شكل المسرح بدعوته السياسية ومنذ عهد الإغريق القدماء اهتماماً كبيراً بالحقوق المقدسة للإنسان الإغريقي، ورغم أن الدراما الإغريقية قد تشكلت من أساطير وملاحم أحاطت بحياة الإنسان الإغريقي وكيانه، إلا أنها ناقشت بعمق فكري وفلسفي مسيرة الأفراد من حيث أنهم بشر يؤثرون ويتأثرون، فقد حملت لنا مأساة "انتيجونا" لـ"سوفو كلس" مسألة غاية في الأهمية، حيث بينت الفرق بين من يقتل دفاعاً عن وطنه، وبين من يقتل وهو يحارب وطنه بوصفه يعد فرداً في مجتمع له أصول وقواعد وأسلوب في السياسة، كل هذا كان محط اهتمام نقاش المحاضرين ندوة ثقافية ألقيت في ثقافي "اليرموك".
موقع "eSyria" بتاريخ 10/11/ 2010 التقى بالدكتور "تامر العربيد" مخرج مسرحي ومدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية بندوة في المركز الثقافي في "مخيم اليرموك" بعنوان "المسرح وقضايا الأمة" ورصد لكم المحاضرة التي تحدثت عن محاور عدة في مجال المسرح وقضاياه الإشكالية حيث قال الدكتور"تامر العربيد": «إن للمسرح رسالة ورسالته بإختصار تنوير الطريق للإنسان والتمهيد ا لإحداث تغير للأفضل في حياته ونقل صوته وهمومه وقضاياه عبر المسرح, أن مقارنة المسرح أو ظروفه وإشكاليته في الوقت الحالي يمكن أن يكون هذا الموضوع طويل وشائك وبالتالي يكون من الإجحاف المقارنة أحيانا ً, كثيرة هي الظروف والإمكانيات و الإشكاليات التي تحكم العمل المسرحي حتى مقارنته بما يقدم أو ينتج في التلفزيون , إنما دعونا نذهب باتجاه موضوع أعتقد أنه يستحق أن يكون عنوانا ً لندوتنا وذو المساحة الأوسع ,المسرح ودوره في قضايانا الحياتية واليومية ووصولا ً إلى القضايا الكبيرة التي تهمنا كمواطنين وكمجتمع وشعوب».
إن للمسرح رسالة ورسالته بإختصار تنوير الطريق للإنسان والتمهيد ا لإحداث تغير للأفضل في حياته ونقل صوته وهمومه وقضاياه عبر المسرح, أن مقارنة المسرح أو ظروفه وإشكاليته في الوقت الحالي يمكن أن يكون هذا الموضوع طويل وشائك وبالتالي يكون من الإجحاف المقارنة أحيانا ً, كثيرة هي الظروف والإمكانيات و الإشكاليات التي تحكم العمل المسرحي حتى مقارنته بما يقدم أو ينتج في التلفزيون , إنما دعونا نذهب باتجاه موضوع أعتقد أنه يستحق أن يكون عنوانا ً لندوتنا وذو المساحة الأوسع ,المسرح ودوره في قضايانا الحياتية واليومية ووصولا ً إلى القضايا الكبيرة التي تهمنا كمواطنين وكمجتمع وشعوب
المسرح كان دائماً ابن الظروف وابن الفترة الزمنية التي يوجد فيها, لا يمكن القول أنه كان مجرد حالة ترفيهية أو تزينيه , لذلك الحكم على تقلباته واختلافاته مرتبطة كثيرا ً بالظروف التي يوجد فيها, بالمعنى الفكري المسرح كان ابن الفترة الزمنية أي أنه يعكس الواقع الذي يعيشه المواطن , بمعنى أخر المسرح لا يستطيع أن يكون منفصلاً عن قضايا الناس ومشاكلهم إن كانت مشاكل حياتية أو يومية التي أراها إنسانية والتي يعيشها أغلب المجتمعات أو عندما ينتقي المسرح مشاكل مرتبطة بمجتمع محدد أو بلد محدد مثل القضايا أو المشاكل التي يعيشها مواطننا وهذه القضايا والمشاكل قد لا يعيشها مواطن أخر في بلد أخر, والنقطة الأوسع التي أريد أن أتكلم من خلالها عندما نقول المسرح وقضايا الأمة هذه القضايا كبيرة ونحن متفقون عليها لكن هناك قضايا أمة تخص المواطن بحياته ويومياته أيضا ً وهذه ليست فقد عناوين بحيث يشعر المواطن أن المسرح قريب من حياته جدا ً وهنا يظهر دور المسرح في طرحه هذا وقبل أن أتحدث عن الحرية بعناوينها الكبيرة دعونا نتحدث عن هذا الإنسان الذي أتواصل معه يومياًً».
