«علاقتي مع الفن علاقة روحانية تنبع من الداخل، فلا يستطيع أي فنان أن يمسك بريشته ما لم يكن هناك تبادل للمشاعر والأحاسيس بينه وبين الفكرة الفنية التي يود أن يطرحها». هذا ما يقوله الفنان "ابراهيم علي" عن معرضه.
موقع eSyria بتاريخ 29/10/2010 زار الفنان "ابراهيم علي" في معرضه الفني الذي أقيم مؤخراً في صالة المركز الثقافي بـ"أبو رمانة" وتحدث معه عن أعماله الفنية والتكنيك الذي يستخدمه في طرحه للموضوعات، فيقول: «أقدم أعمالي وأسعى من خلالها إلى البحث في جماليات المكان والحب اللامتناهي في فضاء الحركة الإبداعية لأتابع الإبداع والقيم لتوصيل أفكار وأهداف وأصالة بلدي وديمومتها الحضارية بمعزوفة عربية في أبعادها واستنهاض طاقة خلاقة للمتلقي ونشر شفافية الحس الإنساني، كما أزرع فيه إمكانية الجمال وجمالية الذوق، الأعمال المعروضة هي محاولة انتقاء وتحوير للمادة المستمدة من البيئة والواقع وإعادة تركيب بنائها على مجموعة أفكار وانطباعات وقيم خيالة وحسية تثير الانفعال الجمالي بومضات تعبر عن الذات والبيئة والواقع من خلال مشهد بصري يقوم على حوارية التعبير شكلاً ومضموناً وضمن إيقاع يبعث البهجة والمتعة للمتلقي، وأناشد الأعماق الإنسانية والوجدانية من خلال الطبيعة الخلابة، كما أشكل علاقة لونية في فضاءاتها الحارة والباردة عن قيّمها الفنية والتعبيرية والفلسفية وندخل في حوارية "الأنا" لاستكشاف أعماق مضمونها ولأجعل منها طيفاً من المفاهيم».
بالنسبة للألوان التي أطرحها هي عبارة عن مزيج من ألوان الطبيعة وألوان الداخل الإنساني، فكل لون له ميزته الخاص وله وقعه على النفس الإنسانية، فكل إنسان بطبيعته ينجذب نحو ألوان يشعر بأنها تريحه وتمتعه أو يكون له لونه الخاص المفضل، وأنا حاولت أن أجد القاسم المشترك للألوان التي يرغبها كل الناس ويفضلونها وتمتعهم
يتابع حديثه متطرقاً إلى التقنية وعملية التجديد التي يستخدمها: «إن طرحي لموضوعات مختلفة بتقنية مبتكرة تستجيب بشكل أفضل للتعبير والخيال، فأنا أبحث عن حداثة الطرح وإلباس العمل بحلة جديدة ومنطق داخلي لأجعل من اللوحة مثيرة للإحساس ولغزاً ومسرحاً للإيهام بإيقاع موزون بالتكوين والمنظور وروحانية المشهد البصري لتكون فسحة ملأى بالتأمل، كما أن للتقنية عالمها الخاص ولها أسرارها ومن جهة ثانية هناك علاقة ديالكتيكية ونوع من التصعيد بين التقنية وعملية التجديد والتعبير كل واحدة تدفع بالأخرى إلى الأمام، وهكذا فالحلم والخيال يعيشان في وسط تقني واحد وما الأسلوب إلا شكل الفكر والخيال عند الفنان يتحول إلى طريق وخصوصية، وعلاقتي مع الفن علاقة روحانية تنبع من الداخل فلا يستطيع أي فنان أن يمسك بريشته ما لم يكن هناك تبادل للمشاعر والأحاسيس بينه وبين الفكرة الفنية التي يود أن يطرحها، ففكرة أي لوحة تولد بالمصادفة ويبدأ الفنان بتطويرها، كما أن الأفكار موجودة على قارعة الطريق تنتظر من يلتقطها ويحتضنها وينميها حتى تكبر».
وعن سؤالنا له للمعالجات اللونية التي يستخدمها في طرحه لفكرة كل لوحة، يقول: «بالنسبة للألوان التي أطرحها هي عبارة عن مزيج من ألوان الطبيعة وألوان الداخل الإنساني، فكل لون له ميزته الخاص وله وقعه على النفس الإنسانية، فكل إنسان بطبيعته ينجذب نحو ألوان يشعر بأنها تريحه وتمتعه أو يكون له لونه الخاص المفضل، وأنا حاولت أن أجد القاسم المشترك للألوان التي يرغبها كل الناس ويفضلونها وتمتعهم».
وعن رأي أحد المتابعين للمعرض الفني حدثتنا السيدة "ليندا الصالح" عن قراءتها لمضمون اللوحات وألوانها بقولها: «اللوحات كانت جذابة للنظر لأنها تتحدث عن رونق وجمال الطبيعة التي تلفت أنظار كل إنسان، أعجبتني أيضاً ألوان اللوحات الزاهية والمعبّرة عن الفرح والحياة فالإنسان يبحث دائماً عن فسحة تفاؤل في الحياة حتى لو كانت من خلال لوحة كمثل هذه اللوحات والألوان الملأى بالحيوية، لم تتحدث اللوحات عن شيء جديد لكنها تعبر عن روح مستمرة حتى نهاية الحياة ألا وهي الطبيعة التي يلقي الإنسان بين أحضانها همومه ومتاعبه وتمده بالنشاط والحيوية والتفاؤل أكثر شيء جذبني إلى اللوحات الهدوء في ألوانها وتمازجها لأنها تبعث الارتياح والطمأنينة في النفس وفي النظر، وأحب أن أعلق مثل هذه اللوحات على جدران منزلي فهي تسر النظر وتريح النفس وهذا ما توحيه الطبيعة دائماً».
الصحفي "أحمد خليل" مدير تحرير مجلة "الاتصالات" عبّر عن إعجابه بالمعرض بقوله: «نعم أعجبني المعرض فهل هناك إنسان لا تعجبه الطبيعة ولا تجذبه الألوان الزاهية والدافئة؟ المعرض جميل ولوحاته جميلة لأنه ينقل لنا أجمل ما في الكون وهو الطبيعة بألوانها البراقة والمتمازجة، كل لوحة تحكي عن مشهد رائع من الطبيعة ومضمونها، فلوحة ربيع مزهر وزاه، ولوحة خريف دافئ، وهذه اللوحات تترك في نفس المشاهد الارتياح والسرور وكأنه قام بنزهة بين أحضان الطبيعة».