"الشعراني" عنوان الفيلم الذي قدمه المخرج السوري "حازم الحموي" ضمن فعاليات "أيام سينما الواقع" "دوكس بوكس" في صالة "الكندي" بدمشق، هذه الشخصية التي اختارها المخرج بعناية لتعبّر وتتحدث عن الفن والإبداع والغربة في حياة "الشعراني".
موقع "eDamascus" حضر عرض الفيلم السوري "الشعراني"، والذي تدور أحداثه عن الشخصية الفنية السورية "منير الشعراني" الخطاط والفنان، فهو أحد الخطاطين المهمين في فن الخط بالعالم العربي، ومن أهم المبدعين في هذا المجال عربياً.
"منير الشعراني" فنان سوري شهير، يعد واحداً من القلة التي اشتغلت على فن الخط العربي بشخصية فنية أصيلة، عاش "الشعراني" سنين من عمره خارج سورية، وعاد مؤخراً ليتذكر ويشارك فيما سيأتي من الأيام
قدمت أسرة المهرجان الفيلم بمقطع تقديمي قصير يقول: «"منير الشعراني" فنان سوري شهير، يعد واحداً من القلة التي اشتغلت على فن الخط العربي بشخصية فنية أصيلة، عاش "الشعراني" سنين من عمره خارج سورية، وعاد مؤخراً ليتذكر ويشارك فيما سيأتي من الأيام».
وهنا يقول "حازم الحموي" مخرج الفيلم: «قد ترى في "الشعراني" فناناً فريداً بمعنى الكلمة وقد يبدو لك نزقاً في أحيان كثيرة، لكن فيه سترى جيلاً كاملاً، جيلاً تصالح فيه الفرد مع كونه ذرة رمل في كون فسيح طوى بداخله ذات الكون الفسيح، فيلم بورتريه لجيل كامل وللتصالح مع معنى الوطن، الوطن الكبير».
ويقول السيد "منير عبد الرؤوف" من الحضور: «إن الفيلم تطرق بشدة إلى أهمية هذا الشخص المبدع الذي يجهله الكثير من جيل الشباب، فهو من الفنانين والخطاطين المهمين على صعيد المنطقة بإبداعه الخطي، ومن خلال الفيلم لاحظنا أن "حازم الحموي" امتلك خاصية مميزة في نقل كل تلك الأفكار التي تحوم في رأس الفنان ابتداءً من خطه ومروراً بتجربة الاغتراب ومن ثم العودة للاندماج بالحالة الإبداعية في سورية، فالفيلم يعبّر بشكل عام عن عنصر بصري له ميّزات واقعية هامة ومؤثرة على المتلقي».
تناول "حازم" "الشعراني" من خلال شخصيته التي عملت على الخط العربي في الداخل والخارج، حيث يسرد لنا الفيلم ذاكرة "الشعراني" المنتمية بقوة إلى الوطن، رغم ابتعاده سنوات طويلة عنه، وهنا يعرض لنا قصة جيل كامل امتاز بوطنيته وانتمائه الشديد له، هنا تقول الآنسة "رنيم الماهر" من الحضور: «قدم لنا المخرج في فيلمه "الشعراني" الفنان من خلال الخط، الغربة، الانتماء للوطن والإنسان، بهذه العناصر الأربعة استطاع المخرج أن يكون لنا قصة تسرد ذكريات عميقة تعبّر عن جيل سابق بشكل كامل، ومع التطرق إلى تفاصيل مهمة لهذا الجيل، أما طريقة الإخراج والمونتاج فاعتمد بشكل كبير على استخدام المؤثرات الصوتية المرافقة والتي تصدر من الأدوات المرافقة للفيلم، مثل خروج صرير القلم خلال رسم الفنان، وأصوات مرافقة كثيرة، بالمجمل الفيلم عبّر لنا حالة صحية حقيقية وواقعية تمثل طبقة أو شريحة كبيرة من المبدعين والمثقفين السوريين في الداخل والخارج».
تحدث "الشعراني" خلال الفيلم عن تصوراته كخطاط عن الخط العربي كفن ومهنة، إضافة إلى تطرقه للناحية الفلسفية لهذا النوع من الفن، واستخدم المخرج هنا موسيقا صوفية تعبر عن الجمل الشعرية التي عرضت بطريقة فنية مدروسة مستوحاة من تلك الكتابات الشعرية المنحنية حيناً والملتوية أحياناً أخرى.
عن ذلك يقول "أسامة محمد" المخرج السوري: «بداية الفيلم عبّر بقوة عن أهمية الشخصية من خلال صوت القلم وعمقه الفلسفي والفني، وخلال الدخول لتفاصيل الفيلم أحسست أن المخرج دخل في تفاصيل أخرى أضاعت تلك القوة في البداية، ولكن باختيار المخرج لشخصية "الشعراني" والتعبير عنه بطريقة إبداعية فقد امتلك نقاطا عديدة لنجاح الفيلم».
تتجول الكاميرا بين الحرف والكلمة لترافق الفنان في بعض الأحياء الدمشقية القديمة التي سكنت ذاكرة الفنان، والتي يعبر عنها "الشعراني" في خطه وعمقه الفلسفي الفني، هنا يقول السيد "رامي عزيز" من الحضور: «"الشعراني" من الشخصيات السورية الفنية المبدعة والتي تمتلك زمام حركة الحرف من خلال التنقل بين أشكال فنية متعددة، وهنا كان المخرج "حازم الحموي" ذكياً باختياره لهذه الشخصية الفكرية والثقافية الهامة في الوطن العربي، فحاول أن يعبر بطريقته عن الشخصية ليسرد لنا قصة جيل كامل سجل سينمائياً».
من الجدير بالذكر أن المخرج "حازم حموي" خريج قسم التصوير الزيتي من كلية الفنون الجميلة في جامعة "دمشق" وقسم الدراسات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وصل إلى تجربته السينمائية من خلال تجارب فردية تجريبية وتسجيلية، ودرس في المعهد العربي للفيلم في "عمان"، عرض فيلمه التسجيلي "عصفور من حجر" في الدورة الأولى من "أيام سينما الواقع".
كما أنه يتألف طاقم العمل في الفيلم من "حازم الحموي" كاميرا، ومونتاج "حازم الحموي وحنا يوسف".