بين الغربة والوطن يواصل غاليري "رفيا" استضافته لفنانين سوريين مغتربين ينقلون حسهم الفني باللون والتكوين إلى بلدهم الأم، حيث افتتح الفنان السوري المغترب "ابراهيم جلل" معرضه في "رفيا" وسط لوحات حملت تأثيرات لونية واضحة بالريف السوري.
موقع "eSyria" بتاريخ 1/11/2010 حضر افتتاح معرض الفنان السوري المغترب "ابراهيم جلل" مغترب في "فرنسا"، المعرض الذي حمل بين طياته الكثير من القصص الريفية والكلمات المبهمة التي عنونت باللون مطلقة جواز دخولها إلى الوطن.
الفنان "ابراهيم" يمتلك في لوحاته ألوان نقية وواضحة، وفيها رموز وإشارات ودلالات لونية معينة، فالمتلقي مثلما رأيت يُجْذَب للوحة فور مشاهدته لها
هناك ومن الحضور التقينا الفنان "ممدوح قشلان" ليحدثنا عن رأيه بالمعرض قائلاً: «المعرض مثل لحنٍ موسيقي نستمتع به ولا نعرف ما نوع هذه الموسيقا الشيّقة، وهذا هو وصف معرض "ابراهيم"، فاللوحة لا نحس بها من خلال العناصر وإنما فيها راحة نفسية أكثر وهو لب الموضوع الفني، فالفنان "ابراهيم" لديه قدرة على انسجام الألوان بعضها مع بعض، كما أنه عَرف كيف يستغل المساحات البيضاء بطريقة احترافية خاصة، فقد استغل المساحات من خلال الألوان المتنوعة والتي تدرّجت خلال تنقلها على تلك المساحة البيضاء، وهذا انعكاس للحالة الشخصية لدى الفنان».
أما الفنان "ابراهيم جلل" فيحدثنا قليلاً عن لوحته واغترابها عن الوطن، فيقول: «من خلال معرضي الحالي حاولت اللعب على عملية اللون، وذلك من خلال تأثيري بالفنانين العالميين، ففي 1973 ذهبت إلى "باريس" في زيارة لمدة أيام، وطالت الأيام، وفي عام 1974 تم قبولي في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة، وبدأت أعمل في مشغل الفنان الأستاذ "سانجييه"، وهو علم من أعلام الفن التجريدي العالمي، وهو ممثل كبير للمدرسة الباريسية الفنية 1925 ومن أعلام هذه المدرسة "بازين، مانسييه، ايستيف" وغيرهم، تعلمت من أستاذي ومن زياراتي للمعارض والمتاحف، وللمشاغل الأخرى في مدرسة الفنون واحتكاكي بالفنانين، ومن أسفاري لعواصم الفن في العالم».
يتابع: «كان خير معلم هو العمل الدؤوب والقرب منه دائماً واستمرارية تأملي له، هكذا قد تنفتح لك أبواب عالم التصوير وأسراره في اللون والمادة، عندها فقط كل ما تعمله يحمل بصمتك ونفسك، يحمل خواصك كما تحمل ثمرة التين طعمها، وتحمل زهرة الياسمين لونها ورائحتها، تأثرت كثيراً بألوان البيئة السورية التي عاشرتها، وهنا الفن مثل امرأة جميلة تتحدث بألوانها، هي التي تجلب لك السعادة».
الفنان التشكيلي "علي الكفري" يحدثنا عن رأيه بالأعمال قائلاً: «"ابراهيم" أخذ خبرته من المحلية والعالمية، فدمج الخبرتين وصنع بهما هذه اللوحات، في لوحاته هارموني وتوافق وهي سهلة الوصول والتفاهم، كما أن هناك علاقات لونية مشتركة من خلال الصيغ المتصلة في لوحاته».
أما السيدة "سعاد منيف" تعبّر عن إعجابها بنقاء الألوان، فتقول: «الفنان "ابراهيم" يمتلك في لوحاته ألوان نقية وواضحة، وفيها رموز وإشارات ودلالات لونية معينة، فالمتلقي مثلما رأيت يُجْذَب للوحة فور مشاهدته لها».
الأستاذ "إلياس زيّات" يتحدث عن "ابراهيم جلل" وخبرته العالمية التي تأثر بها فيقول: «في "باريس" تتبلور تجربة "ابراهيم" الفنية، فيرسم المقاهي وروادها هناك وتأسره حركة مستقلي عربات المترو وتوضعهم فيها متكدسين يأخذهم الإنهاك إلى انكفاء كل منهم على ذاته متفكراً، وإلى ذلك لا يتوانى فناننا عن رسم الوجوه والهيئات بواقعية حيناً وبشاعرية حيناً آخر، ففي ذلك يستمر "ابراهيم" حتى الثمانينيات وحتى يسكن عوّامة في نهر "السين" كمأوى ومرسم، لم تفارق المؤثرات التي كسبها "ابراهيم" في طفولته وصباه في الشمال السوري المتحلق حول "معرة النعمان" علقه ونواياه الفنية في رحلته الباريسية، فكأن مجرى نهر "السين" وما فيه من انعكاسات للضوء والظلال قد رفدت توقه الممنهج إلى ريادة المنحى التجريدي في لوحته، حينها جاءت خزينته الروحية كمعين بصري طبيعي لتفتحه المقبل».
الجدير بالذكر أن الفنان "ابراهيم جلل" خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1973 أتم تحصيله في المدرسة الوطنية العليا للفنون في "باريس"، وأقام العديد من المعارض الفردية والجماعية في سورية ودول كثيرة في العالم، كما أنه يستمر معرضه المقيم حالياً في غاليري "رفيا" لغاية 24 تشرين الثاني 2010، 26 بوليفار، دمشق، فندق "فورسيزنز".