برعاية وزارة الثقافة، افتتح في المركز الثقافي العربي بدمشق "أبو رمانة" معرض "الضوء يملأ المكان" عنوان لوحات الفنانة التشكيلية "رولى قوتلي"، بتاريخ 6/2/2011.
موقع "eSyria" حضر هذا المعرض التشكيلي والتقى أحد زواره الناقد التشكيلي "سعد القاسم" ليحدثنا عن رأيه بلوحات الفنانة التشكيلية "رولى قوتلي"، قائلاً: «نشأت "رولى قوتلي" في بيت يقدر الثقافة والإبداع ونمت وأمام عينيها تجربة تشكيلية هامة تحمل اسم والدتها "هالة مهايني"، درست الموسيقا والفن التشكيلي دراسة أكاديمية وبذلت جهداً شخصياً كبيراً للاطلاع على تجارب فنية مختلفة وهو ما يمكن اكتشاف أثره في لوحاتها بشكل عام وخاصةً بمراقبة خط التطور فيها خلال عشر السنوات الأخيرة وبشكل أكثر وضوحاً منذ عام 1995 وحتى الآن حيث نلاحظ تطوراً واضحاً ومفهوماً باتجاه سرد من غنى لوني، هي ملونة قديرة ومتمكنة، أعمالها يمكن إرجاعها إلى الفترة التي بدأ فيها الفن الغربي الحديث يبحث عن شيء جديد في الشكل والموضوع ووجد ذلك في الشرق كما في تجربة "ماتيس" الذي يعتبر بشكل من الأشكال الأب الروحي للفن الحديث في أوروبا والغرب، أخذت "رولى" المنطق نفسه ولا يفهم من ذلك التقليد، اعتمدت الفكرة وسعت لاكتشاف غنى الألوان في محيطها والجمال الكامن في الأشياء البسيطة المألوفة حولها، تفردت لوحتها بالتطور الحاصل في مفاهيمها اللونية، في البداية كان من الممكن أن نرى ألواناً تشبه ما استخدمه فنانو المدرسة الوحشية، ألوانا صارخة قوية وألواناً حارة صريحة استمرت حاضرة في تجربة "رولى" مرتقية في الوقت ذاته طريق نضج مستمر تجلى خلال السنوات الأخيرة بصياغة لونية جديدة لأجل خلق عالم لوني غني متناغم على درجة عالية من السحر والإمتاع».
لفت نظري جماليات اللوحات وموضوعاتها وتمازج الألوان واختيار "رولى" للون الفرح وهو في الحقيقة يليق لكل المناسبات والمنازل وأهنئها على هذا العمل الجميل وأتمنى لها التقدم والنجاح
أما السفير اللبناني "ميشيل خوري" وعن رأيه بالمعرض، قال: «لفت نظري جماليات اللوحات وموضوعاتها وتمازج الألوان واختيار "رولى" للون الفرح وهو في الحقيقة يليق لكل المناسبات والمنازل وأهنئها على هذا العمل الجميل وأتمنى لها التقدم والنجاح».
الفنان التشكيلي "أحمد أبو زينة" كان معجبا بفكرة موضوعات اللوحات والدراما اللونية، فقال: «لقد فوجئت، هذه أول مرة أعرف أن "رولى" فنانة تشكيلية ولديها جرأة جميلة جداً واستطاعت أن تعطينا فكرة عن أعمال فترة العشرينيات والثلاثينيات بالقرن العشرين، فتراها أحياناً تمزج ألوانا ليست منسجمة مع بعضها لكنها ضمن اللوحة الواحدة تعطي اتجاها رائعا بالكل وهنا صعوبة هذا العمل وإن كان لا يتناسب مع المكان وهذه الطريقة بالرسم أعتبرها من الطرق الإبداعية والصعبة وبنفس الوقت تحمل جمالية خاصة وعندما تنظر إلى أي لوحة تندمج بها وبألوانها وطريقة التشكيل التي تأخذك إلى عالم آخر، وأكثر شيء يلفت نظري الطاقة التعبيرية الموجودة لدى الفنانة، فهي تحاول أن تجسد من خلال اللون أشكالا تعطي انطباعا واقعيا ضمن تصوره ورؤيته الفنية».
وعن هذا الأسلوب التعبيري المستخدم في المدرسة الوحشية بطريقة المزج بالألوان في اللوحات، كان اللقاء مع الفنانة "رولى قوتلي" لتحدثنا عن هذه المدرسة وطريقة عملها، قائلةً: «المدرسة الوحشية اتجاه فني قام على التقاليد التي سبقته، واهتم الوحشيون بالضوء المتجانس والبناء المسطح فكانت سطوح ألوانهم تتألف دون استخدام الظل والنور، أي دون استخدام القيم اللونية، فقد اعتمدوا على الشدة اللونية بطبقة واحدة من اللون، ثم اعتمدت هذه المدرسة أسلوب التبسيط في الأشكال، فكانت أشبه بالرسم البدائي إلى حد ما، فقد اعتبرت المدرسة الوحشية إن ما يزيد من تفاصيل عند رسم الأشكال إنما هو ضار للعمل الفني، فقد صورت في أعمالهم صور الطبيعة إلى أشكال بسيطة، فكانت لصورهم صلة وثيقة من حيث التجريد أو التبسيط في الفن الإسلامي، خاصة أن رائد هذه المدرسة الفنان "هنري ماتيس" الذي استخدم عناصر زخرفية إسلامية في لوحاته مثل الأرابيسك أي الزخرفة النباتية الإسلامية، لقد كانت بدايتي بالمدرسة الوحشية وحاولت أن أمزج بين الوحشية والانطباعية، انطلقت من البيت العربي الدمشقي من خلال أثاث المنزل، وبعض اللوحات الجدارية استغرقت مني عمل أربعة أشهر ويوجد بالمعرض 38 لوحة صغيرة ولوحتان جداريتان، واعتمدت على العلاقات اللونية التي تظهر بوضوح في اللوحات لأشكل في النهاية موضوعات قريبة من حياتنا التي نعيشها ومن الطبيعة بكل ألوانها، لقد جسدت موضوعات تمس حياتنا أن كانت مدنية أو ريفية، وهذه ما أردت طرحه».