يختلف معنى الحبّ بأصواتهم، فهي تملك من البراءة والعفوية ما ينقلنا إلى عالمهم الخاص، عالم الطفولة الناضجة الذي عبّر عنه أطفال جوقة "ألوان" بأغنياتٍ تعكس شخصيّتهم وتلامس واقعنا بأفراحه وأحزانه، في الأمسية الغنائيّة التي أحيوها بكاتدرائيّة "القدّيس جاورجيوس" للسريان الأورثوذكس في "باب توما" بتاريخ 18/2/2011.
حملت الأمسية عنواناً مملوءاً بأنواع الحبّ النقيّ، وبريئاً من الشوائب التي تعكر صفوه، وهو "حبّ الآخر.. حبّ الأرض.. حبّ الخير".
ليست المرّة الأولى الّتي استمع فيها لغناء "ألوان"، وفي كلّ مرّةٍ يكون أداؤهم مختلفاً ونابعاً من قلوب أطفالٍ لا يسعك عند سماعهم إلا أن تصفق وتفرح بوجودك بينهم، صحيحٌ أنّهم صغارٌ في العمر لكنّهم كبارٌ بأصواتهم التي تنطق فماً واحداً
كان موقع "eDamascus" من بين المستمعين إلى غناء جوقة "ألوان"، وعمل على رصد آراء مجموعة من الحضور بهذا الغناء، حيث التقى منهم "إبراهيم شلهوب" الذي قال: «نفخر أن يكون في بلدنا أطفالٌ بهذه المواهب المميّزة، يعيدون إلى مسامعنا أغنيات لمطربين كبار بأعمارهم وغنائهم، ويملكون الثقة لأدائها والقدرة على إيصال إحساسهم للحاضرين، فهو أمرٌ يدعو للتفاؤل بأنّ الغناء يسير بمساره الصّحيح عند أطفال هذه الجوقة، وما يميّز أعضاءها غناؤهم بلغاتٍ مختلفةٍ، فاستطاعوا كسب اهتمامنا وإبقاء آذاننا وعيوننا مسلّطةً عليهم».
غنّى أفراد "ألوان" بخمس لغاتٍ تنوّعت بين العربيّة كأغاني "القمر بيضوي عالنّاس، أمّي يا ملاكي، ومثل الورد بالهوا"، وبين الايطاليّة بأغنية "يلزمنا وردة" انتقالاً إلى الألمانية بعنوان "الأصدقاء"، كما غنّوا باللّغتين الصينيّة "بأغنية الشباب"، والسريانيّة التي لم يستعينوا بالموسيقا لأدائها تحت اسم "قنشرين".
وتعرّفنا على رأي الشّابّة "مريان عبّود" قائلةً: «ليست المرّة الأولى الّتي استمع فيها لغناء "ألوان"، وفي كلّ مرّةٍ يكون أداؤهم مختلفاً ونابعاً من قلوب أطفالٍ لا يسعك عند سماعهم إلا أن تصفق وتفرح بوجودك بينهم، صحيحٌ أنّهم صغارٌ في العمر لكنّهم كبارٌ بأصواتهم التي تنطق فماً واحداً».
قدّمت الجوقة أمسيتها بقيادة "حسام الدّين بريمو"، ولم يغب عن أذهانهم ذكر الوطن والقضايا الوطنيّة بأغنيات قدّموها بإحساسٍ عالٍ، منها "وطني، جسر العودة، وأطفال العالم"، واختيارهم للكنيسة أعطى الأمسية طابعاً دافئاً ساعدهم في تقديم أداءٍ جميلٍ.
لدى أعضاء الجوقة وعي غنائيّ، فهم يعلمون ماهية الأغنيات التي يقومون بغنائها سواء أكانت وطنيّة أم إهداءً للأمهات تقديراً لجهودهنّ، وهو أمرٌ يميّزهم بعمرهم هذا عن الآخرين، ويجعلهم يملكون ألوانهم الخاصّة ليعبّروا بها ويشاركوا الحضور بتنوّعها.
كما تحدّثنا إلى "إلياس الحجّار" عن غناء "ألوان" فقال: «لا يقتصر الغناء على سنٍّ معيّنةٍ وإنّما يحتاج إلى الموهبة والتدريب لصقلها وتنميتها، وهم يتمتعون بحسٍّ قوميٍّ يجعلنا ندرك أنّ أطفال "ألوان" ليسوا أطفالاً بالمعنى الحرفيّ بل مشروعٌ قد يكون له مستقبلٌ مبهرٌ إذا لاقى الاهتمام المناسب، والدعم لتوجيه أصواتهم نحو الوجهة الملائمة، فهم بعمرٍ صغيرٍ لكنّ كلّ واحدٍ منهم يملك حضوراً خاصّاً به على المسرح».
الجدير ذكره أنّ "ألوان" استطاعت أن تثبت نفسها من خلال احتلالها مكاناً ضمن مجموعة "لونا للغناء الجماعيّ"، ومشاركتها بعدّة فعاليّاتٍ ومهرجاناتٍ وأعمالٍ من بينها أوبرا توراندوت مع أوركسترا وكورال "الأوبرا الوطنيّة الصينيّة".