أقيم في صالة "تجليات" معرض تشكيلي للفنان "إدوار شهدا" بعنوان "إلى محمود درويش" وذلك في 6/2/2011، وحضر المعرض عدد من الفنانين التشكيليين، والمهتمين بالفن التشكيلي، وعدد من الصحافيين.
موقع eSyria حضر الافتتاح وأجرى حول المعرض جملة من الأحاديث كان أولها مع النحات "زكي سلام" الذي قال: «عملياً تجربة "إدوار" الحالية، هي استمرار لتجربة سابقة، هذه التجربة يعمل بها على معالجات لونية لأشكال مستمدة من التراث السوري القديم، ومن الأسطورة السورية القديمة. اللطيف بـ"إدوار" أنه رجل باحث ومفكر، دائماً لديه للموضوع قيمة تساوي البحث التشكيلي، وأعتقد أن هذا شيء مهم في عصر يتجه فيه الفن التشكيلي باتجاه الشكلانية وليس باتجاه البحث الفكري، كما أن "إدوار" حافظ على إستمراريته بالنصاعة أكثر وبأن تناول "محمود درويش" من خلال جداريته بهذا البحث، وبهذا المعرض بالذات، بحيث طغى على اللوحة بحث تشكيلي مهم، مستمد أصلاً من موضوع فكري هام. فهذه التجليات اللونية التي أساسها مساحة رمادية واسعة جعلت اللوحة تتنفس بطريقة مختلفة عن التجربة السابقة التي من الممكن أن نرى بعضها في معرضه هذا. ومسرور جداً بهذه النقلة وأتوقع من "إدوار" دائماً كرجل مفكر أن يوازن بين الطرح الفكري والطرح الشكلاني».
أنا بصراحة أحترم تجربة "إدوار شهدا" دائماً، وأعتبره من الفنانين التشكيليين المهمين في المحترف السوري، وهذه الأهمية تأتي من البصرية التي يقدمها، دائماً فيها فطرية هائلة، سواء باللون أو الحركة أو الخط، أو حتى بالتعبيرية الموجودة لديه، هذه بصراحة متناولة من هموم الناس وطبائعهم البسيطة، طبعاً هناك خلف هذه البساطة فكر يحكم هذه اللوحة وامتداداتها وتعبيريتها
أما الفنان التشكيلي "محمود شيخاني" فقال: «بالنسبة للمعرض، تقريباً يقسم إلى قسمين، قسم خاص بالشاعر الكبير "محمود درويش"، والقسم الآخر امتداد للأعمال السابقة بطريقة مطورة طبعاً عن الشيء الذي كان قبله، الملاحظ بأعمال "إدوار" بشكل عام، وفي المعرض خاصةً، اللون الواضح والصريح والمتناسق مع الفراغات الموجود، موجودة الفراغات بشكل كبير ولكنها مدروسة، نرى مساحات بيضاء كبيرة، ولكنها معمولة بشكل جيد ومدروس، التلوين جيد، الأشكال الإنسانية تحمل شحنة تعبيرية قوية، وبشكل ملخص من هذه الصفة العامة».
وتابع حديثه عند سؤالنا عن ملاحظة الإنعطافة في تجربة الفنان "إدوار": «الملاحظ المتخصص لا يرى أي فرق نهائياً بين العملين، لأن من يعملهم هو شخص واحد، ولكن خصوصية الموضوع الآخر الذي هو الشاعر "محمود درويش" فرضت عليه بعض المعالجات المختلفة عن بقية الأعمال، نلاحظ وجود فراغات بيضاء كبيرة، طبعاً هذه من خلال قصائد الشاعر، ومن خلال فهم "إدوار" للشاعر وضع هذا الشيء، لكن العمل لا ينفصل عن بقية الأعمال، وطبعاً هذا شيء طبيعي لأن الفنان طالما يعمل بصدق لا يكون له طريقتين بالعمل، ولكن هناك معالجة مختلفة أحياناً لكن موجودة بنفس الشخصية».
