أقيم في مقر الجمعية الجغرافية السورية ندوة حول الشعر العربي منذ فترة ما قبل الإسلام وحتى الفترة المعاصرة، وقدم الندوة الأستاذ "حسن عساف"، حيث عرض فيها نماذج من الشعر العربي عن كل فترة تاريخية وعن أبرز شعرائها.

أستهل عريف الحفل الأستاذ "عصام ميداني" بالقول: «نرحب بكم في قاعة الجمعية الجغرافية السورية التي عوّدتكم على التنقّل بين زهرات الثقافة، فتارةً ننتقل من الجغرافيا إلى التاريخ، أما اليوم فدور الشعر، ومحاضرنا اليوم الأستاذ "حسن عسّاف"، زميل الشباب والكهولة والشيخوخة حتى الآن، مع مجموعة من الأصدقاء لم نفترق عن بعضنا منذ حوالي 60 سنة، بقينا منذ عام 1948 حتى الآن على صلة مباشرة، وهم أعضاء في الجمعية، موضوعنا اليوم عن الشعر العربي، وكما يقال أن الشعر ديوان العرب، فأهمية هذه المحاضرة أننا في وقت نبحث فيه عن حياة العرب، وعن وضعهم، ومعظم محاضراتنا تتناول الوضع الحالي في القطر العربي السوري، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو البشرية، يتفضل علينا الأستاذ "حسن" بموضوع الشعر العربي منذ الجاهلية وحتى هذه اللحظة».

تحدثت المحاضرة عن التراث الشعري القديم، منذ الجاهلية وحتى الآن، وتضمنت أبياتاً شعرية جيدة ولبقة، منها القومي، الوطني والغزلي، وهذا شيء يسرنا، والمحاضر كان جيداً جداً

موقع eSyria كان هناك وسجل حولها الآراء والتي كان أولها مع الأستاذ "حسن الصواف" الذي قال: «تحدثت المحاضرة عن التراث الشعري القديم، منذ الجاهلية وحتى الآن، وتضمنت أبياتاً شعرية جيدة ولبقة، منها القومي، الوطني والغزلي، وهذا شيء يسرنا، والمحاضر كان جيداً جداً».

أسعد جباصيني

أما السيد "عدنان عارف الأبرش" بكالوريوس في الفنون الجميلة وليسانس بالحقوق منذ مطلع 1969، فقد تحدث: «أمتع حديث دائماً هو الشعر، فهو ينسيك همومك، أحلى الأمسيات والجلسات هي حلقات الشعر، فيها يدخل الإنسان الواقع والخيال والكلام الجميل والمصفوف وكل ما يسر النفس، والشعر يكشف عن جمالية اللغة، وهي متعة للنفس، فهذا الكلام الجميل لا نسمعه إلا في الأمسيات الشعرية».

بدوره علق الأستاذ "أسعد جباصيني": «كانت المحاضرة رائعة، لكن الموضوع فيها كان طويلاً جداً، فكان المحاضر مضطراً للاختصار، كنت أتمنى لو أسمع إلى محاضرة تتحدث عن جزء واحد محدد (أي تناول الشعر العربي في فترة محددة) وأن تكون أوسع مما كانت عليه، عندها يكون الوضع ممتعاً أكثر، وإلا فهي رائعة جداً وبذل فيها الأستاذ "حسن" جهداً كبيراً».

حسن الصواف

لكن الفنان التشكيلي الأستاذ "ممدوح قشلان"، يضيف: «كانت المحاضرة عن بانوراما فسيفسائية، فالأستاذ "حسن عسّاف" لم يترك أبرز النقاط الجميلة في الأدب العربي لو عرضها، والمساحة التاريخية فيها كبيرة جداً، وهو استطاع أن يعملها كلوحة، تستطيع بسماعها أن تلم بالأدب العربي كلّه، والشعر العربي، وكان موفقاً جداً في هذا، واختار الجانب المرح والفرح منها، وليس الجانب المأساوي، فشدّ الحضور باتجاه المحاضرة وأمتعهم».

وأخيراً ختم الأستاذ المحاضر، "حسن عسّاف": «أردت أن أضع السادة المستمعين أمام الشعراء، منذ العصر الجاهلي إلى العصر الحاضر، واخترت منهم نماذجاً بارزة، فالموضوع غني جداً، وطويل جداً، ولذلك كان من الصعب عرضه في ساعة واحدة، فهذا جعلني أنقح المحاضرة أكثر من مرة واختصارها حتى أصبحت ثلث ما كانت عليه، لأن الزمن المقرر للمحاضرة ساعة فقط، فاتني الكثير وذلك بسبب الوقت، ففي ساعة لا أستطيع التبحر وقول كل شيءٍ فيها».

حسن عساف

وتابع عن تقسيم المحاضرة إلى فترات: «فكرت في هذا، ووجدت أن هذا يطول أيضاً، فحاولت وضع الشعراء أمامنا لأسلوبهم وحياتهم، ثمّ طرحت قصائدهم منفردة حتى نتملى ونتمتع بها، وضعت مختلف الأغراض الشعرية في هذه المحاضرة، شعر هجاء، رثاء، مدح، فخر وغزل».

والجدير ذكره أن الأستاذ "حسن عساف" خريج قسم اللغة العربية من جامعة "دمشق"، وكان مدرّساً ومديراً في بعض ثانويات "دمشق"، وكان آخرها مديراً للثانوية الشرعية في وزارة الأوقاف.