افتتح فنان الكاريكاتير السوري العالمي "علي فرزات" صالة للفن الساخر في تجربة هي الأولى من نوعها في سورية، وفي هذه الصالة تباع أشياء تطبيقية كالإكسسوارات وأوجه الطاولات وفناجين القهوة والشاي..إلخ، والمنفذة بطريقة فنية منطلقة من بعض أعمال الفنان "علي فرزات" أو من خلال رؤيته للأشياء القابلة للاستخدام المباشر...
وفق رؤية بصرية محرضة للفكر لكن بطريقة فنية تساهم في إغناء الوعي البصري والفكري عند الإنسان، وكانت باكورة أعمال هذه الصالة معرضاً لأعمال الفنان "علي فرزات" الكاريكاتورية إضافة إلى الأعمال التطبيقية الأخرى.
للناس كما ترون جميعاً، الصالة مفتوحة أمام الجميع، الآن أي موضوع، أي إنسان، لديه بداخله موهبة ولديه فكرة وعنده موضوع يريد طرحه، فالصالة ستكون له تماماً، أنا لست مالكاً للصالة بقدر ما أنا شريك للناس بها
موقع eSyria حضر الافتتاح في 10/10/2010 وسجل الانطبعات التالية، "بوظو بوظو" فنان تشكيلي تحدث عن انطباعه عن المعرض وافتتاح الصالة بالقول: «الفكرة جميلة جداً وجديدة كصالة فن، فنحن معتادون على صالات الفن التشكيلي التقليدية التي تعرض الفن الزيتي أو الغرافيك، أما الكاريكاتور فهي فكرة جديدة، أعجبني الديكور وبعض الإكسسوارات الأخرى في الصالة، هذا الفن للجميع أي أحد يقتنيه ويحتفظ به في بيته وغير مكلف، هذا المعرض ألغى النخبوية في الفن التشكيلي وأصبح للجميع وهذه جمالية الفكرة وأنا سعيد جداً بها».
تحدثت الفنانة "ريم عبد العزيز" التي كانت من بين الحضور في الصالة: «إننا سعيدون بوجودنا في معرض كبير لفنان كبير مثل "علي فرزات" الذي يتحفنا دائماً بأعمال مهمة وجميلة، وكفنانين يجب أن نكون حاضرين بجانب فنان كبير مثله ونأخذ القليل من وجهه وإشراقته وتألقه، أسعدني وجود لوحات معبّرة تلامسني كإنسان وكفنان، أسعدني وجود الناس من كل الفئات والشرائح الاجتماعية من فنانين ووزراء ومسؤولين إعلاميين بالإضافة للناس العاديين، هذا تطور وارتقاء بمستوى الفن في بلدنا، لأن الإنسان العادي أصبح يهتم ويحس بهذه الأشياء وينسجم معها ولأنها تلامسه بشكل مباشر، فأنا سعيدة جداً بهذا اليوم المملوء بالصخب الجميل».
السيد وزير الثقافة "رياض عصمت" يشارك في افتتاح المعرض والصالة وهو أول افتتاح معرض له منذ توليه مهامه كوزير للثقافة يقول: «هذا العمل وسيلة من وسائل التعبير، لكن بصيغة شعبية تصل إلى الناس، لأن هذا النوع من الفن "الكاريكاتير" ينشر في الصحافة فيصل إلى الناس بسهولة كبيرة، حيث يتابع بشكل يومي الحدث السياسي، الاجتماعي والاقتصادي ويعلق عليه ببلاغة واقتصاد دون كلمات أو ببضع كلمات، أحياناً كما يفعل "علي فزرات" باستخدامه للشكل والظل الذي يختلف عن الشكل والتناقض بينهما، فدائماً هناك فكرة ساخرة ولاذعة تثير ابتسامة وتثير فكرة، وتعبر عن ضمير الشعب، لهذا فن علي فرزات استطاع أن يخترق سورية إلى الوطن العربي والعالم، حيث نال عدة جوائز دولية».