بدوره الأستاذ "غسان نعنع" فنان تشكيلي، يضيف: "إدوار" صديق حميم لي، وهو غني عن التعريف، فنان مهم، معروف في الساحة الفنية في سورية والوطن العربي، وهو شخصية متجددة، دائماً يفاجئنا بشيء جديد، متحرّك. بالنسبة للمعرض، هو يحوي عدة مراحل، هناك لوحات شارك فيها في "بينالي بكين" ومجموعة اللوحات الثانية فيها "سالومي" تذكر بتجاربه من مدة 4 إلى 5 سنوات مضت، والتي يميزها الحضور القوي للون، اللون بالطريقة الحديثة، بمعنى أن ظل اللون ليس درجة من اللون نفسه، إنما هو عكس اللون حسب الطيف الشمسي، يذكر بـ"ماتيس" و"بيكاسو" بطريقة التلوين ولكن له شخصيته الواضحة. بالنسبة لـ"الجدارية" التي أخذت قسماً كبيراً من عمله هذا، (عمل على "جدارية محمود درويش" أو على الشاعر "محمود درويش")، الشيء الجديد في هذه الأعمال أن "إدوار" أحس بأنه يجب أن يعمل على نوع من "الهارموني" بالرماديات منخفضة جداً، لدرجة التماهي، وهنا تكمن الصعوبة، أن يلون بدرجات قليلة على مساحة اللوحة الواحدة، لكن بمجال بسيط، وهو يضع بقعة لون توازن العمل الفني كله، هناك أعمال بالأسود والأبيض، شكل اللوحة يوحي بأنه صيني، إنما الشيء المرسوم فيها شيء تدمري إسلامي، من حضارة المنطقة والتراث القديم، لا يوجد شيء من الصين إلا الورقة، هذه طبعاً أعمال مباشرة تدل على خبرته وسعة إطلاعه ومعرفته بالخط واللون، المعرض جيد جداً وجميل».
علق الأستاذ الناشر والناقد "أيمن غزالي" بالقول: «أنا بصراحة أحترم تجربة "إدوار شهدا" دائماً، وأعتبره من الفنانين التشكيليين المهمين في المحترف السوري، وهذه الأهمية تأتي من البصرية التي يقدمها، دائماً فيها فطرية هائلة، سواء باللون أو الحركة أو الخط، أو حتى بالتعبيرية الموجودة لديه، هذه بصراحة متناولة من هموم الناس وطبائعهم البسيطة، طبعاً هناك خلف هذه البساطة فكر يحكم هذه اللوحة وامتداداتها وتعبيريتها».
لكن الدكتور "محمد غنوم"- فنان تشكيلي، تكلم: «بالنسبة للمعرض الذي أراه اليوم لـ"إدوار"، يثبت أن هذه التجربة التي بدأها منذ سنوات عديدة فيها اكتشافات مهمة، هذه الاكتشافات هي تلك المساحات التي نرى فيها نُضج في اللون، نضج في التكوين، ووفي ذات الوقت تحدد هوية تجربة "إدوار" بشكل صريح جداً، أصبح من الواضح لو رأينا فقط لوحة "البورتريه" لـ"محمود درويش"، لوجدنا مباشرةً أن هذا "البورتريه" لـ"إدوار شهدا" وكأنه رسمها لذاته، في ذات الوقت هو بدون أدنى، تجربة جادة مهمة جداً في التشكيل السوري، وأرى أنه لا زال الطريق أمام إدوار مهم وطويل لاكتشافات أكثر أهمية، سررت بأمر آخر وهو أنني أحسست أن هناك بعض اللوحات فيها استفادة من الخط والكلمات، وجدت أن هذه الكلمات والخطوط لم تكن مقحمة كما لدى الكثير من الفنانين، لكنها جزء من نسيج اللوحة».
وختم الفنان التشكيلي "إدوار شهدا" عن معرضه فقال: «هذا تقريباً معرضي الفردي السابع، المعرض السابق كان في عام 2006، وخلال تجربة السنوات الخمس الماضية، اخترت منها هذه الأعمال، وهي تجربة الـ3 سنوات الأخيرة، هناك جزء من المعرض خصصته لتحية صغيرة للشاعر العظيم "محمود درويش"، عملت سلسلة من الأعمال على نفس الموضوع، هذا جزء منها، وهذه الأعمال حصراً معمولة بإحياء من قصيدة "جدارية محمود درويش"، حاولت أن آخذ روح العمل، وروح ما يتكلم عنه "محمود درويش" وأعمل عليه، ليس شرحاً للقصيدة أبداً، بل عبارة عن تداع بين الشيء التشكيلي والكلمة الشعرية، حاولت أن أبرزه بهذه الأعمال، الأعمال الأخرى متنوعة من مراحل مختلفة، هناك عمل (الخماسية) عملته لـ"بنالي بكين"، وعرض وقت الأولمبياد في "بكين"، اقتنته اللجنة المنظمة وأعطتني فيه شهادة، ولكن أرجعوه بالخطأ إلى هنا، فأنا استغليت هذه الفرصة لعرضه لأنه لم يُعرض سابقاً، الأعمال الأخرى متنوعة».