«سمّي المركز باسم "أدهم إسماعيل" بالذات لأن أعمال "أدهم" وبداياته الفنية كانت مختلفة عن بقية الفنانين، وكان محرّكاً ومغيّراً ومجدداً في التشكيل السوري، (كما هو معلوم أنه درس في "روما")، وأعطى نتائج كبيرة جداً، وضع في ذهنه أن يدرَس ويؤسس أكاديمية فنون، طلب من الدولة افتتاح المركز بأمواله الخاصة، وأخذت الدولة هذا الأمر بعين الاعتبار، وسمته بعد وفاته باسمه تخليداً له واعترافاً بدوره».
هذا ما قاله الفنان التشكيلي "عزيز إسماعيل" شقيق الفنان "أدهم إسماعيل".
أنا كنت أول الطلاب المنتسبين في مركز الفنون التشكيلية في مدينة "حلب"، ولكن عندما انتهت دراستي وتخرجت عدت ودرست في مركز "أدهم إسماعيل" منذ عام 1980 وحتى 1990 تقريباً عشر سنوات درّست في المركز
وتابع قوله: «درّست في مركز "أدهم إسماعيل" حوالي 23 سنة، حيث جئت إليه حباً في التعليم، كان التدريس فيه مسائياً، والكل يذكر أنني جئت بالمدارس القوية جداً ودرستها للتلاميذ الذين كانوا موجودين وقت ذاك، ومن المركز تخرج عدد من الرسامين الكبار، وفي كلية الفنون الجميلة وحدها يوجد أكثر من ستة أساتذة كانوا طلاباً فيه».
ذكريات كثيرة تختزن في عقول ووجدان عدد كبير ممن درسوا ودرّسوا الفن في مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية، حيث إن المركز ساهم في تشكيل عدد من الأسماء الفنية التشكيلية، التي استطاعت أن تشق طريقها في الحركة التشكيلية السورية، من خلال حالة الدراسة والتدريس والحوار والحث على البحث.
موقع eSyria استغل وجود نخبة من الفنانين والأساتذة في احتفالية مرور نصف قرن على تأسيس مركز "أدهم إسماعيل" وأجرى جملة من الأحاديث حول ذكرياتهم في هذا المركز، وكان منهم الفنان التشكيلي "نذير إسماعيل" الذي قال: «بالنسبة لتجربتي الشخصية في مركز "أدهم إسماعيل"، أنا لا أستطيع الادعاء بأني تعلمت الفن فيه، أنا تعلمت من أصدقائي ومن البيئة التي كانت حولي في المركز، المهم هو البيئة المواتية، ليس فقط الأستاذ والمكان مفيد، البيئة المناسبة هي الأهم، ما حدث أن مجموعة كبيرة من الخريجين الذين كانوا هنا في الستينيات، عملوا تجمعاً فنياً اسمه (أصدقاء الفن) وكان ذلك في عام 1963 وهو مستمر حتى الآن، وأساسه من المركز، فكل الشباب في هذا التجمع كانوا طلاباً فيه، لم يكن هناك نقابة بعد، وبقوا يرون بعضهم، يرسمون مع بعضهم، يتعلمون من بعضهم، ويقيمون المعارض وكنت واحداً منهم، الجمعية كانت استمراراً للمكان الذي درسنا فيه وهو مركز "أدهم إسماعيل"، حافظنا على البيئة الفنية الموجودة فيه، وهذا أفاد الجميع».
