أقيم في صالة "عشتار" للفنون التشكيلية معرض للفنانة "رانيا معصراني" وذلك في 14/4/2011، والمعرض عبارة عن منمنمات معمارية ونباتية دمشقية، انطلاقاً من عشق الفنانة لهذه المدينة العريقة. وحضر الافتتاح عدد من الفنانين التشكيليين، ومندوبي الإعلام، وعدد من الوسط الثقافي.
موقع eSyria حضر افتتاح المعرض وحوله أجرى جملة من الأحاديث والتي كان أولها مع الفنانة "لما حويجة" مصممة غرافيك، ومصممة مواقع حيث قالت: «العمل جميل حيث إن الفنانة "رانيا معصراني" عملت عليه بجد ومثابرة ودقة، والتجربة جديدة نسبياً، ألوانها جميلة جداً وشفافة».
العمل جميل حيث إن الفنانة "رانيا معصراني" عملت عليه بجد ومثابرة ودقة، والتجربة جديدة نسبياً، ألوانها جميلة جداً وشفافة
بدوره علق الفنان التشكيلي والناقد "عصام درويش": «رأيت لـ"رانيا معصراني" في السابق معرض نحت ورسم. وفي معرضها الحالي هناك لوحات صغيرة ملأى بالتفاصيل، البيوت العربية والطبيعة والأزهار، والزخارف في البيوت العربية بالألوان والأبيض والأسود، وهي تختار مجموعة لونية فيها حساسية، ورعشة في العين، خصوصاً في خطوط الأسود على الأبيض ومن ثم تلوّنها وتخلق بهذا عالما جميلا، ولكن كله بمقاسات صغيرة وبمفهوم النمنمة».
أما الفنان التشكيلي "خليل عكاوي" فقد قال: «المعرض لطيف، فيه لمسة إنسانية ناعمة، يذكرنا بالمنمنمات أحياناً، فيه نوع من الحب الأنثوي لشيء مثل التطريز، لصياغة الحب، بحرفية بسيطة وجميلة، لأنه في البساطة غالباً يكمن الجمال، دون أي تحقيق، دون أي ألوان، فألوانها بسيطة، الفنانة متمكنة بشكل جميل ولطيف من الألوان المائية، بالإضافة لاستخدامها الموزون للحبر الصيني، وتكويناتها إنسانية وليست بمعنى الأشخاص وإنما هي مأنسنة قريبة للإنسان، عندما ترسم الوردة أو الشجرة أو الإفريز الخاص بالبيت، تحس بأن هذا موجود داخله الإنسان، ومن هذا المنطلق هناك شيء قريب للأنسنة، ومع صغر حجم اللوحة، ولكن لا تحسها عملاً صغيراً، بل تحسه عملاً كما لو كانت لوحة كبيرة ولكنك تراها بشكل صغير، فيها عمل، ولكن فيها بنفس الوقت حس مرهف جداً، لم أتفاجأ كثيراً بعملها لأنني أعرفها كإنسانة حساسة موسيقية، ونحاتة ممتازة، عبرت عن نفسها بمعارض كثيرة، إن كان موسيقياً أم تشكيلياً، والموسيقا أثرت في عملها، يوجد نوع من النغم يتراوده، الألوان لا تتنقل بفجاجة، إنما بلغة موسيقية، فهذا الشيء الجميل، لم أفاجأ بالأعمال لأني أعرف حساسية الفنانة، ولذلك لم أتفاجأ بالحساسيات الموجودة في معرضها».
ويضيف الدكتور "حيدر يازجي" رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين: «المعرض نفحات أو تحليق الفنانة "رانيا"، أعرفها من الأعمال النحتية التي عملتها، ولها أعمال طبيعة قديمة، ولكن ما يميز هذا المعرض بشيء جميل أنه فعلاً بدأ الحس اللوني يزداد بالعمل الفني إضافة للشكل، دائماً كان يوجد ألوان معينة، ولكن الآن دخل الحبر الصيني وهي مادة فيها شيء من الدراسة المعمارية الصحيحة لبعض الأشياء التي تعملها، كانت الطبيعة بلا هوية كبيرة، والآن لها هوية ومكان معين، وهي تؤرخ لمركز معين وبيت معين وعمارة معينة، وهذا أمر جيد، التعامل مع الحبر الصيني ليس سهلاً، إنما الآن هناك حبر صيني مشغول بشكل جميل، الأعمال أنثوية فيها حس الفنانة، وهذا المعرض أراه أفضل بكثير من المعرض السابق، وهي تسير بخطا سريعة».
وأخيراً الفنانة التشكيلية "رانيا معصراني" تتحدث عن معرضها فتقول: «ولد هذا المعرض من انطباعي عندما رأيت من البيوت القديمة التي تهدم، وأنا أحب الشام القديمة، وكل إنسان يعمل انطباعاً عن بلده، فالبيوت الدمشقية هي شيء مميز في بلدي وأحببت رسمه بطريقة خاصة».
وتابعت تقول بخصوص تجربتها في النحت والموسيقا ووصلهما مع الرسم: «أنا درست الموسيقا، وليست القضية بالوصل، الإنسان يحب أن يتعلم، ويعبر عن أفكاره بطريقة معينة، وحسب طريقة التعبير، ففي وقت حرب غزة أحسست أن هناك شيئا في داخلي أريد التعبير عنه وأن أفضل طريقة للتعبير عما بداخلي هو النحت، الرسم أمر مختلف، فطبيعة الموضوع تفرض طبيعة الإنتاج الفني حسبما أريد التعبير عنه وتفرض طريقة التعبير، وبالنسبة لهذا المعرض أنا أحب أن أرسم بالأبيض والأسود، وهو يعطي انطباعاً مختلفاً، هناك أشياء أحب التعبير عنها وللأبيض والأسود جماله الخاص».
الجدير ذكره أن المعرض يستمر لغاية 23/4/2011.