ولكي نجعل الإنسان يتقبل ما يعرض على خشبة المسرح قال: «يجب على المسرح أن يطرح قضايا ومشاكل الإنسان اليومية والحياتية حتى يتقبله , بعد ذلك أطرح له قضايا المجتمع الكبيرة لأن الإنسان تهمه بالدرجة الأولى قضاياه وإيجاد الحلول له, والمسرح لعب دورا ً مهما ً في تاريخ وحياة الشعوب وأعتقد في بلدنا أو بالعالم العربي عندما نقول أن المسرح بعيد عن الإنسان فنحن نظلمه لأن المسرح لم يكن لسانه طويل ومن المفترض أن يكون كذلك أي بمعنى المسرح فن اللسان الحر وبالتالي يقال عنه ذو اللسان الطويل, وأنت بمجرد أن تقطع تذكرة وتدخل إلى قاعة المسرح تشعر بالارتياح وفي عالم ذو خصوصية وقادر أن تتكلم بما تشعر به وتسمع عما يقال من على خشبة المسرح والممثل كذلك قادر أن يتكلم بحرية أكثر لأنه في النهاية هو إنسان يشعر بما يشعر به المتلقي , والمسرح هو جانب من المشهد الثقافي والفكري , والمسرح السوري تكلم عن قضايا المواطن وقضايا الأمة والمسرح الفلسطيني أيضا ً والعربي الذي نتابعه من خلال المهرجانات حيث تناول هذه القضايا منها( الشهادة –الاستعمار- الاحتلال – حق الأرض- الحرية- المقاومة.... الخ) بالتأكيد ليس بالمستوى الذي نريده علما ً أن العمل المسرحي ليس مرتبط بالمخرج أو الممثل أو الكاتب بل بآلية إنتاج أحيانا ًتكون هي العائق أمام تشكيل مشهد مسرحي أو ثقافي أو حالة مسرحية تستطيع أن تأخذ على عاتقها قضية كبيرة أو مجموعة قضايا الناس وتستطيع أن توصلها, ومن خلال عملي بالمسرح أقول هذا الفن متعب والذي يعمل فيه لا يشعر بالارتياح , المسرح فن يستطيع أن يكون حاضر وفاعل ومؤثر في حياتنا بشكل عام سياسيا ً اجتماعيا ً اقتصاديا ً فهو فن له خصوصية حقيقية يحق له أن يأخذ هذه المساحة».
الفنان "عبد الرحمن أبو القاسم" بدأ حديثه عن المسرح ودوره في حياة الأمة حيث قال: «ابدأ بمقولة لنابليون بونبرت حيث قال أعطني مسرحاً أعطيك شعبا ً بمعنى وجود المسرح كم له من الأهمية في حياة المجتمع والوطن والأمة وألاّ لما كان لقائد عظيم مثل "نابليون بونبرت" قال هكذا مقولة, أن قضايا الأمة كبيرة وكثيرة وشائكة جداً وأن يتناولها المسرح لمعالجة أو محاكاة هذه القضايا التي تهم الجميع هو شيء طرب من المستحيل لأنك لا تستطيع أن تقول كل شيء في لحظة واحدة أنت تستطيع أن تحاكي أو تلامس بعض الأشياء, المسرح مكاناً يجتمع فيه أناس فيه مقدم ومتلقي هذا المقدم أمامه وظيفة حياتية أو اجتماعية أو وطنية أو أي وظيفة أخرة ووظيفة المتلقي أن يتلقى هذا الخطاب ويتواصل ويتفاعل معه والمتلقي هو جزء لا يتجزأ من العرض المسرحي ككل
الآن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا غير المسرح في العالم؟ أنا لم أشاهد عبر تاريخي المتواضع أن الجمهور خرج في يوم من الأيام من صالة مسرح ما ليقوم بمظاهرة في الشارع العام على سبيل المثال لكنني قرأت بزمن "برخت" كان هناك من قام بتظاهرة بعد خروجه من عرض مسرحي, إذاً نحن ينقصنا الحرية حول كل القضايا المصيرية التي نعيشها».
عن مكانة المسرح في المجتمع قال: «كثيراً من الناس يقولون إن المسرح يلفظ أنفاسه الأخيرة في سورية وأنا لا أشاطر هؤلاء رأيهم على الإطلاق وإنما أرى أن المسرح بدأ يستعيد عافيته من جديد على أيدي شباب أمثالكم يقومون بتجارب مهمة جدا ً أحيانا ً لا يوجد أعمال مسرحية في المسرح القومي أو المسرح الحكومي ناضجة بنضوج تلك الأعمال التي يقوم بها شباب الجامعات والشبيبة وما إلى ذلك إذاً هناك أناس يحاولون أن يستعيدوا مكانة المسرح وعلينا أن نساهم في إعادة المسرح إلى مكانه الطبيعي كما كان, وأنا رجل مسكون بالسياسة وبالتالي كل مسرحي سياسي ولم أقدم في حياتي المسرحية أعمال له علاقة بالهزل ربما كان وضعي كفلسطيني وكإنسان طرد من أرضه ومن بيته عاملاًً مهما ً جعلني أتوجه بهذا الاتجاه».