الربيع بألوانه الزهية والبهية، وضربات ريشة لا تنتهي على سطح اللوحة تعبر عن مدى المكنون الداخلي في روح الفنان "عبد السلام عبد الله" جسدت في لوحات تشكيلية عرضت في صالة "السيد" للفنون لتدخل المتلقي إلى عالم لوني يحاكي ويخلق حالة من الحوار بين الإنسان والطبيعة بألوانها البهية.
موقع "eDamascus" بتاريخ 3/4/3011 جال بين لوحات الفنان "عبد السلام عبد الله" ومن الحضور كان لنا هذا اللقاء مع الناقد التشكيلي "سعد قاسم" الذي يخبرنا بانطباعه عن المعرض، فيقول: «هذا الإحساس بغنى الألوان وفرحها يعطي المتلقي الشعور بالاطمئنان والأمان والبهجة والأمل، ذلك لأنه يختار مشاهد ربيعية، ومشاهد تفتح الأزهار ومشاهد نضارة الطبيعة، الميّزة التي يمتلكها الفنان تجعل منه ملّوناً كبيراً يعرف كيف يوزع مجموعاته اللونية، وأن يكون لديه وفرة بالألوان والمجموعة اللونية دون أن يكون هناك تنافر أو تناقض فيما بينها، إنها تعطيك تناغما جميلا، تعطيك متعة بصرية قوية، وهو مستمتع ويرسم هذه الطبيعة بألوانه الزهية، فنلاحظ أن هناك تأنياً في بعض الأماكن وحرية في أماكن أخرى ضمن ريشته اللونية، ورغم أن الفنان يعمل منذ فترة طويلة بين هذه الألوان فهي تعطيك أن الفنان لا يكرر أعماله وأنه متمكن في استخدام الألوان بحرية كاملة دون التقيد بخط واحد، يعمل على سطح اللوحة بروحه اللونية العالية وبدقة تشكيلية كاملة».
إن أعمال الفنان تنتمي إلى المدرسة الانطباعية الواقعية، حيث يعتمد الفنان على مجموعة من التقنيات التشكيلية بغنى لوني وجمالي خاص، فالربيع في أعماله له ميّزة خاصة في بنائها وتكوينها
أما التشكيلي والفنان "عبد السلام عبد الله" فيحدثنا عن ألوانه الربيعية بقوله: «دائماً أتمنى أن آتي بالربيع بناسي وببلدي إلى سطح اللوحة، وأن أكون أداة الخير والتفاعل والجمال، والحوارية بين الإنسان والطبيعة هي رسالتي الفنية منذ البدايات، أسعى دائماً في لوحاتي لئلا أبتعد عن الطبيعة، فالابتعاد عن الطبيعة ابتعاد عن الذات الإنسانية بشكل كامل، مقوماتي فيها دائماً أن الطبيعة هي الجزء الأكبر والأشمل، الأنقى، والأبهر في الكون، فالإنسان جزء يسير من هذا الكون، والطبيعة هنا الحيّز الأقوى إن كان من حيث المضمون والفحوى فهي الأقوى، والإنسان أداة تفعيل، ويجب أن نحافظ على الطبيعة في حياتنا، إنني هنا اعتمد على الغنائية اللونية كإنسان رومانيتك، كما الوليمة اللونية التي لا تتنهي، واعتمد على المدرسية التي تتجول في المدرسة الواقعية والانطباعية».
يتابع الفنان "عبد السلام عبد الله" فيقول: «اتجه إلى الطبيعة دائماً، لأنها دائماً تجذبني وتحاورني وتجددني، أنهزم دائماً أمام الطبيعة ولكن أخذ الجمال المحض في الطبيعة والتي هي فحوى الطبيعة، اعتمد على الموسيقا الغنائية اللونية البصرية التي أسمعها بعيني، اعتمد على هذا الكم اللوني الذي لا ينتهي، والذي هو أقوى وأجمل عطر في العالم ولا يضاهي عطرا من عطور هذا الورد، فجمال الورد ونقاء اللون الأحمر في الورد يضاهي حبة الرمان، وخجل الفتاة وخدودها الحمراء».
من الحضور التقينا السيد "أحمد العلي" فيقول: «إن أعمال الفنان تنتمي إلى المدرسة الانطباعية الواقعية، حيث يعتمد الفنان على مجموعة من التقنيات التشكيلية بغنى لوني وجمالي خاص، فالربيع في أعماله له ميّزة خاصة في بنائها وتكوينها».
أما السيدة "منال أحمد" من الحضور فتقول: «إنها نقلة نوعية للفنان "عبد السلام عبد الله" في نقل الربيع بألوان وخطوط تشكيلية خاصة، حيث تمتاز أعماله بضربات ريشة قوية ومهارة عالية في التنقل بين تفاصيل اللوحة، كما اعتمد الفنان على توزيع الكتل بين الضوء والظل والعمل باحترافية على سطح اللوحة».
أما الشاب "فواز نوري" فيقول: «إن أعمال الفنان التشكيلي "عبد السلام عبد الله" تعبر عن الربيع بألوانه وزهوره المميزة، فهي أعمال تشكيلية واقعية انطباعية خاصة تدخل في عالم الطبيعة بطريقة تشكيلية خاصة بالفنان المعروف بعمله على الطبيعة».
يذكر أن الفنان "عبد السلام عبد الله" من مواليد "رميلان" 1961، وخريج كلية الفنون الجميلة بدمشق لعام 1985 وحاز جوائز وشهادات تقدير كما أصدرت المؤسسة العامة للبريد في سورية خمسة طوابع لأعماله في معرض الزهور الدولي الثلاثين عام 2003.