذلك نجحت في تكوين نمط غنائي مميز وخاص بها، عن ذلك تقول السيدة "جانيت جرجي" طالبة موسيقا من الحضور: «لقد تفاجئت كثيراً بالخامة الفنية التي تمتلكها "نعمى عمران"، فاعتمادها على التكنيك الأوبرالي جعل مخارج الكلمات لديها تحمل صفة الإبداع، كما حاولت التحلّق بصوتها بين تلك الكلمات التي اختيرت بدقة وحذر، فهي من المغنيات السوريات المعروفات اللواتي لديهن تجربة مميزة في الغناء الأوبرالي، الحفلة كانت أكثر من فنية بل حملت الكثير من المقاطع الموسيقية الإبداعية».
قلبي يحدثني بأنك متلفي...روحي فداك عرفت أم لم تعرفِ».. قصيدة لابن الفارض تلتها "نعمى" بطريقة فنية خاصة، فالصوفية التي تمتلكها الكلمة حلّقت مع صوتها الأوبرالي ليقدما لنا أغنية أوبرالية أكاديمية، هنا يقول "محمد عبد الكريم" من الحضور: «استخدام "نعمى عمران" للقصائد الصوفية الغير مشهورة من قبلنا فاجئ الحضور، فهي أدهشتنا بجلب تلك القصائد التي كانت تردد في المعابد والقلاع القديمة، أما الموسيقا التي رافقت صوت "نعمى" فشكّلت نمطاً روحياً خاصاً أتصف بالبراعة والإبداع، ومن هنا نرى أنه فعلاً ما زالت المرأة تغني، ولكن هنا غنت "نعمى" لتدهش الإبداع الموسيقي بحنجرتها».
أغاني تراثية وموشحات لمؤلفين كبار حضرت على المسرح بصوت "نعمى" منها "دور القلب مال" لبكري الكردي، وارتجالات على الكمان لـ"محمد معاذ قرقناوي"، موشح "خلا العذار" وقصيدة مرسلة لعمر بن الفارض ومونولوج "الليل جنح الظلام" لبكري الكردي وموشح "سل فينا الحظ" ليوسف ابراهيم، ومقدمة موسيقية على مقام "راست" لمؤلفها "جورج ميشيل" فضلاً عن ارتجالات على القانون لغسان عمري وقصيدة مرسلة للشاعرة الأندلسية "ولادة بنت المستكفي" وموشح "كلّما رمت" لعبد القادر المراغي.
هنا وفي آخر الحفل التقينا من الحضور بالسيدة "رباب العلي" لتحدثنا عن رأيها بالحفلة، قائلة: «محاولة "نعمى عمران" بإنشاد "أوراد" كانت استثنائية بكل معنى الكلمة، فحنجرتها كانت سيدة الموقف، من خلالها طرحت الإبداع بشكله الموسيقي الفني الخاص، فالهوى لم يكن من خلال الكلمة فقط، بل كانت رغبة المغنية بعشق أغانيها وكلماتها، كانت حفلة جميلة شرّفت مسرح الدار وأدهشتنا بحضور المبدعة والمغنية السورية "نعمى عمران"».
من الجدير بالذكر أن الفنانة "نعمى عمران" من مواليد مدينة "حمص" 1970 خريجة معهد الآثار والمتاحف "دمشق" 1992 درست في الكونسرفاتوار الوطني غناء أوبرا وعزف على آلة الهارب وتخرجت عام 1997 لتعود مدرسة غناء الأوبرا في الكونسرفاتوار الوطني حتى العام 1999 ثم أتمت دراسة تخصصية في الغناء الأوبرالي في جامعة "ياناتشيك" مدينة "برنو" جمهورية "التشيك" 2001.