"غرباء" لوحات تشكيلية تدخل عالمك بالتدريج ليتعمق أكثر وينتقل ضمن تفاصيل الوجه إلى الداخل، داخل تلك الغربة التي يعاني منها كل إنسان، ووسط كل تلك التفاصيل، يشكل لنا الفنان "شاهين عبد الله" لوحات تشكيلية بطريقة خاصة تعبر عن تلك الغربة الداخلية لدى كل شخص منا.
موقع "eSyria" حضر افتتاح معرض الفنان التشكيلي "شاهين عبد الله" في المركز الثقافي الفرنسي، المعرض الذي امتاز بتنقله بين وجوه تشكيلية عدة مرافقة بالفيديو والموسيقا العنصرين المكملين للدخول إلى عالم "شاهين" الإبداعي، هذا المعرض الذي احتوى على لوحة جدارية كبيرة متقطعة على شكل لوحات صغيرة.
المعرض له أهمية شابة نسبة إلى أن الفنان شاب وفي بدايته على الرغم من أن سيرته الفنية ملأى بالمشاركات والمعارض المحلية والخارجية، ففي معرضه هذا "غرباء" نلاحظ أن هناك اغترابا شديدا في اللوحة التي تجذبك للدخول إليها وإحساسك بالأمان وسط تلك الألوان المتدرجة والمتقطعة بحركاتها إلى الخلف والأمام
خلال حضورنا المعرض التقينا الدكتور "سهيل معتوق" رئيس قسم العمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة بدمشق الذي حدثنا عن أسلوب الغربة التي يقدمها الفنان، فيقول: «يقدم الفنان أسلوباً خاصاً به، فهناك العنوان "غرباء"؛ الذي يدخل المشاهد والمتلقي إلى جو غريب يتأقلم معه تدريجياً ويدخل في جو اللوحة والفكرة النابعة منها، إضافة إلى تقطيعه إحدى اللوحات إلى لوحات ثابتة جدارية تصلح لأماكن واسعة للعرض، حيث بذل مجهوداً كبيراً في العمل على هذه اللوحة الضخمة، وخاصة أنها تحتوي على مبدأ البعد الثالث في اللوحة ووضع القيم الغامقة في الخلف والفاتحة في الأمام، فالمتلقي يحس من خلال هذه اللوحة باغتراب شديد للوهلة الأولى نتيجة التدرج بالألوان وتقطيع اللوحة، ومن ثم يحس بالأمان مع اللوحة التي تعبر عن وجه كل متلق، الخليط الذي عمل عليه يعبر عن "الاغتراب" والجرأة في استخدام الألوان والتقنيات التي قدمها».
"شاهين" الذي تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق منذ سنوات قريبة يحاول ويتمكن بتقنياته وفكرته التشكيلية أن يشكل لنا حالة إبداعية شابة تعبر عن أحاسيسه وواقعه المعاش، هنا يخبرنا الدكتور "أنطون طيفور" من الحضور عن الإحساس الذي انتباه خلال جولته بين لوحات المعرض فيقول: «المعرض له أهمية شابة نسبة إلى أن الفنان شاب وفي بدايته على الرغم من أن سيرته الفنية ملأى بالمشاركات والمعارض المحلية والخارجية، ففي معرضه هذا "غرباء" نلاحظ أن هناك اغترابا شديدا في اللوحة التي تجذبك للدخول إليها وإحساسك بالأمان وسط تلك الألوان المتدرجة والمتقطعة بحركاتها إلى الخلف والأمام».
المستشار الأول في السفارة الفرنسية بسورية "كيفييه لاروك" الذي افتتح المعرض نيابة عن السفير الفرنسي في سورية يقول: «"شاهين عبد الله" من الفنانين الشباب السوريين الذين يمتلكون مهارة عالية في أعماله، فهو متميز لأنه يقدم أعماله بوسائط متعددة نراها في أعماله هنا، يقدم التصوير الفوتوغرافي بجانب الفيديو والصوت، وهو أسس على عدة أعمال جماعية وورش عمل نظمت لطلاب كلية الفنون الجميلة بدمشق، بالإضافة إلى أنه فنان شاب معروف له تجارب عديدة في "أمسترام ولندن"، وهنا في سورية هذا المعرض الخامس له تشكيلياً، ومن هنا نرى أهمية أعماله التشكيلية التي تنبع من احترافه وريشته الشابة التي تعبر عن المخزون التشكيلي لديه».
من الجمهور التقينا الآنسة "نهى أحمد" فتقول: «الفكرة جريئة ومهمة بحد ذاتها، كما أن العمل على مسألة البعد في اللوحة والتقاطعات المرافقة لها طريقة مميزة وجذابة تدخلنا لداخل اللوحة لنحس بغربة الوجه الذي يجسد حالة حزن جميلة نعيشها كلنا بإحساسنا وعاطفتنا، هي مبادرة جميلة ومميزة يجدر الوقوف عندها والغوص في أعماق تلك اللوحات الثابتة المتحركة».
الفنان التشكيلي الشاب "شاهين عبد الله" يحدثنا عن اغترابه في اللوحة فيقول: «كلنا نعيش حالة غربة في داخلنا ومن هنا أحاول طرح تلك الفلسفة الداخلية على سطح اللوحة بطريقة تشكيلية خاصة، فالوجه يعبر عن أشياء كثيرة في داخلنا، وضخامته هنا يسيطر على ذهن المتلقي ويدخله من خلال المستويات المتداخلة والمتباعدة عن بعدها إلى عالم خاص يحس به المتلقي وحده، كما أن استخدامي للون الأسود وتدرجاته ليس من منطلق جمالية القبح كما يسمونه بل يعبر عن الحزن الجميل والألوان التي تعبر عن الأحاسيس الحزينة الجميلة وليس ما يسمى "جمالية القبح" الذي يعبر عنه البعض، فكرتي أن يتواصل المتلقي مع هذه اللوحات بفكرته الخاصة حسياً وبصرياً».
يتابع: «استخدمت تقنيات خاصة بالفحم والأكريليك، كما استخدمت الكولاج بطريقة طباعته بطريقة خاصة على سطح اللوحة، فاللون ليس ملك اللوحة بل الفكرة هي ملكة اللوحة التي تعبر عنها، التقنية في النهاية هي ملك الفنان وهو الذي يتصرف بها من خلال فكرته الإبداعية، أما عرض الفيديو والصوت فهي حالة تدخل المتلقي في جو خاص يرى فيه اللوحات ويتجول ببصره عبر تلك اللوحات المعلقة على الجدار».
من الجدير بالذكر أن الفنان "شاهين عبد الله" تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 2004 ويقدم أعماله الفنية بوسائط متعددة التصوير، وقد شارك في العديد من المعارض الجماعية منها مشروع "خارج الدائرة" بين فنانين من سورية و"مصر" برعاية المبادرة الشبابية "الفن الآن"، ومشروع "صورتي أمستردام" بالمشاركة مع الفنانين "مارتن رينس" و"أنيتا ميزراحي" في "أمستردام" 2008 مهرجان "أوتريخت" للفيديو آرت في "هولندا" 2009، بالإضافة الى مشاركته في مسابقات "شباب أيام" 2007، ومن معارضه الفردية غاليري "أتاسي" "دمشق" 2008، "أمستردام" 2009 معرض "قهوة للفنانين"، "لندن" 2010 مركز "شل" "دمشق" 2010.