عرضت في معهد "أورنينا" للتمثيل والباليه والموسيقا الكائن في "جرمانا- دمشق" مسرحية "قصة حديقة الحيوان"، والمسرحية مترجمة عن عمل للكاتب الأمريكي "إدوارد آلبي" ومعالجة بطريقة تتناسب مع البيئة السورية حتى أن العمل بدا وكأن أحداثه تدور في مدينة "دمشق" لأنه اعتمد على استعارات مكانية لأسماء أماكن موجودة في مدينة "دمشق" ومحيطها.
موقع eSyria حضر المسرحية في يوم عرضها الأول 12/12/2010 وأجرى أحاديث كان أولها مع الآنسة "مايا البوطي" مضيفة طيران، والتي قالت: «أحببت العرض كثيراً، التمثيل جيد، والنص جميل جداً، هناك أشياء تماهيت معها كثيراً، فالموضوع يلمسني، موضوع الطريق الطويل والطريق القصير، حديقة الحيوان، الفرق بين أعلى شخص وأدنى شخص في الطبقة الوسطى، حديقة الحيوان فيها القطط والكلاب والعصافير وكل منهم يريد الدفاع عن كرسيه وموقعه ووجوده».
نعمل الآن بمسرحية "قصة حديقة الحيوان" وهي تجربة تعرض للمرة الأولى في ضواحي مدينة "دمشق"، في "جرمانا"، وسنرى تجريب العرض خارج المدينة
الأستاذ "مأمون عيسى" تحدث عن العرض بالقول: "أنا لم يسبق لي أن قرأت المسرحية ولكن ما شاهدته في هذا العرض يدلل على مستوى عالي من الفهم العميق لتحويل عمل أجنبي إلى البيئة السورية، أما الأداء فقد كان عظيماً وتحديداً من الفنان "زهير العمر" وهذا لا ينقص من أهمية الفنان "رأفت الزاقوت" والذي أجاد بدوره».
أما الأستاذ "حنّة نعمة" مدير معهد "أورنينا" للتمثيل والباليه والموسيقا، مكان العرض، فقد قال: « سمعت الكثير من الكلام الجميل عن العرض، هذه أول مرة أحضره، تفاجأت به كثيراً، لم أتوقعه بهذه الإمكانيات، مع أن الديكور متواضع والمكان متواضع، ما لفت انتباهي اللعب بالوجوه، فالأستاذ "زهير العمر" بعد انقطاع 8 سنوات عن المسرح، أدى أداءً رائعاً، كان الوجه لوحده يتكلم ويفسر ما يحدث بالعرض، أتمنى لهم التوفيق، كنت مسروراً من قلبي بالمستوى الذي شاهدناه، ولم أشعر بالوقت كيف مضى أبداً».
أما الدراماتورج العرض "وائل قدّور" مع "عبد الله الكفري" فقد قال: «المسرحية مكتوبة في عام 1958 في "نيويورك" للكاتب "إدوارد آلبي"، قرأنا هذا النص ورأينا أنه يصلح لعملية الإعداد ليكون بمظهر سوري على مستوى الأفعال والأمكنة والدلالات، والأهم هو المعنى النهائي للنص، والذي يمثله بشكل أساسي شخصية "صلاح- زهير العمر" وما تبقى من الوعي عند الطبقة الوسطى، هذا السؤال الأساسي الذي حاولنا تحريكه في هذا النص».
ويضيف الدراماتورج "عبد الله الكفري": «ما عملنا عليه في العرض بشكل أساسي، أن المادة الخام الموجودة في النص نحتفظ بها، وهي بشكل أساسي تتحدث عن دور الطبقة الوسطى في المجتمع وكم هي واعية لدورها ولالتزامات الواجبة عليها، كما يدور الحديث عن ضغوط تمنعها من ممارسة هذا الدور، هذا الشيء هو ما لفت لنا نظرنا في النص الأساسي وحافظنا عليه».
وأخيراً مخرج العمل وأحد ممثليه "رأفت الزاقوت"، يقول: «نعمل الآن بمسرحية "قصة حديقة الحيوان" وهي تجربة تعرض للمرة الأولى في ضواحي مدينة "دمشق"، في "جرمانا"، وسنرى تجريب العرض خارج المدينة».
وتابع حديثه: «النص "قصة حديقة الحيوان" من النصوص الإشكالية، منذ كتابته في عام 1958 وحتى الآن، فالنص قام بجولة كبيرة في العالم، ولكن في عالمنا العربي عرض بشكل قليل جداً، المرات التي عرض بها تعد على الأصابع، وتأتي أهمية النص حقيقةً لراهنيته الآن في عالمنا العربي، فهو يتكلم عن قضايا قاسية واستثنائية كثيراً، ولكنها موجودة حقيقة، عندما كتبه "ألبيرت آلبي" في أميركا كان هناك رفض عام لطريقة التفكير كلها، ولكن بالنهاية أذعن الجمهور إلى هذه الذائقة وإلى الالتقاطات الاستثنائية في هذا النص، أعتقد أن الخيار يأتي أيضاً من إنسانية هذا العمل وعمقه ورسالته، زمن العرض يدوم ساعة واحدة وهو عبارة عن لقاء بين شخصيتين، يتحدثان حديثاً عابراً وعادياً ولكنه ينتهي بقتل أحدهما للآخر، بتفاصيل كثيرة».