وجوه مختلفة ومتعددة تجسد الأيقونة بحالتها الحسية واللونية حضرت في معرض التشكيلي السوري "فارس قره بيت" في صالة "تجليات"، هذا المعرض الذي ارتبط بألوانه وشخوصه بالأرض والتراب والانتماء إليهما.
موقع "eSyria" بتاريخ 10/10/2010 حضر افتتاح معرض التشكيلي "فارس قره بيت"، والتقى عدداً من الحضور حول رأيهم اتجاه لوحة "فارس" الجديدة، هنا يحدثنا
الدكتور "فارس" من المتابعين للحركة التشكيلية ولديه مخزون كبير، وهنا نرى أنه استطاع أن ينقل هذا المخزون إلى لوحاته التشكيلية بطريقة تقنية وفكرية محترفة، كتكنيك لا شك ان لديه مهارة تقنية عالية ووجهة نظر فكرية عالية في أعماله
الدكتور "فايز حمصي" مدرس في كلية الفنون الجميلة بدمشق: «الانطباع أثّر فيّ بشكل كبير، فالفكرة أن نفس الوجه يتكرر في كل اللوحات، وهذا يدل على أن الفن ليس جامداً بل متحركاً ومتطوراً، فاللوحات تعطيك انطباعاً أنها تشع بالنور من خلال اللعب بأسلوب استخدام اللون، الألوان تمتلك "هارموني" فنياً مستخدماً بطريقة احترافية، فالبني والأسود والأحمر استخدمت من قبل الفنان بشكل فني إبداعي لكل منها وظيفته الخاصة في اللوحة».
الدكتور "يعرب بدر" وزير النقل: «ابالنسبة لي المعرض مفاجأة كبيرة؛ لأن الفنان معروف بالنسبة لي كرسام كريكاتور، فهذا المعرض نقلة نوعية مختلفة كلّياً عن الأعمال المعتادة له، لكنها تدل على عمق موجود لدى الفنان يبحث عن فرصة ليظهر، هذا العمق الذي فيه نظرة عميقة جداً باتجاه ليس الدين كتطبيق، بل بما ورائيات الدين، فواضح جداً في اللوحات تأثير الكفن المشهور الذي روي أنه اكتشف في "إيطاليا" وأنه الكفن الذي كفن به "المسيح"، ويبقى هناك آثار الوجه واضحاً في مكان الرأس على الكفن، فعندما اتطلع على لوحات "فارس" إجمالاً أرى أن هذا الوجه الموجود على هذا الكفن موجود في كل اللوحات تقريباً».
يتابع السيد الوزير حديثه عن أهمية الفن والمعارض المقامة في صالات "دمشق": «أنا متعود كلما وجدت وقتاً قصيراً أمرّ على صالة "التجليات" لأرى الأعمال المعروضة، وأشجع المقيمين على صالة "تجليات" بإقامة المزيد من المعارض التي تقام هنا، فوجود الصالات في هذه الفترة دليل أنه في سورية اهتمام بوجود الصالات الفنية المتخصصة التي تواكب الحركة الفنية الأصيلة التي تشهدها سورية، فهذه الحركة تستمد جذورها من تاريخ سورية المغرق في القدم ومن عمق وتمازج الثقافات فيها، فأهمية وجود إنتاج فني على درجة عالية من التنوع يرقى لمستوى الجمهور السوري الذواق للفنون، وهذا يدل على درجة الرقي التي وصل إليها الإنسان السوري بتذوقه للفنون بأشكاله المختلفة».
"عمار حسن": «الفكرة أن هذه اللوحة عبارة عن أيقونة، وهذه الأيقونة كانت موجودة في منزل جدته، وكانت ألوان الأيقونة غائبة، فهو استطاع أن يعرض هذه الأيقونة بطريقة فنية احترافية خاصة، ففكرة المعرض مبنية على فكرة إنسانية بعيدة عن الدين، وهو دلالة على وجود الأيقونة في حضارتنا بطريقة فنية، كما أن الألوان قريبة من ألوان التراب في المنطقة، وهذا يدل على أننا والمسيح أبناء المنطقة، وانتماؤنا لهذا المفهوم التراثي والفكري».
خلال لقائنا القصير بالتشكيلي "فارس قره بيت" تحدث عن المعرض وفكرة انتقاله هذه المرة إلى التصوير، قائلاً: «تنقلت بين الكاريكاتور ورسم الأطفال وفنون كثيرة، وبقي المشروع المؤجل بالنسبة لي اللوحة، فقد آن الأوان أن أقدم مقدرتي الفنية بهذا المجال، فكان قراراً لا بد فيه أن أقدم لوحة تشكيلية، أنا قدمت هذا البورتريه الذي له أصل الأيقونة، فقدمت طرحاً آخر للأيقونة من وجهة نظري، استخدمت الألوان بطريقة خاصة في اللوحة مجسدة على الأيقونة التي فيها ألوان أخرى».
الدكتور "أحمد يازجي" كان من بين الحضور وخلال لقائنا به قال: «الدكتور "فارس" من المتابعين للحركة التشكيلية ولديه مخزون كبير، وهنا نرى أنه استطاع أن ينقل هذا المخزون إلى لوحاته التشكيلية بطريقة تقنية وفكرية محترفة، كتكنيك لا شك ان لديه مهارة تقنية عالية ووجهة نظر فكرية عالية في أعماله».
بصفة "فارس" صديق لصالة "تجليات" قدمت الصالة كتابه المخصص للمعرض بمقدمة تقول: «نعرف "فارس" أستاذاً جامعياً، ورساماً كاريكاتورياً متميزاً يرصد الحدث السياسي، لكنه اليوم يقدم من وحي أيقونة العائلة لوحته، تلك الأيقونة التي غابت عنها الألوان بفعل الزمن، لكنها بقيت مع ذلك تتوهج في خيال "فارس"، فقد أدرك أن انطفاء اللون لا يعني غيابه، وغياب المسيح المادي، يعني حضوره المعنوي في أرواحنا، لذا كان وجه المسيح ضوء اللوحة، أوليس المسيح ابن الإنسان؟، هذه المعرفة محبة، وهذا الحب استقر طويلاً كحلم في خيال "فارس"، واليوم يستجيب لنداء الحلم هذا، فالمحبة لا بد أن تجد طريقها حتى في العتمة، كما هالة الأيقونة التي لا تنطفئ أبداً، "فارس قره بيت" يقدم معرضه في صالة "تحليات" ليشاركنا الحلم، وبمحبة يلفت انتباهنا إلى أننا والمسيح ننتمي إلى ذات المكان السوري أيضاً، فالمحبة والضوء كانت هنا، وتستمر هنا».
أما التشكيلي "نزار صابور" فيقول عن معرض التشكيلي "فارس قره بيت" مفسراً لوحاته: «يمثل الوجه العنصر الاساسي للوحات المعرض، ويعتمد في تنفيذه على نظام انفعالي بسيط، بعيداً عن النظم الأكاديمية المختلفة، فإما أن يحضر خطوطه الأساسية بمادة نافرة على أساس القماش، أو ينفذه مباشرة بألوان الأكريليك، وبعد طبقات عديدة من الألوان يحافظ من خلالها على بعض اللمسات الأولى يتضح الموقف».