لوحات غرافيكية اشتغلت بطريقة احترافية عن طريق الخشب، المعدن والورق؛ لتخلق لمتابعي تقنية "الحفر" الفنية عوالم خاصة تدور في فلك المبدعين "هبة عيزوق" و"عدنان جتو"، العاشقين الذين ألهما بعضهما الكثير من الإبداع للغوص في معالم فنية مازالت تطرق هواجسنا الفنية.
موقع "eSyria" حضر فعاليات افتتاح المعرض الثنائي لتقنية "الحفر"، التي أقيمت في "نينار آرت كافيه" بدمشق القديمة للفنانين "جتو" و"عيزوق"، حيث عرض 35 لوحة غرافيكية اشتغلت بتقنية الحفر جسّدت حالتين إنسانيتين تنتميان لعمقٍ فني سكن إبداع الفنانين الذين علّقا همومهما المشتركة وحبهما المشترك بطريقتهما الخاصة على لوحات زيّنت جدران "نينار آرت كافيه"، فموضوع "جتو" يتطرق بصمت رهيب إلى عالم الرقص وحركة الراقصين التي تدور وسط تموجات جسدية متعددة، إنه الحب والإنسان من جديد في لوحات "جتو" حبٌ يعبر عن قديسة الإنسان، أما "عيزوق" التي شاركت "جتو" همومه الفنية فاشتغلت على موضوعها الأساسي المعتمد من أيام التخرج، وهو الغربة الذاتية للإنسان، وذلك من خلال وجوه وأقنعة حاولت التعبير عن هذه الغربة التي تسكن وجه كل واحد منا.
الحفر تقنية فيها قيّم وتعابير جميلة ومبدعة، وهي تقنية خاصة بفن إبداعي خاص، وأنا هنا اشتغلت على الغربة الذاتية لدى الإنسان، فهذه الوجوه تعبر عن تلك الغربة التي تسكن داخل كل منا ولكن انعكاسها للخارج يكون مختلفاً
بين تموجات تلك الرقصات وانحناءات تلك الوجوه المغتربة التقينا من الحضور التقينا بالنحات "يامن يوسف" فيقول: «من المهم جداً أن نقوم بإقامة معرض خاص بتقنية الحفر لفنانين شابين، وهذا أكبر دليل على قوة وجود هذه التقنية وبحضورها المهم بين الفنون الأخرى، أما الأعمال المعروضة فقد اشتغلت بطريقة احترافية وتقنيات مختلفة، فاللوحات تسكن في داخلها إبداع صامت يركن في كل الزوايا التي تحتك بقوة مع صلب اللوحة».
رقص وراقصين ولون أسود تموج بين حركات شبه خرافية، عنها يحدثنا الفنان "عدنان جتو" قائلاً: «الفكرة من عرض هذه الأعمال هو تشجيع عرض لوحات من تقنية الحفر التي تعتبر من الفنون المهمة، فكل الذين يعملون بتقنية الحفر يلجؤون إلى أمور فنية أخرى أسهل، وربما ذلك يعود إلى صعوبة الآلات التي تحتاجها هذه التقنية من حيث الحجم والتواجد، فلهذه التقنية أدوات عديدة، منها الحجر والحديد والكرتون...الخ. وهنا عملت على موضوع "الرقص وحركة الراقصين"، هذه الحركة التي تبقى بذهن المتلقين، وربما ترافق أيامهم ولحظاتهم المختلفة، هي حركات مختلفة تعبر عن هذا العالم الذي يتكون من فلسفة خاصة تتراقص مع خيالنا وذهنيتنا الفكرية والإبداعية».
أعمال غرافيكية تحتك بذات المتلقي وترحل معه إلى وسط تلك الحركات الملتوية حيناً والمتراقصة حيناً أخرى مع ترانيم الموسيقا المرافقة، هي خطوات يخطها "جتو" و"عيزوق" مع عشقها الدائم للحياة وحب الإبداع معاً، هنا تخبرنا "هبة عيزوق" عن تقنية الحفر بداية، فتقول: «الحفر تقنية فيها قيّم وتعابير جميلة ومبدعة، وهي تقنية خاصة بفن إبداعي خاص، وأنا هنا اشتغلت على الغربة الذاتية لدى الإنسان، فهذه الوجوه تعبر عن تلك الغربة التي تسكن داخل كل منا ولكن انعكاسها للخارج يكون مختلفاً».
من الجدير بالذكر أن الفنانة "هبة عيزوق" من مواليد "السلمية" وهي خريجة كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الحفر والطباعة ولها معارض داخل وخارج سورية.
أما الفنان "عدنان جتو" فهو من مواليد "القامشلي" وهو أيضاً من خريجي الفنون الجميلة بدمشق قسم الحفر والطباعة، وله عدة معارض داخل سورية وخارجها.