وتابع سيادته حديثه عن أهمية أن نرى صالة للفن الساخر في سورية: «هذا يدل على حالة من وعي الذات ومن الثقة بالنفس، ومن الفرح والمرح، وأي شيء يمكن له أن يناقش، فهناك حالة من الجدل والتفكير الحر في سورية، أتمنى ألا تكون طفرة، أنا لا أحب هذه الكلمة وتجنبتها عن قصد، هي فعلاً ثورة في الفن التشكيلي وأنا آمل استمرارها خطورة وراء خطوة هذه الخطوة، مبتكرة وجديدة هذا هو الجميل فيها».
وعن الإضافة التي يقدمها هذا المعرض على مستوى الفن التشكيلي يقول السيد الوزير: «هذا الفن استطاع "علي فرزات" أن يوظفه من خلال فن تطبيقي حيث يستخدمه الناس في حياتهم اليومية المعيشية، من أكواب القهوة إلى أقراط أذن إلى أغطية الطاولات والأسرة إلى الستائر، ومختلف الأشياء، العمل الفني لم يعد فقط نسخة واحدة يراها الإنسان في معرض مثلاً، أو ربما منشورة في كتاب ينسها بعد حين، هذه اللوحة تصبح جزءاً من البيت، كأنها أحد أفراد الأسرة فهذا هو الجميل في الأمر، وهذه هدايا ظريفة يتبادلها الناس، فيها طرفة، ابتسامة، فيها فن وذوق».
"علي فرزات" تحدث عن هذه النقلة بالقول: «هذا مشروع فكري وفني بنفس الوقت، الفن بالنسبة لي هو مشروع ثقافي وفكري وفني وجماهيري، يجب ألا أرسم لوحة وأضعها في درج وأقول عن نفسي إني فنان، الفن للناس، وجدت أن الصالة تؤمن لي الاتصال والتواصل مع الناس، وتخلق حواراً يشبه المسرح الممثل يقف على الخشبة ويتجاوب مع الجمهور مباشرة، أو مثل المطرب في حالة "سلطنة" يتجاوب معه الجمهور فيجود أكثر، الصالة تمنحني هذه الفرصة للتواصل الحميمي (كما كان ملاحظ في الصالة)، غير أني أعرض في الصالة أعمالي، هناك في ذهني هدف وهو أنني طبعت أغلب الرسوم الحائزة على جوائز في العالم على أشياء يستخدمها أو يحتاجها الإنسان في بيته، في الطريق، في المكتب، قمت بطباعة أغلب الأعمال على فناجين الشاي والقهوة الكبيرة، على مفارش طاولات، ستائر، مساند، والهدف أنني عندما أود تحويل بيتي إلى أشياء تحمل أفكاراً ومضامين وليس فقط للتزيين، سيخلق هذا حواراً بينها وبين المتلقي، وعندما يدخل زائر ويرى هذه الأعمال يبدأ بفتح حديث جديد غير الأحاديث المعروفة بين الناس (أحاديث عن الأكل والزواج)، وهنا الانتقال إلى الحوار فكري وذو مضمون، هذا هو الهدف الأساسي خلق ثقافة جديدة من الحوار بين الناس يستفزها المعرض وتستفزها اللوحات، اليوم نحن في عصر تواصل مع العالم والناس، فإذا لم يتعود الذهن على التحليل يبقى في إطار التلقي، كأي وعاء "طنجرة" يوضع فيها ماء أو مازوت اليوم أو كاز غداً وأي شيء آخر، أنا أحب الإنسان المنتج للفكر، اللوحات عندي تحفز العقل، وتجعل من الإنسان محللاً، فالتحليل لا يقتصر فقط على اللوحات، التحليل بدأ يفتش عن حلول لأمور وقضايا كثيرة من العالم».
ولدى سؤاله لمن سيعرض "علي فرزات"، أتى جوابه: «للناس كما ترون جميعاً، الصالة مفتوحة أمام الجميع، الآن أي موضوع، أي إنسان، لديه بداخله موهبة ولديه فكرة وعنده موضوع يريد طرحه، فالصالة ستكون له تماماً، أنا لست مالكاً للصالة بقدر ما أنا شريك للناس بها».
من الجدير بالذكر أنه حضر الافتتاح السيد وزير الثقافة "رياض عصمت" وعدد من أعلام الفكر والثقافة والسياسة والفن والإعلام إضافة إلى جمهور كبير من المشاهدين والزوار.