عرض في "دار الأسد- الأوبرا" فيلم "صبحية بحرية" في عرضه الخاص، وذلك في 30/1/2011، وحضره السيد "رياض عصمت" وزير الثقافة، والسفير التركي في سورية، وأعضاء في السلك الدبلوماسي، وعدد كبير من الفنانين، والصحفيين ورجال إعلام ومندوبين عن وكالات أنباء، وحشد كبير من المدعويين.
وتناول العرض من خلال حكاية بسيطة العلاقات الجيدة السورية- التركية، والحكاية هي لعائلة سورية- تركية تفصل بينهم الحدود ويجمعهم البحر الواحد، والمشاعر المشتركة بين الصيادين السوريين والأتراك، الذين يعيشون حياة مشتركة واحدة في عرض البحر، من تقاسم الأكل إلى المعاناة والأرزاق التي يمن عليهم بها الله من البحر.
لقد أثر في كثيراً الطفلة التي كانت تجلس إلى جانب جدها تنتظر عودة أبيها الذي خرج إلى البحر ولم يعد، وكانت ترسل له الرسائل بواسطة عبوة ماء فارغة، وترمي بها إلى البحر علها تصل إلى والدها ويعود
موقع eSyria حضر العرض واستمع إلى الآراء التي كان أولها مع السيدة "هديل سعد الدين" التي قالت: «الفيلم يحوي الكثير من الجانب الإنساني والذي تم عرضه من خلال العائلة الموزعة بين تركيا وسورية، وهناك آلاف العائلات يعيشون هذه الظروف، وما يلفت النظر في الفيلم الموسيقا الجميلة التي وظفت بشكل يلامس الوجدان».
أما الطفلة "أناهيد سلمان" 13 سنة- فقد تحدثت: «لقد أثر في كثيراً الطفلة التي كانت تجلس إلى جانب جدها تنتظر عودة أبيها الذي خرج إلى البحر ولم يعد، وكانت ترسل له الرسائل بواسطة عبوة ماء فارغة، وترمي بها إلى البحر علها تصل إلى والدها ويعود».
بدوره تحدث فنان تشكيلي "عبد الرحمن مهنا": «العمل فيه رؤيا مهمة، وخاصةً أن هناك الصداقة والتقارب التركي العربي، يوحي ببيئة واحدة، وهموم مشتركة بين البلدين، ضمن رؤية إخراجية جميلة وهادئة، تستطيع من خلال هذا الفيلم أن تحلّق مع البحر وأسراره، وحكاياه وأساطيره، أن تجمع بين البلدين تركيا وسورية، ضمن بيئة واحدة، شعرت بأن هناك شعب واحد وأمة واحدة وليس هناك من فوارق لا في البيئة ولا العادات ولا التقاليد، وهذا شيء جميل يوحي لنا بالوحدة الإنسانية والحس الإنساني الذي يجب أن ينسحب على جميع البلدان في المنطقة العربية».
تحدث الفنان "زهير رمضان" عن الفيلم: «العمل هو "ديكودراما"، يتكلم عن العلاقات السورية التركية من جانبها الخاص، من خلال عائلة ساحلية، تنتمي إلى الساحل السوري، واحدة من بناتها، تنتقل وتتزوج في الطرف الآخر من الحدود والتي هي تركيا، والفيلم يعرض العلاقات الإنسانية، التي لها خصوصيتها وحميميتها. وفي ذات الوقت نريد تسليط الضوء على الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها "أبو العبد"، وهو بحار سوري متقاعد، قضى جل عمره في البحر، والملح حفر أخاديداً كثيرة في وجهه، وروحه المجروحة من الانتظار لأبناء ركبوا البحر ولم يعودوا، كما ينتظر أن تلئم هذي الجراح، من خلال خبر من أخبار أولاده الذي ذهبوا ولم يعودوا، دائماً لديه معاناه، دائماً الجرح ينز عبر استغاثة حفيدته الصغيرة التي تسأل عن أبيها دائماً، لماذا لم يأت بعد؟.. هذه الحالة الإنسانية لها خصوصيتها، والجرح خاص بهذا الموضوع.
بالنتيجة "صبحية بحرية" هو رسالة حب، رسالة شكر وعرفان وامتنان، للقيادة السياسية في سورية وتركيا، اللتان وحدتا شمل هؤلاء العائلات على طرفي الحدود».
وتابع حديثه عن المعيقات التي كادت تحول بين تواصل الأسرة على طرفي الحدود والتي أدت إلى التواصل العائلي في عرض البحر: «المشكلة ليست بالأوراق، المشكلة كانت بالظرف الاقتصادي السيئ الذي يعيشه البحار "حسن- سعد مينا"، كون البحار الأساسي هو مستأجر للمركب الذي يعمل عليه، وهو يستثمره عبر العام، ليس لديه المال لتذهب أمه بسيارة خاصة وترى ابنتها التي تبعد عنها عدة كيلومترات في الجانب التركي، فكان الحل الوحيد من خلال الرحلات اليومية، التي يقوم بها عبر البحر بقصد الصيد، والتقائه بصهره فيها، فكانت فرصته بأن يأخذ أمه حتى ترى ابنتها من الطرف الثاني في عرض البحر، هذا هو الموضوع تماماً، لم تكن هناك معوقات على الصعيد الإداري أبداً، إنما المعوقات على الصعيد الاقتصادي فقط».
وقال مؤلف الفيلم الكاتب "علي سفر": «إن الفيلم يسلط الضوء على تفاصيل العلاقة بين الصيادين السوريين والصيادين الأتراك خلال سنين طوال من الحياة المشتركة، حيث جمع بينهم البحر والطبيعة والهموم المتشابهة، ووحّدتهم علاقات إنسانية بدأت بقرابات عائلية ومصاهرات.
والفيلم محاولة لرصد الواقع الإنساني في بيئة الصيادين عبر تتبع توثيقي تتضح مساراته ضمن تحولات التاريخ والجغرافيا وصولاً إلى الواقع الحالي».
وفي ختام العرض تم تقديم عزف منفرد على آلة البزق، أمتع الحاضرين.
والجدير ذكره أن الفيلم من بطولة كل من "زهير رمضان، سعد مينا، كندة حنا، غادة بشور، ربا المأمون، معن كوسا، حسين عباس، إسماعيل مداح"، مدته تسعين دقيقة، وهو لا ينتمي إلى فترة تاريخية محددة بذاتها، والفيلم من إنتاج هيئة الإذاعة والتلفزيون في الجمهورية العربية السورية.