سطوح جمالية فنية تجسّدت بطريقة تعبيرية تجريدية على لوحات حملت عبق تلك البيوت الطينية التي تسكن ذاكرة التشكيلي السوري "فاروق محمد"، الذي قدم من الشمال حاملاً معه ذاكرة مكانٍ سكنت أحلامه.
موقع "eSyria" وخلال متابعته لأعمال الفنان "فاروق محمد" الذي عرض لوحاته في غاليري "عشتار" التقى عدداً من الفنانين الذين تحدثوا بعمق عن لوحات "فاروق" التشكيلية وفلسفته المتعلقة بذاكرته والبيوت الطينية مكان سكنه.
لوحاته تعبر عن واقعه، لكنه يطرحها بطريقة طرح الموضوع، فهو استخدم التكنيك كمعالجة خاصة به، "فاروق" من الفنانين الذين عملوا على سطح اللوحة بأسلوب خاص به قريب إلى شخصيته، طرح الشيء الذي يريده الموجود في أفكاره
هنا يخبرنا التشكيلي "حسكو حسكو" فيقول: «"فاروق" من بعد تخرجه عمل على الطبيعة، تحديداً طبيعة منطقة "عفرين" لكونها تحتوي على تقاطع التلال التي تعطيك تكوينات مختلفة، اعتمد على اللون الأخضر المائل إلى الفضي الذي استمده من لون شجرة الزيتون المعروفة في هذه المنطقة، فمعرضه الأخير الذي أقيم في غاليري "عشتار" مميز بنقلته وإبرازه للون الأبيض الصريح، ويوجد فيه اختزال للبيوت والتلال والجو العام، فعمله يحتوي على روحانية مميزة، واللون الأبيض يطغي على أعماله، فهو يعمل من لون واحد لوحة تخصه، وهذا يفتح له المجال للمستقبل والملاحظ أنه يحاول أن يطور عمله وأسلوبه، فالجميل ألا يكون الفنان أسير لوحته أو أسير نمط معين، يوجد بين لوحاته المرسومة بالأبيض واللوحات الملونة خيط رفيع هو الحبل السري الذي يربط بينهما، وهنا الفنان أكثر الناس حرية، وعلى الفنان أن يكون حرا وأن يعمل بطريقة روحانية وأن يخرج عن الحالة التقليدية أو المعتادة».
صاحب غاليري "عشتار" التشكيلي "عصام درويش" يقول عن أعماله: «الفنان "فاروق" يأخذ الفن من المنحى العميق وهذا ما شجعني على عرض لوحاته في "عشتار"، حيث يركز في لوحاته على طبيعة الشمال السوري، لكن باختزال شديد وفهم عميق، يحمل أنسنة في الأشياء التي يتناولها، أي البعد التعبيري حتى إن لم يتناول الإنسان في أعماله نحس باللمسة الإنسانية فيها، لأن درجة اللون والاختزال الشديد في التكوين تملك فهما عميقا باللون ودرجة التكوين، فلا يهتم بالمشاهد أي لا يقدم فناً تجارياً، بل إنه يقدم وجبة دسمة أكثر للمشاهد، لها علاقة بالثقافة والوعي والعمق الإنساني، كما أن استخدامه للرمل والإسمنت يدل على وعيه وخبرته، فهو لا يستخدم أسلوب محاولة إرضاء الآخر بل يدفع الآخر إلى الانجذاب إلى لوحاته».
الفنان "آزاد حمي" يقول: «لوحاته تعبر عن واقعه، لكنه يطرحها بطريقة طرح الموضوع، فهو استخدم التكنيك كمعالجة خاصة به، "فاروق" من الفنانين الذين عملوا على سطح اللوحة بأسلوب خاص به قريب إلى شخصيته، طرح الشيء الذي يريده الموجود في أفكاره».
"عدنان الأحمد" الذي قدم الفنان "فاروق" في معرضه الأخير يقول: «في عموم أعماله الفنية ثمة أشياء تستوقفنا مثيرة أمامنا تساؤلات عدة، تدور حول التقنية التكوينية للأعمال الفنية التي جاءت على أثرها تمكن الفنان التشكيلي "فاروق محمد" من تحديد قيمة استقرائه للأشياء ومعاني ارتباطه بها، ففي أعماله عموماً تتولد انطباعات تؤسسها دوافع فنية غنية بسطوح العمل الفني، حيث يظهر السطح بملمس وخشونة بارزة وكأن السطح يعود إلى أحد جدران البيوت الطينية، وهو بذلك يتجه إلى الطبيعة بشكل كاف ومباشر، حيث يتفاعل الفعل الفني مع ملمس لوحته مؤكداً موقفه من التعبيرية التجريدية واستمراره في بحثه الدائم ضمن هذه الصياغات الجمالية لخلق حالات تعبيرية موغلة في التفرد والخصوصية عكست عمقاً تعبيرياً وقدرته على توظيف ذاكرة المكان في العمل الفني».
من الجدير بالذكر أن الفنان التشكيلي "فاروق محمد":
1977 - ولد في عفرين ، سورية
1998 - خريج دار المعلمين بحلب
2001 - خريج مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية، دمشق
2006 - اجازة في كلية الفنون الجميلة في دمشق
- معارض مشتركة
2006 معرض الشباب السادس، صالة الرواق.
2006 معرض مشترك، صالة تمر حنة, دمشق.
2006 معرض الجبل الأول، مركز الثقافي العربي في جنديرس.
2005 معرض تصوير ضوئي، صالة المعارض في كلية الفنون الجميلة.
2004 معرض مشترك، المركز الثقافي الفرنسي.
2004 معرض بورتريه، مركز أدهم اسماعيل.
2001 معرض مشترك في الثقافي العربي أبو رمانة.