قيم فكرية ونفسية تنقلها الفنانة التشكيلية "سعاد مردم بيك" عبر معرضها المقام في غاليري "آرت هاوس"، هذا المعرض الذي امتاز بحضور العامل الزمني الكبير على الوجوه المقدمة.
موقع "eDamascus" حضر المعرض والتقى من الحضور الأستاذ "محمد برازي" فيقول: «إن أعمال الفنانة "سعاد مردم بيك" تدل على عتق الزمن فيها، فهي وجوه تحاكي الطبيعة الإنسانية بمكنونات داخلية، ومن الواضح أن هذه الوجوه تحمل أفكاراً فلسفية وإنسانية طرحت بطريقة مباشرة وواضحة إلى المتلقي».
هي حضارة فنية خاصة بالفنانة، تحاول من خلالها أن تشارك المتلقي بذلك الانتماء إلى الأرض والإنسان، كما أن هناك ثمة رومانسية عالية في اللون طرحت بقوة إبداعية واحترافية
أما السيدة "نور ألكسان" من الحضور فتقول: «هي حضارة فنية خاصة بالفنانة، تحاول من خلالها أن تشارك المتلقي بذلك الانتماء إلى الأرض والإنسان، كما أن هناك ثمة رومانسية عالية في اللون طرحت بقوة إبداعية واحترافية».
والتقينا الفنانة التي حدثتنا عن انتماء هذه اللوحات الكبيرة الحجم والتي تجسد "بورتريهات" تشكيلية، فتقول: «هي ليست منتمية إلى أي حضارة إنها مجرد وجوه بشرية، حتى إني لم أحدد جنس الوجه إن كان رجلاً أو امرأة، قد تبدو حسب رؤية المتلقي منتمية إلى حضارة ما، لكني عموماً اشتغلت على وجه عالمي وقد تكون أقرب إلى الوجوه الشرقية بالمجمل، فهنا لابد من أن تنعكس ثقافة الفنان على عمله وأنا ثقافتي شاملة، حيث أمكث منذ عامين في "القاهرة" وثقافتي قد تبدو بالتكنيك وليس بانعكاسها المباشر على معالم الشخص، كما أن كل التقنيات والألوان المستخدمة تشكل نهاية للعمل ككل من ازدواجية الفكرة والتكنيك، هو نوع من التجربة وطرح طبيعي لمخزون ثقافي متراكم».
أما عن الألوان الحارة والترابيات التي نجدها مسيطرة على أعمال "مردم بيك" فتقول: «اللون يلعب دوراً ليشكل نوعاً من التناغم، وليبعد النشاز، كما لو كنّا نستمع إلى مقطوعة موسيقية، فالتناغم البصري أجده أساساً مهماً في بناء العمل الفني إلى جانب تكامله مع الفكرة والتقنية ليعطي بالنتيجة عملا مكتملا».
اتجاه نظر شخوص الفنانة المباشرة إلى عين المتلقي تجدها وكأنها تطلب منك مخاطبتها أو خلق حوار مشترك بين العمل والمشاهد، هنا تقول: «البورتريهات في أعمالي تطلب من المشاهد النظر إليها والتمعن في ملامحها وهو ما تقصدت خلقه في العمل، فالنظر هو أكثر ما أركّز عليه في اللوحة، لأن العين أهم مكونات الوجه، وهي تعني النظر أكثر من كونها شكلاً لتكوين العين لأنها الروح التي تتلقى وتعطي دلالات التواصل والإحساس».
عن سبب اختيارها لموضوع الوجوه تقول: «خلال مسيرتي الفنية اشتغلت على موضوع الطبيعة الصامتة مراراً، لكن الإنسان هو الشيء الأقرب لذاتي وأرى أن تصوير الإنسان والأحصنة يحتاج إلى جهد أكبر من تكوينات أخرى وهو الأقوى من حيث التشريح والتفاصيل، كما أركز في هذه الوجوه على إظهار احتواء الإنسان لنفسه من خلال بعض الرموز التي يحتويها العمل كالعصافير، الورد والسمك، لدلالة أن الإنسان يحتوي ضمن محيطه الطبيعة، وقد تحمل هذه الرموز الصغيرة ضمن قرط في أذن أو عقد».
عن التقنية التي تعطي إيحاء بقدم اللوحة تقول: «تقصدت الوصول إلى هذه النتيجة فعملت على إظهار اللوحة كأنها جدار قديم، لكن التقنية المستخدمة في الرسم على قماش رسم كانفا وألوان زيتية إلى جانب تقنيات مختلفة، وذلك لأني لا أفضل العمل المثالي وبنفس الوقت ألا يكون مشوهاً».
من الجدير بالذكر أن الفنانة "سعاد مردم بك" من مواليد "دمشق"، درست الفن التشكيلي في "لبنان" أقامت فترة من الزمن في "كندا"، حيث أغنت مشاهداتها وتجربتها التشكيلية ثم استقرت في "القاهرة" أقامت العديد من المعارض في "باريس، الكويت، الرياض، جدة، القاهرة، الأرجنتين" ولوحاتها مقتناة في العديد من الدول.