«بدأت الحرب في فلسطين وكنت أريد أن آخذ الأشياء الصغيرة في حقيبتي، كما كنت أريد أن أخذ رائحة الأرض فأخذتها في أنفي». عبارة من بين العبارات التي كتبها أطفال لاجئون في سورية والتي كانت مصدر إلهام للفنانين في لوحاتهم.
موقع "eSyria" زار مكتب "عنبر" في "دمشق" القديمة وحضر فعالية إصدار كتاب بعنوان "رجليّ فوق وأمشي على يدي" وهذا الكتاب هو من تأليف أطفال لاجئون من "فلسطين، الصومال، العراق".
المعرض رائع ومنظم بطريقة جميلة، ومن النادر وجود مثل هذه الفكرة: الجمع بين كتابات لأطفال لاجئين ورسوم لفنانين سوريين
خلال زيارتنا لهذه الفعالية التقينا المدرب والصحفي "بريء خليل" ليحدثنا: «الكتاب من إعدادي وإخراجي، حيث العمل مع هؤلاء الأطفال تجربة ثرية، فكل طفل كتب عن تجربته وسبب خروجه من بلده، وعبّر عن الاحتلال بنظرته، لا يمكن للمرء أن يتوقع إطلاقاً مدى قدراتهم، والحقيقة دائماً تأتي من أفواه الأطفال، فلم يكن لدى الأطفال اللاجئين وقتاً ليسمعوا قصص الأبطال مثل حكايا "الأميرة النائمة، سندباد، علي بابا، جلجامش"، فققصهم الآن "اللون الأحمر، العنف والغربة"، ما كتبوه في الورشة يشبه مدنهم التي لم يعرفوها، والأحرف الناقصة في قصصهم كبيوتهم وشوارعهم، أما رسوماتهم فملأى بدخان التفجيرات، وأحلامهم كطاحونة هواء».
بعد إصدار الكتاب في ورشة عمل "لاجئون على الورق" دعي أكثر من 20 فناناً لرسم بعض من نصوص الأطفال باستخدام فن الرسوم التوضيحية، وشكلت تلك الرسوم عرضاً بالألوان يصور أفكار الأطفال على القماش.
خلال زيارتنا للمعرض التقينا الفنانة "تانيا الكيالي" لتحدثنا عن مشاركتها في المعرض فتقول: «دُعينا من خلال ورشة العمل إلى تجسيد العبارات التي كتبها الأطفال إلى لوحات نعبر فيها عن معاناتهم، مشاعرهم وأفكارهم التي تركوها في بلدهم الأم».
عن فكرة لوحتها تقول "تانيا": «فكرة لوحتي لطفلة اسمها "بيلسان" 12 عاماً، تتحدث فيها عن هجرتها من "فلسطين"، وكيف أنها لم تقدر أن تحمل معها سوى الأشياء الصغيرة ورائحة الأرض في أنفها».
ومن الفنانين المشاركين في المعرض التقينا الفنان "كريم قبراوي" ليحدثنا قائلاً: «الفنان دائما يتوجه إلى الأطفال لكن في هذه الفعالية الفريدة من نوعها تجد أن الأطفال هم الذين حملوا عباراتهم إلى الفنانين لتحويلها إلى لوحات، المشروع أضفى على الفنان روحاً جديدة ليعبر عن آراء الأطفال».
أما عن فكرة لوحته فيقول "كريم": «الفكرة هي عبارة لطفل عراقي عبر فيها عن لعبه مع أصدقائه أثناء الحرب "اللون الأصفر والأزرق يلعبان الغميضة فجاء اللون الأحمر فخربت اللعبة" حاولت فهم نفسية الأطفال، لكي أستطيع أن أعبر عن أفكارهم بشكل واضح».
المعرض حضره عدد كبير من السوريين واللاجئين العراقيين، والفلسطينين، والصوماليين، ومن بين الحضور التقينا السيدة "ربا قويص" فتقول: «المعرض رائع ومنظم بطريقة جميلة، ومن النادر وجود مثل هذه الفكرة: الجمع بين كتابات لأطفال لاجئين ورسوم لفنانين سوريين».
والتقينا السيد "سعيد العريان" ليحدثنا: «اللوحات تعكس شعور الأطفال اللاجئين، وهي عبارة عن ترجمة لأشياء إيجابية وسلبية تحتويها ذاكرتهم، بالإضافة عما يطمحون في المستقبل».
من الجدير ذكره أن الكتاب والمعرض نتيجة لورشة عمل خلاقة شارك فيها أطفال لاجئون تتراوح أعمارهم بين 8-14عاماً، ومكنتهم هذه الورشة من التعبير عن أفكارهم وهمومهم على الورق، بالإضافة إلى أن عنوان الكتاب مأخوذ من نص لـ"يوسف ليث" الصبي العراقي ذي الأعوام السبعة "رجليّ فوق وأمشي على يدي إلى استراليا".