أما الأستاذ والباحث "بشير زهدي" الذي تحدث: «تأسيس مركز فنون كان شيئاً هاماً جداً، كان الدكتور "عفيف بهنسي" مدير الفنون وقت ذاك، وكان الهدف من تأسيسه هو نشر الثقافة الفنية في المجتمع الذي نعيش فيه، لأن الحركة الفنية كانت في بداياتها، وبالفعل تأسس هذا المركز، وكان عمله ناجحاً جداً، أنا كلفت فيه بإلقاء محاضرات عن تاريخ الفن وعن علم الجمال، وكانت هذه المحاضرات في بداية تدريس تاريخ الفن وعلم الجمال في سورية، كما قال "جو رسكن": (الأمم العظيمة تخلد أمجادها بثلاث مجلدات، مجلد أعمالها، ومجلد آدابها، ومجلد فنونها)، ومجلد الفنون هو أعظم هذه المجلدات، وتمر الأيام وتبقى الذكريات، واليوم نحتفل بمرور 50 سنة على تأسيس هذا المركز، ولا شك أن الآنسة "ريم الخطيب" بنشاطها تبرز دور هذا المركز، وأرجو استمراره لأداء رسالته الفنية والجمالية، لأننا بحاجة ماسة إلى الفن وعلم الجمال، وبالفعل موضوع الفن والفكر الجمالي هام جداً، وأعتقد أننا نتكلم عن التراث الفني والجمالي الهام جداً، وهذا المركز له أهميته الكبيرة على هذا الصعيد».
وفي مناسبة سابقة كان قد تحدث الأستاذ "هشام تقي" مدير ثقافة "دمشق"، فقال: «هذه ليست التجربة الأولى التي تقوم بها إدارة معهد "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية، وإنما نحن تعودنا دوماً أن نقيم الكثير من هذه الأنشطة الفنية، ولكن الآن هناك شي مختلف وهو تقديم المادة الوثاقية من تاريخ المركز، وبمناسبة مرور 50 عاماً على افتتاح مركز "أدهم إسماعيل" كان لا بد أن ننظر إلى ذلك الفنان الذي سمي هذا المعهد باسمه، وعن الدور الذي لعبه المركز خلال نصف قرن من تأسيسه».
بدوره د. "حيدر يازجي"، رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين قال: «أنا كنت أول الطلاب المنتسبين في مركز الفنون التشكيلية في مدينة "حلب"، ولكن عندما انتهت دراستي وتخرجت عدت ودرست في مركز "أدهم إسماعيل" منذ عام 1980 وحتى 1990 تقريباً عشر سنوات درّست في المركز».
وعلق على أن المركز باسم خاله: «بالنسبة لأن المركز باسم خالي، ولكوني خريج مركز فنون تشكيلية أساساً ودرّست في مركز "أدهم إسماعيل"، أنا كنت دائماً أشعر بأنه قريب مني، كما أننا بحالة امتداد مع الطلاب وهذا قائم حتى الآن، لكون الفنان دائماً بحالة بحث فهذا يبقيه طالباً دائماً، أضف إلى هذا أنني طالب فنون تشكيلية وجئت لتقديم رسالة إلى زملائي، ولكن بالداخل يشعرني بأن الفنان المبدع والذي أمضى عمره بالعمل يمكن أن يكافأ، و"أدهم إسماعيل" من الفنانين الذين قدموا إضافة على المستوى الفكري إضافة إلى المستوى الفني المتقدم الذي كان يتمتع به، وهذا أمر مهم جداً، "أدهم اسماعيل" من أهم الفنانين السوريين، وهذا يعني لي شيئاً مهماً بأن هذا المركز يجب أن يكون منارة وشعاعاً علمياً وفكرياً وتربوياً بشكل لائق».
وأضاف: «أحس بأني أخذت الكثير منه بالوراثة، من يقول هذا أسرتي وزملائي وطلابي، أنا لدي 3 أخوال رسامين بالإضافة إليه هم "نعيم وعزيز إسماعيل"، ولكن يرون التقارب الكبير بيني وبين خالي "أدهم"، كما يقول المثل "ثلثي الولد لخاله"، بالإضافة إلى أنه فنان كبير وأستاذ وقدوة، حيث كانت والدتي تقول لنا في طفولتنا أن ننظر إلى أخوالنا ويجب ألا نكون أقل منهم، وهذا كان يحثنا باستمرار على متابعة، حيث كانت والدتي الأخت الكبرى لهم، وعرفت كيف تربوا، وكانت تريد من ابنها أن يكون مثلهم ويلتزم الاستمرارية، منذ طفولتنا توجهنا التوجيه السليم».